افطار الوحدة الوطنية في معراب
إستضافت معراب إفطارا ضم سياييين ودبلوماسيين واعلاميين ونخبا اسلامية من كل المناطق .. وحمل هذا الإفطار الكثير من المعاني التي تريد القوات اللبنانية التأكيد عليها بخصوص حرصها على الوحدة الوطنية و الشراكة بين جناحي الوطي المسلم والمسيحي.
وكانت لافتة كلمة الدكتور سمير جعجع التي تحدث فيها عن مواضيع الساعة التي لا يمكن كما قال أن يستثنى منها حدث المسجد الأقصى حيث تقوم إسرائيل باعمال مدانة ومخالفة للقانون الدولي.
لقد أفسح سمير جعجع في معراب في أجواء عيد الفصح مكانا للتأخي مع أجواء رمصان؛ فصدح الاذان في معراب التي تمثل أكبر قوة سياسية مسيحية، وقال قائدها سمير جعجع ان رمضان والصيام المسيحي يجمعنا من أجل لبنان.
اعرب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن اسفه لتعطيل الإنتخابات البلدية والاختيارية بعد ان تمّ عرقلة الإستحقاق الرئاسي وشلّ البلد. وأكد ان ما يجري في المسجِدِ الأقصى مُخالفَةٌ مفضوحةٌ، مطالبا جامعةَ الدُّوَلِ العربيّةِ ومجلِسَ الأمنِ الدَّوْلِيِّ بِوضْعِ اليدِ فوراً على القضيَّة، واتِّخاذِ المواقِفِ والتدابيرِ اللازِمة لإِحقاقِ الحقِّ والالتِزامِ بالStatus Quo الذي يَحكُمُ طريقةَ إدارةِ المسجِدِ الأقصى، وإِلاّ سَتَعُمُّ الفوضى حيثما كان.
هذه المواقف أطلقها جعجع في حفل الإفطار الذي أقامه وعقيلته النائب ستريدا جعجع في معراب، في حضور النواب: مروان حمادة، عماد الحوت، أشرف ريفي، فؤاد مخزومي، نبيل بدر، بلال الحشيمي، جورج عدوان، غسان حاصباني، فادي كرم، انطوان حبشي، جورج عقيص، شوقي الدكاش، غياث يزبك، رازي الحج، نزيه متى، الياس اسطفان، جهاد بقرادوني، غادة ايوب، الياس خوري وسعيد الأسمر. كما شارك في الافطار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان ممثلا بالشيخ خلدون عريمط، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى ممثلا عضو مجلس الادارة للمجلس المذهبي الاستاذ ناجي صعب، سفير جامعة الدول العربية عبدالرحمن الصلح، سفير تونس بوراوي الإمام، سفير الكويت عبدالله سليمان الشاهين، سفير سلطنة عمان احمد بن محمد السعيدي، سفير المملكة الأردنية الهاشمية وليد الحديد، سفير المملكة المغربية محمد كرين، سفير جمهورية اليمن عبدالكريم الدعيس، سفير باكستان سلمان أطهر، القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية الجزائرية أورمضان عبدالملك، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلا بالشيخ فراس بلوط، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا ممثلا بالشيخ سمير علمان، مفتي زحلة والبقاع الشيخ محمد الغزاوي ممثلا بالشيخ ضياء القطان، مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ أيمن الرفاعي ممثلا بالأستاذ حيّان صالح، مفتي بلاد جبيل الشيخ غسان اللقيس ممثلا بالشيخ أحمد اللقيس، رئيس مؤسسة العرفان الشيخ يوسف الأشقر ممثلا بالدكتور رامي عز الدين، بالاضافة الى نواب ووزراء سابقين ومدراء عامين ورؤساء مؤسسات عامة ومحافظين وقائممقامين ورؤساء اتحاد بلديات ومجالس بلديات ومخاتير وشخصيات سياسية ودينية ونقابية واجتماعية واعلامية وحزبية.
بعد كلمة ترحيبية للأمين العام السابق غسان يارد اشار فيها الى أننا “نلتقي على المحبة في شهر الفضيلة والرحمة وفي الفسحة بين عيدي الفصح المجيد بحسب التقويمين الغربي والشرقي”. واعتبر ان الإفطار يعكس حقيقة الوطن الذي يصر أبناؤه على التلاقي والشراكة والمودة، آملا اللقاء الدائم في اوضاع أفضل نتخطى في خلالها ما يحاك لنا لرسم لبنان السيّد الحرّ المستقلّ بالتعاون مع المخلصين من الأشقاء والأصدقاء.
وكان “رئيس القوات” قد استهل كلمته بالتأكيد ان “الأهمَّ من لقاءِ الزمانِ والمكانِ، هو لقاءُ الإنسانِ في لبنان. فهذا جوهرُ وطنِنا ومعنى وجودِهِ وتمايُزِهِ. نحن نلتقي اليوم في ظِلِّ هذا الشهرِ الفضيلِ، واللبنانيون في أوضاع مأساويّةٍ استثنائية، لَحتّى يصِحُّ استِحضارُ الشاعرِ عندما قالَ: “عيدٌ، بأيِّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ“”.
كما آثر التشديد على ان “الوضعَ اللبنانيَّ الاِستثنائِيَّ في الوقت الراهن يقتضي معالجةً استثنائيَّة، تتطلّب، في ظِلِّ جُهودِ العديدِ مِنْ أصدقاءِ لبنانَ، أَنْ يعرِفَ جميعُ الأصدقاءِ كما الأشقاء، حقيقةَ الأزْمةِ، وهْيَ وجودُ تنظيمٍ مُسلَّحٍ غيرِ شرعيٍّ، يمثَّلُ دُويلةً تَستَقوي على الدولةِ وتُصادِرُ قرارَها الاستراتيجيَّ، وآخر مثل حول هذا الموضوع ما شهدناه في الجنوب الاسبوع الماضي من ضرب صواريخ مجهولة المصدر، “معلومة المصدر”، من دون علم الجمهورية اللبنانية او الحكومة او الجيش او اي من اركان السلطة اللبنانية. هذا التنظيم، كَيْ يُغطّي واقعَهُ اللاشرعِيَّ، تَحالفَ مَعَ أفسَدِ الفاسدينَ فَسَيْطَرُوا مَعاً على الحُكْمِ والسُّلطةِ على مَدى السَّنواتِ العَشْرِ الأخيرةِ، وهُمْ ليسُوا بِرجالِ دولة، ولا يَفْقَهُونَ إدارةَ الدولة، فَكَمْ بِالحَرِيِّ عندما تَتَميَّزُ أكثريَّتُهُمْ بالفسادِ الواضحِ بَلْ الفاضِح، وأيّ محاولةٍ للمعالجةِ أو لإِطلاق الحلِّ، تبدأُ مِنْ هُنا”. وتوقّف عند “الواقعة الأخيرة وهي ما حصل في المجلس النيابي عندما عطّلوا الانتخابات البلدية والإختيارية كماعرقلوا، وما زالوا، الانتخابات الرئاسية وبالتالي شلّ البلد بأكمله“.
اضاف: “من هذا المُنطَلَقِ، رفضْنا رئيساً من الفريقِ الآخرِ بشكلٍ صريحٍ ومِنْ دونِ أيِّ مواربَة، كَما لا نقبل “رئيساً ليسَ بِرئيس” يَستَغِلُّونَ ضُعْفَهُ وَرمادِيَّتَهُ لِيُسَيْطِرُوا علي، باعتبار ان الرئيس الذي لا يكونُ رئيساً بالفِعلِ، سَيَعْجَزُ حَتماً عنْ اتِّخاذِ القراراتِ الجَريئةِ والمُستَقِلَّةِ التي بات لبنانُ بأمسِّ الحاجةِ إِليها للخُروجِ مِنْ أَزمَتِهِ، وبالتالي سيستمر التَّنظيم المُسَلَّحِ مَعَ حُلفائِهِ الفاسدينَ في مَوقِعِ الهَيمَنَة الفِعلِيّة على الدولةِ وقرارِها“.
تابع: “مِن جِهَةٍ ثانية، وفي ظِلِّ الحمْلةِ التي تستهدِفُ الحضورَ العَرَبِيَّ في لبنانَ، نؤكِّدُ مِن قلبِ لبنانَ، من قلبِ الجبلِ اللبنانيِّ، من معرابَ بِمَنْ وما تُمثِّلُ، أَنَّ العلاقةَ بينَ لبنانَ والأشقاءِ العربْ ثابتةٌ لا تَتَحوَّلُ، لأنَّها تتخَطّى الأُطُرَ الدِّبلوماسيَّةَ والعلاقاتِ الرَّسميّة بينَ الدُّوَلِ إِلى ما تَعنِيهِ الأُخُوَّةُ والمحبَّةُ من أواصِرَ وروابِطَ لا تعترفُ بأحجامٍ وأرقامْ، بِقَدْرِ ما تعترفُ بقيمةِ لبنانَ الحضاريَّةَ ومساهماتِهِ في مُختلِفِ المجالاتِ في نهضةِ وعُمرانِ هذه المِنطقة“.
واذ رأى ان “خير ما يواجِهُ به لبنان معَ أشقّائِهِ العربِ التحدّياتِ الماثِلةِ، امامه اليوم، هو التضامن الفِعليّ والإِصرار على إِسقاطِ محاولاتِ الهَيمنة، وتغيِيرِ مفهومِ الأُخُوَّةِ الحَضاريَّةِ الحَقَّة”، أكد جعجع اننا “نَشُدُّ على أيديِ القادةِ العربِ الذين بادَرُوا إلى إِطلاقِ رِهانِ انفتاحٍ رائدٍ وغيرِ مسبوقٍ، يَجمَعُ بينَ الحداثةِ واحترامِ التَّنَوُّعِ وتكريسِهِ، وبينَ الأصالةِ والتمسُّكِ بِالأخلاقِ وَالقِيَمِ، لذا نرى في هذهِ النَّهضةِ الجديدةِ صورةً عن لبنانَ الذي كانَ والذي سيكونُ بعدَ اجتيازِ المِحنَةِ الراهِنة“.
أمَّا بالنِّسبةِ للاِتِّفاقِ السَّعوديِّ الإيرانيِّ الأخير، فشدد “رئيس القوات” على ان “أيَّ اتِّفاقٍ أوْ تفاهُمٍ على هذا المُستوى يكونُ بالطَّبعِ مُفيداً، فَكَمْ بالحَرِيِّ إِذا كانَ أَحَدُ طرفَيْهِ المملكةُ العربيةُ السَّعوديَّة، اذ من المُهِمِّ في تفاهُماتٍ مماثِلة الاِنطِلاقُ إِلى مَراحِلَ عمليَّة بِناءً على مَبدأيْنِ نَصَّ عليهِما هذا الاتفاقُ: أَلحِفاظُ على سِيادةِ الدُّوَلِ والاِلتِزامُ بِالمواثيقِ والمُعاهداتِ وَالقوانينِ الدَّولِيَّة”. وأمل أَنْ تتبلوَرَ ثَمَرَةُ هذا الاتِّفاقِ بِحَلِّ مُختلِفِ التَّنظيماتِ المُسَلَّحة غيرِ الشَّرعِيَّة بَدْءاً مِنَ اليمنِ وُصولاً الى لبنانَ، كيْ تستعيدَ المِنطقةُ استقرارَها ومسارَ ازدهارِها“.
جعجع الذي تطرّق الى أحداث المسجِدِ الأقصى في الأيّامِ الأخيرة واعتبرها “غير مفهومة وغير مقبولة بكل المقاييس”، لفت الى ان “هذا المكان مقدَّسٌ، وهو قِبلةُ أنظار المسلمين في أنحاءِ المَعمورة، وتحكُمُ العَمَل فيهِ معاهدة برلين التي أُبرِمَت عام 1878 في ظِلِّ السَّلطَنَةِ العُثْمانِيّة والتي أَقَرَّتْ تَرتِيباً أُطلِقَ عليهِ يَوْمَها اسم “الوضعْ الراهن”، من ثم جرى التأكيدُ علَيهِ مِن جديدٍ مع الانتدابِ البَريطاني في العام 1917، ليصار الى تَثبيته مجددا في العام 1948 معَ المملكةِ الأُردُنيّةِ الهاشمية، وحتى إسرائيلَ اعترَفَتْ بِهِ بعد حربِ 1967.” واعتبر ان “ما يجري في المسجِدِ الأقصى هوَ مُخالفَةٌ مفضوحةٌ من أجلِ تخريبِ ترتيبٍ، عُمْرُه أكثرُ من مِئةِ عامٍ، لكيفيّةِ إِدارةِ الأماكِنِ المقدَّسَة في القُدس“.
وطالب جعجع “جامعةَ الدُّوَلِ العربيّةِ بالدّرَجَةِ الأولى، كما مجلِسَ الأمنِ الدَّوْلِيِّ، بِوضْعِ اليدِ فوراً على القضيَّة، واتِّخاذِ المواقِفِ والتدابيرِ والخَطَواتِ اللازِمة لإِحقاقِ الحقِّ والالتِزامِ بالStatus Quo الذي يَحكُمُ طريقةَ إدارةِ المسجِدِ الأقصى في القُدسِ، وإِلاّ سَتَعُمُّ الفوضى، حيثما كان، وليسَ في القُدسِ وحدَها، ولن يبقى للمُقَدَّساتِ حُرمَةٌ ولا للقوانينِ التزام، بل سيتحوَّلُ العالَمُ مكاناً مُستَباحاً تسودُهُ شريعةُ الغاب“.
ختم مؤكدا ان “ما يؤَيِّدهُ اللبنانيون الأَحرار من مُختلِفِ الطوائفِ والمَناطقِ، هُوَ استعادةُ وَطَنِنا السيِّدِ الحُرِّ المتنوِّعِ، والمُتقدِّمِ في علاقاتِهِ العربيَّةِ والدَّولية، لِيُعيد موقِعه الرائِد بينَ الأُمَمْ“.