مع دخول الأزمة الاقتصادية في لبنان عامها الرابع، بدأ العديد من أطباء التجميل يرصدون ارتفاعا ملحوظا في التشوهات والإصابات بأمراض جلدية ومضاعفات، نتيجة استخدام مواد “رخيصة ورديئة” في الجراحات التجميلية.
ويطالب أطباء التجميل حول العالم بتكثيف الرقابة على مراكز وعيادات التجميل، والتركيز على نوعية المواد المستخدمة في الجراحات وجودتها، تماشيا مع الظروف المالية الصعبة التي تدفع البعض للبحث عن عمليات أقل سعرا بصرف النظر عن جودة المواد المستخدمة بها.
ودفعت الأزمة الاقتصادية في لبنان الكثير من عيادات التجميل لاستخدام مواد قليلة الجودة بأقل تكلفة، الأمر الذي ساهم في انتشار حالات عديدة من التشوهات الجلدية وصولا إلى العدوى الفيروسية.
ورغم الأزمة الخانقة التي تلف البلاد، لا يزال اهتمام المرأة اللبنانية بجمالها يعتبر من الأولويات، خصوصا لدى العائلات المقتدرة ماديا نوعا ما، بينما، وبحسب أطباء التجميل، تتعرض الكثيرات لمخاطر هن في غنى عنها.
وباتت ظاهرة الحقن التجميلية الحديثة، مثل “البوتوكس” و”الفيلرز” و”الميزوثيرابي” وغيرها، الخيار الأسرع والأفضل عند المرأة، هربا من هاجس الشيخوخة الذي يطارد النساء بالتوازي مع الأزمة الاقتصادية.
ماذا يقول أهل الاختصاص؟
رئيس قسم جراحة تجميل الوجه والعين في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت رمزي علم الدين، قال إن لبنان يشهد ازديادا ملحوظا في انتشار المواد “الأرخص والأردأ” المستخدمة في جراحات التجميل.
وأضاف علم الدين لموقع “سكاي نيوز عربية”:
• منذ بداية الأزمة في لبنان هناك مساع لمواكبة المعايير الجمالية العالية، مما اضطر البعض لاستخدام أنواع من مستحضرات التجميل قليلة الكلفة والجودة أيضا، وأدى إلى تشوهات ومضاعفات صحية خطيرة.
• تستخدم لبنانيات منتجات عالية الجودة مثل توكسين البوتولينوم (البوتوكس)، وحشوات الوجه (حمض الهيالورونيك)، رغم الظروف الصعبة، إنما المطلوب الحذر في اختيار هذه المواد.
• لكن في المقابل، لاحظ الأطباء في الآونة الأخيرة زيادة في نسبة المضاعفات الناتجة عن استخدام المنتجات التجميلية الرخيصة والمنتشرة بكثرة.
• كثير من النساء وحتى الشباب وقعوا ضحية سوء نوعية هذه المنتجات، ولم يدركوا المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها.
• تسببت هذه المواد بالأذى وبمضاعفات صحية سيئة، وبعضها صار مزمنا.
وقال علم الدين إن “المضاعفات المحتملة بسبب استخدام (البوتوكس) والحشوات الرخيصة، منها الالتهابات الجرثومية وظهور الندبات وصولا إلى التشوه”.
وأضاف: “غالبا ما تصنع مثل هذه المنتجات الرخيصة والمقلدة في منشآت غير نظامية، وقد تحتوي على شوائب ومواد خطرة تؤدي إلى التهابات ومضاعفات خطيرة، كما تسبب تفاعلات في الجهاز المناعي قد تتطلب علاجات طويلة الأمد، وفي بعض الأحيان جراحة ترميمية”.
وشدد علم الدين على ضرورة مراجعة أصحاب الاختصاص، وإعطاء الأولوية للسلامة على حساب الكلفة في حال إجراء جراحات تجميلية أو إضافة حشوات للوجه.
وأشار جراح التجميل إلى ارتفاع نسبة المضاعفات بشكل لافت جدا في لبنان، خصوصا بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، لأن “الناس لم تعد قادرة على دفع التكاليف”.
وحذر علم الدين من استخدام “البوتوكس” مجهول المصدر وغير المطابق للمواصفات العالمية، حيث “يحتوي على بعض الشوائب التي تتسبب بردة فعل وحساسية مفرطة لدى البعض، وانتفاخ في الوجه يحتاج غالبا إلى جرعات من الكورتيزون لعلاجه”.
وتابع: “ينطبق الأمر نفسه على مادة الفيلر التي بدأنا نلاحظ كذلك في بعض الحالات تجمعها في الوجه”، مشددا على ضرورة “استخدام منتجات عالية الجودة ومراقبة من المنظمات الصحية المعنية”.