نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريراً جديداً تطرّقت فيه إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة إلى لبنان، وقالت: “بعد أقل من يوم على إنهاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لزيارته المغطاة إعلامياً في بيروت، هاجم جيش العدو بالصواريخ مخازن سلاح وذخيرة لحزب الله قرب مدينة حمص في سوريا. من غير الواضح ماذا كانت الضرورة الملحة لتنفيذ مثل هذا الهجوم بالتحديد أمس، حيث أن الحديث لا يدور عن قافلة للسلاح يمكن أن تختفي، باستثناء الرغبة في نقل رسالة عنيفة لإيران بعد يوم من زيارة وزير خارجيتها للمنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة”.
وأردفت الصحيفة في تقريرها: “هذه هي طبيعة الحوار الذي يُجريه كيان العدو مع إيران ضمن ما أطلق عليه المعركة بين الحروب، وهو مصطلح غريب يفترض بأن الحرب القادمة هي حتمية ولا مفر منها، وإلى أن تأتي، فإننا ندير حروباً صغيرة يمكن هي نفسها أن تشعل الحرب الكبرى. وفي الوقت الذي يقوم فيه كيان العدو بإحصاء الصواريخ التي يُطلقها ومخازن السلاح التي يُدمرها، تقوم إيران بجني مكاسب سياسية سيكون من الصعب تدميرها بالصواريخ”.
وأكمل التقرير: “إن زيارة عبد اللهيان إلى المنطقة تأتي بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، أما الهدف المعلن لها فكان الدفع قدما بحل سياسي للأزمة الاقتصادية الشديدة في لبنان، والتوصل إلى تعيين رئيس جديد للبنان بعد 7 أشهر على الفراغ”.
وتابعت “هآرتس”: “لكن إضافة إلى التصريحات، فإن إيران تقف على مفترق قرارات جوهرية، والتي تمليها بالتحديد استئناف العلاقات بين طهران والرياض والتقارب بين السعودية ودول عربية أخرى من سوريا التي يمكن أن تعيد الأخيرة إلى الجامعة العربية، ومن أجل الحفاظ على مكانتها فإنه مطلوب من إيران تنسيق مواقفها مع مواقف الدول التي كانت حتى فترة متأخرة من الأعداء اللدودين لها”.
واعتبرت الصحيفة أنّ “لبنان هو حالة اختبار مهمة بشكل خاص، فالصراعات الداخلية على تعيين رئيس للبنان خلق تنافساً بين مختلف الأطراف السياسية الداخلية وأيضاً بين العديد من الدول الخارجية، إلا أن مستقبل البلاد يتعلق بما سيحصل في الخارج، وأضافت: “إيران تؤيد بشكل طبيعي أي قرار يتخذه حزب الله، ولكن إذا لم يكن لإيران أي مشكلة إلى حين الاتفاق مع السعودية للإعلان عن دعم مرشح “حزب الله”، فإن وزير خارجية إيران اكتفى الآن بصيغة دبلوماسية غير ملزمة أوضح فيها أن إيران ستؤيد كل شخص يتفق عليه الشعب في لبنان”.
وتابعت: “إن إيران تديرُ حواراً مباشراً مع فرنسا حول هذا الأمر، وبحسب مصادر عربية، فقد أرسل عبد اللهيان لوزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان رسالة أكد فيها أن “رئيس لبنان سينتخبه لبنان وليس السعودية أو إيران أو الولايات المتحدة”.
وفي السياق، علّقت الصحيفة على الإنفتاح العربي تجاه سوريا وتحديداً من قبل السعودية، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تؤدي الشرعية العربية للرئيس السوري بشار الأسد إلى شرعية دولية حتى لو لم تكن الولايات المتحدة شريكة في ذلك.
واعتبرت “هآرتس” أنه من التداعيات الفورية للعودة السورية إلى الحضن العربي هو تقليص حرية عمل تل أبيب في سوريا، وقالت: “في حال تحققت الخطوات التي تقودها السعودية وتحوّلت سوريا من منطقة نيران مفتوحة لكل الجهات إلى دولة ذات سيادة برعاية السعودية، حينها يمكن التوقع أن الإذن الذي تعطيه روسيا لإسرائيل للعمل كما تشاء في سوريا سيُعاد النظر به.
وختمت: “في هذا الوضع، قد تضطر إسرائيل للعودة إلى قواعد اللعب القديمة والأقل راحة، وستكون جبهتها الساخنة مباشرة أمام لبنان وليس في سوريا”.