يُعتبر الكبد من أهم أعضاء جسم الانسان وهو ثاني أكبر عضو بعد الجلد، وله عدة وظائف صحية، منها تصفية وتنقية الدم من السموم والخلايا التي لا يحتاجها الجسم.
والكبد مسؤول كذلك عن تصنيع الكربوهيدرات والدهون في الجسم، كما أنه يخزن فيتامينات A و D و E و K الضرورية للطاقة.
وعلى الرغم من كونه عضوًا إفرازيًا قادرًا على العمل بشكل مثالي إذا كان لديك نمط حياة صحي، فإنه يمكن أن يُراكم السموم في حالة عدم اتباع نمط حياة صحي، وهذه السموم تضر بالصحة وقد تؤدي للإصابة ببعض أمراض الكبد، ومنها تليف وتشمع الكبد، والتهاب الكبد الوبائي بنوعيه.
علامات تراكم السموم
اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مركز تافتس الطبي بولاية بوسطن الأمريكية، هارموني أليسون، قالت إن “الكبد يُعتبر العضو الأساسي لتصفية السموم في الجسم، والتي يمكن أن تأتي من مجموعة متنوعة من المصادر بما في ذلك الأدوية والغذاء والماء”.
وأوضحت أليسون خلال حديثها لـ”عربي21″، أن “الكبد عندما يكون مجهداً إما من السموم أو الدهون الزائدة أو الفيروسات أو لأسباب أخرى، فقد لا تكون هناك علامات مرئية ويمكن اكتشافها فقط من خلال اختبارات دم معينة”.
وتابعت: “ولكن بشكل عام السمة والعلامة المميزة لإصابة الكبد الشديدة هي اليرقان، أي عندما يتحول لون بشرتك وعينيك إلى اللون الأصفر ويتحول لون البول إلى لون الشاي الداكن، وفي حالة حدوث ذلك، يجب أن تسعى للحصول على عناية طبية فورية”.
ولفتت إلى أن “الإرهاق الشديد يُعتبر علامة أكثر دقة على إصابة الكبد بمرض ما، ولذلك فإنه يجب على الإنسان في حال لاحظ أنه مصاب بالإرهاق طويل الأمد ويبدو أنه أكثر حدة من المعتاد، أن يلجأ للطبيب فورا”.
وأوضحت الطبيبة هارموني أليسون، أنه “في المرحلة الأخيرة من مرض الكبد، يمكن أن يكون هناك تراكم للسوائل في البطن والأطراف السفلية، ويمكن أن تظهر وتبرز الأوعية الدموية الصغيرة على السطح، وتسمى هذه الأورام الوعائية العنكبوتية، وقد تكون الأوعية الدموية الأكبر مرئية على جدار البطن، وهذه العلامات تُشير إلى إصابة الكبد الشديدة وطويلة الأمد”.
الكحول والأدوية والتدخين
وحول أهم أسباب تراكم السموم في الكبد، قالت أليسون: “الكحول والأدوية هي أكبر أسباب تراكم السموم، وبالطبع لا يوجد مستوى آمن معروف من الكحول، وأما الأدوية فيجب أخذها وفقا للطبيب، وفي حال تم أخذها بدون وصفة طبية فيجب اتباع إرشادات الشركة المُصنعة”.
وأشارت إلى أن “التدخين أيضا يُعتبر أحد أهم عوامل الخطر القابلة للتعديل في أمراض الكبد، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بعدد من النتائج السيئة بما في ذلك سرطان الكبد وزيادة تندب (تشمع) الكبد”.
وأكدت أن “الإقلاع عن التدخين يُحسن صحة الكبد، ويقلل عوامل الخطر القلبية الوعائية”.
وللحفاظ على صحة الكبد والجسم بشكل عام، فقد نصحت أليسون الناس باتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والبروتين عالي الجودة والحبوب الكاملة، وممارسة التمارين الرياضية، وتجنب الأطعمة عالية المعالجة.
نظام غذائي صحي
وكثيرا ما ينصح الأطباء المرضى ليس فقط المصابين بأمراض الكبد بل بمعظم الأمراض، باتباع نظام غذائي صحي، وبالطبع كل عضو في جسم الانسان يمكن حمايته وتقويته بأنواع معينة من الأطعمة الطبيعية.
إيميت هيوز، الأستاذ المشارك في العلوم الأساسية والإكلينيكية، في كلية العلوم الصحية، بجامعة بريدجبورت الأمريكية، يقول إن “الكارنيتين – وهي مادة مشابهة للأحماض الأمينية والفيتامينات تصنع في الجسم بكميات صغيرة – والسلبين المريمي (حليب الشوك) من الأشياء الرئيسية التي تساعد على شفاء الكبد من بعض الأمراض، بما في ذلك تليف الكبد والتنكس الدهني”.
وأوضح هيوز خلال حديثه لـ”عربي21″، أنه “لحماية صحة الكبد ومنع تراكم السموم يجب اتباع نظام غذائي صحي تتم فيه زيادة مضادات الأكسدة – فيتامين C، و فيتامين E، والسيلينيوم، والزنك، والريتينول وهو أحد الأشكال الحيوانية لفيتامين A -“.
وأضاف: “يجب تجنب الكحول أيضا، ويمكن أخذ البهارات التي تحتوي على الكركم (الكركمين) فهي مفيدة جدا لصحة الكبد، كما يجب تناول خضروات عائلة الكرنب – القرنبيط، والبروكلي، والملفوف، فهي غنية بالـ إندول-3-كاربينول”.