أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا ومديرة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) إيلين ديفيت ومدير مكتب التربية في الوكالة تيم كورتني ونائبة المدير زينة سلامة، الجولة الثانية من توزيع صناديق الحصص الغذائية في مدرسة سن الفيل الأولى الرسمية المختلطة في بيروت، وتسليمها إلى أهالي التلامذة وأولياء أمورهم، بحضور عدد من الشخصيات.
بداية، شكرت مديرة المدرسة فاديا بو سليمان الحلبي وشيا والقائمين على مشروع “كتابي” الثاني الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على “وقوفهم إلى جانب أهالي التلامذة الذين اصبحوا بحاجة إلى الكثير للاستمرار”، مؤكدة ان “هذه الحصص الغذائية مهمة جدا في تغذية التلاميذ وأهاليهم وتمكينهم من الاستمرار”، مطالبة بـ”توسيع إطار المساعدات لتشمل شريحة اكبر وأوسع”.بدورها، أشارت السفيرة الأميركية إلى أن “هذه المبادرة، التي تندرج ضمن برنامج كتابي 2 المموّل من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية والتي تبلغ قيمتها 90 مليون دولار أميركي، ستوفر أكثر من 92000 حصة غذائية لدعم حوالي 160000 تلميذ من الصف الأول إلى السادس أساسي في المدارس الرسمية كافة في لبنان والبالغ عددها 884 مدرسة. وقد بدأت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية الجولة الأولى من توزيع الحصص الغذائية للأسر في خلال العام الدراسي 2021-2022”.
وقالت: “اليوم هي الجولة الثانية من توزيع الحصص الغذائية والتي بدأت في عام 2022 للوصول إلى الأسر ذات الدخل المنخفض في المجتمعات المحرومة علىى الأراضي اللبنانية كافة، إذ سيتمكن أكثر من 160000 طالب من الوصول إلى العناصر الغذائية الضرورية لنموّهم”، مشيرة الى أن “مبادرة اليوم هي جزء من دعم الحكومة الاميركية المستمر، من خلال الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ، للمتعليمين الشباب في لبنان من خلال برنامج كتابي 2، وقد عملنا معكم لتحسين مستوى الطلاب في تعلّم اللغات والرياضيات”.اضافت: “الوكالة الاميركية للتنمية الدولية زودت الطلاب بالأدوات اللازمة لاكتساب تجربة تعليمية شاملة من اجل إسهاهمهم في ازدهار لبنان من خلال المكتبات الصفيّة والدروس الالكترونية، والعلب التربوية، ودعمها للمدرسة الصيفية.” وتابعت: “بسبب الأزمة المالية، وارتفاع تكلفة السلع، والانخفاض الحاد في قيمة الليرة اللبنانية، يعاني الطلاب وأسرهم من نقص في التغذية، مما قد يؤثر سلبًا على التعلّم. لذلك، يتعاون برنامج كتابي 2 المموّل من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية مع وزارة التربية في توزيع الحصص الغذائية على جميع طلاب المدارس الرسمية في لبنان. وسيشمل التوزيع المجتمعات النائية والمهمشة، لمساعدة التلامذة من الأسر ذات الدخل المحدود في الحصول على العناصر الغذائية الأساسية، والحفاظ على صحة جيدة، والاستمرار في المدرسة، وتحقيق أداء أكاديمي أفضل”.واردفت: “منذ عام 2006، دأبت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية على تقديم الدعم لقطاع التعليم في لبنان. وعلى مدى خمس سنوات تستثمر الوكالة الاميركية للتنمية الدولية مبلغ 90 مليون دولار من خلال برنامج كتابي 2 لتحسين نتائج تعلّم الطلاب في القراءة والكتابة والرياضيات من الصف الأول إلى السادس، وتحسين مهارات التعلّم الاجتماعي الانفعالي، وتطوير قدرة مقدمي الانشطة التربوية على تقديم خدمات تعليمية عالية الجودة على كل الاراضي اللبنانية”.وختمت: “تشمل أنشطة وخدمات برنامج كتابي 2 توفير تدريب المعلمين، دمج التكنولوجيا في عملية التدريس والتعلّم، تزويد الكتب والقرطاسية والمواد التعليمية، تطوير المحتوى والموارد الرقمية، إجراء تقييمات في القراءة والرياضيات، تنفيذ برنامج العودة إلى المدرسة الصيفية، والقيام بأنشطة تعليمية أخرى”.من جهته، شكر الحلبي السفيرة شيا ومديرة الوكالة الأميركية وفريق عملها وفريق عمل الوزارة الذين “يعملون بجهد لإيصال الدعم الغذائي إلى اسر التلامذة في المدارس الرسمية”.
وقال: إن موضوع توزيع الحصص الغذائية مهم جداً هذه الأيام. فصباح هذا اليوم كنا في جلسة تفاوض مع البنك الدولي حول قرض لمساعدة العائلات الأكثر فقراً، وإحدى مكونات هذا القرض تتعلق بالوضع التربوي، بما يفيد فئة وشريحة من تلامذة المدرسة الرسمية، من الفئة العمرية بين 13 و 18 سنة الذين يستفيدون فيها من مساعدات نقدية شهرية، إسهاماً في تحمل أعباء المعيشة التي أصبحت مرهقة حتى للميسورين فكم بالأحرى في الظرف المعيشي والصعب الذي ترزح تحته الفئات المسحوقة والمهمشة والمحتاجة والفقيرة”.اضاف: “إن لبنان يتطلع كما في كل مرة إلى الأصدقاء لمد يد العون له، وعلى رأس هؤلاء الأصدقاء الولايات المتحدة الأميركية، التي تقف دائماً إلى جانب الشعب اللبناني، على الرغم من الأوضاع السياسية المعقدة التي تسود في هذا البلد. وإنهم يفصلون بين المساعدة والتعاطي مع الدولة اللبنانية ومع الحكومة، وهذا الأمر لا يؤخر برامجهم في دعم فئات من الشعب اللبناني تستحق المساعدة، شاكراً الشعب الأميركي الصديق الذي تمثله السفيرة ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهم شركاؤنا من خلال مجموعة كتابي الثاني مع وزارة التربية والتعليم العالي.
وطالب الحلبي بأن “يتوسع إطار البرنامج لكي تشمل جميع التلامذة في المدارس الرسمية لأن الظروف تصبح أصعب في لبنان، وهذه الظروف ربما لا تستطيع الحكومة اللبنانية وحدها أن تواجه متطلبات الناس، وقد كنا في جلسة لمجلس الوزراء بالأمس، ولاحظنا الإمكانات المحدودة جداً للخزينة اللبنانية، لجهة تقديم المساعدة للأفراد العاملين في القطاع العام بكل إداراته وشرائحه ومسمياته، ولكن برنامجا مثل برنامج كتابي الثاني الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لجهة المساعدة والمساهمة في تحمل أعباء الأزمة والتخفيف منها، عبر تقديم حصص غذائية إلى فئة عمرية معينة أو مستوى معين من الأولاد، يجعلني أتمنى توسيع مروحة هذه المساعدات لتشمل جميع وهم ليسوا بشريحة كبيرة إذ أن المساعدة الأميركية تغطي راهناً نحو 160 ألف متعلم، يستفيدون حالياً، ونطلب مضاعفة عدد المستفيدين، على إعتبار أن عدد تلامذة التعليم الرسمي يراوح بين 300 و 350 ألف تلميذ”.وقال: “هناك موضوع حساس لا أرغب بمقاربته اليوم، ولكن سوف نتحدث عنه في حينه وربما نتوسع إلى أكثر من مساعدة التلاميذ. فإذا تمكنا من توسيع مروحة المستفيدين حتى تنفرج الأحوال، عندها يصبح الشعب اللبناني والمقيمون على الأرض اللبنانية غير محتاجين لهذه المساعدة”.
وأكد الحلبي أن “الإستمرار في الوضع الراهن، لن يرحم أي قطاع من السقوط، إذ لم نتوصل إلى إعادة الإنتظام إلى المؤسسات الدستورية في لبنان، وفي مقدمها إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة ومجلس نيابي فاعل، وعلاقات إنفتاح مع العالم، ومع الخليج العربي وأصدقائنا في الغرب والشرق، وقيام الحكومة اللبنانية بإجراء الإصلاحات التي أصبحت داهمة، ولا يمكن تأجيلها”.وختم: “نحن في وزارة التربية ومع الفريق التقني العامل فيها، نأمل أن يضعكم في أجواء الخطوات الإصلاحية التي نعتمدها، والتي سنصل إليها في وقت قريب إن شاء الله، والتي ستساعدنا في التركيز على خفض كلفة التعليم في لبنان، وتحسين نوعية التعليم، وإمكان الإستمرار، خصوصاً أننا عشية إتخاذ القرار الأساسي في موضوع الإمتحانات الرسمية التي سنعلن مواعيدها في الأيام القليلة المقبلة، عندما تتوافر لدينا كل المعطيات التي تخولنا الإعلان عن ذلك”.