الهديل

خاص الهديل: حزب الله ودعم ترشيح فرنجية: “خطة ب” للداخل و”خطة ب” للخارج

خاص الهديل:

 

 

تقدم محمد رعد أمس خطوة إلى الأمام حينما صرح بأن حزب الله دعم مرشحاً لرئاسة الجمهورية، لكنه لم يقفل الأبواب، داعياً الآخرين إلى طرح مرشحهم كي يتم التفاهم حول من هو الأصلح للبلد في هذه المرحلة.

ومضمون تصريح رئيس كتلة نواب الوفاء للمقاومة، يزيح الستارة عن مشهد كان جرى حوله جدل طويل، وهو تمحور بين رأيين: الأول يقول بأن حزب الله دعم ترشيح فرنجية حتى يدخل في تفاوض على إسم رئيس التسوية بينه وبين الطرف الآخر في البلد أو في الخارج..

..أما الرأي الثاني فذهب ليقول أن دعم حزب الله لفرنجية هو آخر كلام لدى حارة حريك؛ وأن دعم الحزب لترشيح فرنجية، هو غاية وليس وسيلة؛ بمعنى أن فرنجية هو مرشح حزب الله الجدي والوحيد، وليس هناك “خطة ب”، ولا نية لدى الحزب للتفاوض إلا على موضوع كيفية إيصال فرنجية لقصر بعبدا.

..لكن كلام النائب محمد رعد أمس يوحي بشيئ من الوضوح أن أصحاب الرأي الأول الذي قالوا أن الحزب رشح فرنجية لجذب الطرف الآخر للتفاوض معه على تسوية على إسم ثالث للرئاسة غير معوض وغير فرنجية، هو الأقرب للحقيقة..

فرعد أعلن صراحة ما كان هناك حوله طوال هذه الفترة لبس وجدال: أولاً قال رعد أن الاستحقاق الرئاسي لن يتحقق إلا بالتفاهم الداخلي. أي أن الحزب يستبعد فرض مرشحه على الآخرين، كما فعل بالنسبة لعون، وبالمقابل يستبعد الحزب أن يستطيع الطرف الآخر (أو الآخرين) أن يفرض عليه مرشحه.

وثانياً قال رعد “أن الحزب دعم مرشحاً للرئاسة، لكنه لم يغلق الأبواب”؛ أي أن الحزب دعم مرشحاً للرئاسة كي يفتح أبواب التفاوض؛ ويأتي الجزء الثالث من كلام رعد أمس ليؤكد هذا المعنى الذي يقول أن دعم حارة حريك ترشيح فرنجية، كان هدفه ليس إيصال فرنجية للرئاسة، بقدر ما كان هدفه فتح باب التفاوض على إسم مرشح تسوية، بدليل أن رعد في الجزئية الثالثة من تصريحه أمس “دعا الآخرين إلى طرح مرشحهم [بمقابل أن الحزب طرح مرشحه] كي يتم التفاهم حول من هو الأصلح للبلد في هذه المرحلة”.

والواقع أن كلام رعد ذي الجزئيات الثلاث يؤكد أن دعم الحزب لترشيح فرنجية كان بمثابة “دعوة للآخرين” كي يتخلوا عن مرشحهم بمقابل أن يتخلى الحزب عن دعم ترشيح فرنجية، ليصار إلى بدء التفاوض على اسم “رئيس تسوية”.

ولكن القائلين بهذا الرأي كان لديهم منذ البداية، سؤال ليس هناك إجابة شافية عنه، ومفاده مع من يريد حزب الله عقد تسوية(؟؟)؛ ومن هم هؤلاء “الآخرين” الذين يدعوهم رعد لطرح إسم مرشحهم حتى “يتفاوض الحزب معهم على الإسم الأصلح للبلد في هذه المرحلة”؟؟

بديهي القول أن “هؤلاء الآخرين الذين يدعوهم الحزب لطرح مرشحهم”؛ هم ليسوا تلك القوى التي تطرح حالياً ترشيح ميشال معوض؛ ذلك ان هذه القوى لديها مرشحها؛ وعليه فإن الحزب لو كان يقصدها، لما طالب في تصريحاته المتكررة “الآخرين” بطرح إسم مرشحهم!!…

.. إن “الآخرين” الذين يقصدهم الحزب هم فئتان إثنتان؛ الأولى داخلية، وتتألف من القوى التي كانت بدأت معركة الإنتخابات الرئاسية بدعم ترشيح ميشال معوض، ثم بعد طرح حزب الله دعمه ترشيح فرنجية، تخلت عن ترشيح معوض وأخذت تطرح أسماء تحت عنوان أنهم مرشحين وسط ويناسبون المرحلة.. وأبرز هؤلاء هو وليد جنبلاط..

..أما الفئة الثانية التي يقصدها حزب الله من هؤلاء “الآخرين”؛ فهم الخارج الذي ربما يدعم بشكل ملتوي مرشح معين، ولكنه لا يعلن عن ذلك صراحة.. والواقع أن الحزب أراد عبر الإفصاح عن دعم ترشيح فرنجية استفزاز هذا الخارج لدفعه إلى طرح إسم مرشحه، ولو تحت الطاولة، كي يبدأ التفاوض على ثمن إيصاله لقصر بعبدا، أو كي يبدأ معه التفاوض على مرشح ثالث يقع في المنطقة الوسطى بين فرنجية وبين مرشح “الآخرين” الذين هم الخارج..

ربما وليد جنبلاط كان الأكثر حصافة في فهم تكتيك حزب الله الخاص بترشيح فرنجية؛ حيث مع بروز هذا الترشيح بدأ أبو تيمور حركة علنية هدفها القول لحزب الله أنه هو من لديه مواصفات “الآخرين” المتمثلين بالداخل الذين يريد الحزب مفاوضتهم.. وأنه هو أيضاً من يمكنه أن يلعب دور الوساطة بين الحزب وبين الآخرين المقصود بهم الخارج؛ وذلك للوصول لرئيس تسوية، وبالأخص مع السعودية التي زارها أبو فاعور مرسلاً من المختارة غير مرة، ومع فرنسا التي زارها أبو تيمور شخصياً غير مرة أيضاً…

Exit mobile version