خاص الهديل:
أعلن أمس أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة إحياء يوم القدس أنه بمقابل أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هدده بالأسم ليلة أمس حسبما قال في مقابلة صحفية، فإنه (أي نصر الله) يرد له نفس التهديد وتوعده بالقول ان “أن الايام بيننا”.
وضمن هذا السياق أكد السيد نصر الله بوضوح أن إسرائيل قد تلجأ الى تنفيذ أعمال أمنية ضد شخصيات لبنانية أو فلسطينية أو إيرانية أو سورية موجودة في لبنان؛ كونها لن تستطيع شن عمل عسكري على لبنان؛ وجزم نصر الله بأنه في حال حصل أي اعتداء إسرائيلي من هذا النوع، فإن المقاومة سترد عليه بالفور، ومن دون تردد؛ وذهب نصر الله أبعد من ذلك حينما حذر من أن مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية الانفعالية التي قد تحصل في لبنان أو في غزة أو في القدس، قد تجر المنطقة إلى حرب كبيرة، وذلك على الرغم من أن كل أطراف الصراع لا تريد هذه الحرب حالياً.
والواقع أن هذا الجزء من خطاب نصر الله امس يعتبر الأهم من بين كل ما قاله في خطابه؛ وذلك بالنظر لعدة أسباب؛ أبرزها ما أوضحه نصر الله نفسه أثناء كلمته؛ من أن إسرائيل في ظل أنها تخشى فتح معركة عسكرية ضد لبنان لأسباب عدة؛ فهي قد تلجأ إلى تنفيذ عمليات أمنية كمثال تصفية شخصيات من المقاومة أو من محور المقاومة الموجودين في لبنان. وتقصد نصر الله إنشاء قاعدة اشتباك جديدة مع نتنياهو مفادها أن أي عمل أمني إسرائيلي يؤدي إلى اغتيال أي شخصية من محور المقاومة في لبنان، سترد عليها المقاومة بما يتناسب مع حجم الهدف المعتدى عليه، وذلك من دون تردد وبشكل فوري.
إن هذا التهديد من نصر الله تقف وراءه على الأغلب بحسب خبراء أمنيين وعسكريين تقدير موقف أمني وعسكري يقول التالي:
أولاً- ان نتنياهو لا يمكنه شن حرب عسكرية على لبنان وحتى على غزة، وهو في حالة خلاف وعدم تنسيق مع البيت الأبيض، وعليه يفكر نتنياهو بتعديل قواعد الاشتباك مع لبنان على نحو يسمح لإسرائيل بإمساك زمام المبادرة بشكل يناسب ظرفها الداخلي الراهن وظرفها الحالي مع إدارة بايدن.
ثانياً- واتصالاً بما ورد أعلاه؛ فإنه بموجب التعديل على قواعد الاشتباك الذي يحتاجه نتنياهو مع لبنان؛ فهو قد يتجه في ظل استحالة فتح معركة عسكرية إلى التعويض عن ذلك بفتح معركة أمنية ضد رموز حزب الله وحماس وكافة أطراف المحور ذي المتصلة بإيران والموجودين في لبنان.
ثالثاً- ويبدو أن الحزب يخشى هنا أن ينقل نتنياهو حربه الأمنية في سورية إلى لبنان، حيث هناك نفذت إسرائيل خلال الأعوام الأخيرة العديد من العمليات الأمنية التي أدت لاغتيال قادة من الحزب وضباط أمنيين وعسكريين كبار من فيلق القدس.. والواقع أن نصر الله عبر تهديده بالرد على أي اغتيال تنفذه إسرائيل في لبنان ضد أي شخصية في محور المقاومة سواء كانت لبنانية أو فلسطينية أو ايرانية؛ إنما بذلك يريد إيصال رسالتين لتل أبيب ولحكومة أقصى اليمين برئاسة نتنياهو:
الرسالة الأولى هي أن قواعد الاشتباك السارية في سورية، والتي تسمح لإسرائيل بأن تنفذ عمليات اغتيال ضد شخصيات موجودة في سورية تعمل ضمن المحور الإيراني، لن يسمح حزب الله بنقلها إلى لبنان، وأي عملية اغتيال في لبنان كالتي تحدث في سورية سيتم الرد عليها بالحجم المناسب لحجم عملية الاغتيال.
وتجدر هنا الإشارة إلى أن نصر الله رداً على أن نتنياهو هدده بالإسم، قال أن أي اغتيال إسرائيلي في لبنان سيقابله رد بحجم هذا الاغتيال!!..
الرسالة الثانية: لقد تقصد نصر الله في خطابه الرد على الكلام الذي بدأ يصدر من إسرائيل حول أن نتنياهو لن يسمح بنقل الصواريخ من حزب الله إلى حركة حماس في لبنان، ولن يسمح بتموضع حماس عسكرياً في لبنان، وهي ستضرب أية عملية نقل لهذه الصواريخ من الحزب لحماس وستضرب أي تموضع عسكري لها في لبنان، وذلك كما تفعل بخصوص ضرب الصواريخ التي ترسل من إيران إلى حزب الله في سورية.
والواقع أن نصر الله يشعر حسبما ظهر في خطابه امس، ان إسرائيل بعد اتهام حماس بالمسؤولية عن قصف صواريخ الكاتيوشا قبل أيام؛ قد تبدأ بعمليات تصفية لقادة حماس في لبنان تحت شعار منع حماس من التموضع عسكرياً في لبنان؛ وهو ذات الشعار الذي تستعمله إسرائيل في سورية لتبرر عمليات القصف والاغتيالات الأمنية ضد محور إيران في سورية، ومفاده “منع إيران من التموضع عسكريا في سورية”..