استضاف البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، للمرة الأولى في بكركي، “اللقاء التشاوري المسيحي الاسلامي”. وأقيمت ندوة في قاعة المسرح، تناولت” الفراغ الرئاسي وأخطاره المصيريّة” ، نظمها “ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار” برئاسة العلّامة السيد علي فضل الله، و”شبكة الأمان للسلم الأهلي”، ومنسقها العام المحامي عمر زين، و”منتدى التفكير الوطني” وأمينه العام جورج عرب.
وحضر الندوة حشد من القيادات والفاعليات السياسية والروحية والزمنية من مختلف المناطق والطوائف والمؤسسات المهتمة بالحوار الاسلامي المسيحي بأبعاده الوطنية .
افتتحت الندوة وادارتها الأمينة العامة لـ”منتدى التفكير الوطني” الدكتور منى رسلان، التي حيت بداية، الراعي “لاستضافته هذا اللّقاء، ولأمانته لدور البطريركية المارونية التاريخي الموحد الجامع بين اللبنانيين ضماناً لمستقبلهم في لبنان الرسالة الحضارية في المنطقة والعالم”.
وعرّفت باللقاء التشاوري وبالهيئات الداعية الى انعقاده اليوم “ليطلق نداء هو أشبه بصرخة ضاغطة على جميع الأطراف لاحياء حوار وطني مسؤول يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، يحقق الانتظام الدستوري لمؤسسات الدولة ، التي تتراجع وتنهار نتيجة الفراغ الرئاسي ، وتترك تداعيات وطنية مصيريّة”.
شحادة
ثم كانت مداخلات المتحدثين أولها للأمين العام للقاء التشاوري وملتقى الأديان العلّامة الشيخ حسين أحمد شحادة الذي انطلق من “العنوان الابرز والاهم الذي وضعه البطريرك الراعي شركة ومحبة”، وقال: “هو من اجمل ما وضعه سيدنا وهو بمثابة ميثاق لرسالته الراعوية والوطنية ، ولبنان من منظور هذا الميثاق هو وطن المحبة ووطن الشركة حيث لا يمكن للمحبة ان تزهر بدون الشركة ولا يمكن للشركة ان تنهض بدون محبة ، وبالتاكيد السؤال الجوهري الآن هو اي مصير ينتظرنا وينتظر الوطن اذا استمرت القطيعة بيننا ومن دون ان نتفق، لان مشكلتنا في لبنان ليست اختلافنا على الدستور بل على تطبيقه ، ومشكلتنا ليست مع الفساد فحسب بل مع جبروته واستبداده”.
أضاف: “ان الكوارث والمشاكل التي نعيشها تكاد تقذفنا جميعا الى قلب الخطر الوجودي، والمشكلة الاساسية في الالم اللبناني ليست في اختلافنا على هوية لبنان وعروبته بل في هوية التزامنا بلبنانية لبنان ، ومشكلتنا كذلك ليست مع الدول الصديقة والشقيقة بل في تجاوز مرجعية الدولة والمؤسسات في طريقة تعاطينا مع تلك الدول”.
وختم:” ما نرجوه هو شيء من الضمير الوطني وشيء من الشركة والمحبة وشيء من التفكير الوطني برؤية خلاصية اساسها الحوار وانفتاح الجميع على الجميع، ونحن بحاجة الى التجدد والاصلاح”.
عرب
بدوره، قال الامين العام لـ”منتدى التفكير الوطني”: “ان الأزمة القائمة هي نتيجة متكررة لانجرار اللبنانيين الى خيارات تهدد وطنهم، ولاستمرارهم وقوداً لحروب لا تعنيهم كلها: وفيما كان المنتظر بعد تسوية الطائف 1990 ، وتحرير الأرض سنة 2000، وتحرير القرار الوطني سنة 2005 ، أن يتقدم مشروع الإنصهار الوطني تقدماً فعلياً نراه يتراجع، فيشتد الإنقسام الداخلي، وتعلو أصوات الطوائف على صوت الدولة، وتزدهر دويلات الطوائف المتعددة على حساب الدولة الواحدة، ويستفيق من التاريخ القديم والحديث شعور الخوف عند المسيحيين، وجهاً من أوجه وجود الأقلية، وشعور القوة ومقتضيات التمدد لدى المسلمين، وجهاً من أوجه وجود الأكثرية”.
اضاف: ” لقاء اليوم، الذي يحضّ على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي، يجب أن يتواصل ويتوسع ويتعزز ويتحول قوة ضاغطة على مراكز القرار لتصويب الخيارات، وإن تشكيل هذه القوة الضاغطة يقتضي توحيد جهود مختلف الهيئات والمنتديات ومؤسسات المجتمع المدني المعنيّة بالحوار. وقوة الضغط، التي تمارس اليوم على الأطراف المعنية لانجاز الإستحقاق الرئاسي، مدعوة الى متابعة سعيها، بعد انجاز الإستحقاق، للضغط في سبيل اعتماد تطلعاتها في برامج عمل المؤسسات الدستورية تأسيساً لبناء دولة القانون والمؤسسات “.
ودعا الى “إقامة مركز حوار الحضارات في لبنان، ليتولى حماية تجربة اللقاء الحضاري الاسلامي المسيحي في لبنان وتطويرها “.
زين
من جهته، قال منسق عام “شبكة الأمان للسلم الأهلي”: “ان اجتماع اللقاء التشاوري اليوم في هذا الصرح الوطني وبمباركة واستضافة نيافة الكردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق هو استجابة لوثيقة السلم الأهلي وتعزيز لغة الحوار التي أطلقها ملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار بتاريخ 20/2/2015 في قصر الاونيسكو في بيروت وبمشاركة العديد من الباحثين والمفكرين وعلماء الدين والناشطين المؤمنين بلبنان الواحد والمصير الواحد، لبنان الرسالة، وبمتابعة تنفيذية من شبكة الأمان للسلم الأهلي”.
اضاف: “إن ما وصلت اليه الامور من فظائع وارتكابات بحق الإنسانية ومن تدنيس وتشويه للقيم السامية التي يزخر بها ارثنا الحضاري يتطلب منا جميعا رفع الصوت عاليا كواجب ديني وإنساني ووطني للانتصار للحق والحوار والحرية والعداله. إن أول الحق انتخاب شخصية وطنية لرئاسة الجمهورية عاجلاً لعدم جواز الفراغ مهما كانت المسببات، والمعرقلون لا دور سياسيا لهم بعد الآن، وهدفنا هذا يتحقق بتحفيز الانضمام الى حراك مجتمعي متوجب الأداء ومن دون إبطاء لتعزيز مفهوم الاعتدال في الآراء وفي المواقف وفي السلوكيات، معتبرين أن في الاعتدال وفي قبول الآخر المختلف يكمن سر تحويل عناصر الاختلاف بين مكونات المجتمع إلى مصادر تنوع وغنى بدلا من أن تكون مكونة لبذور شقاق وتطرف حصادها الموت والقلق على المصير، وفق ما نحن عليه اليوم”.
وتابع: “ان تحقيق توافق وطني عريض امر ضروري لإنقاذ الوطن والمواطن ولا يتمثل ذلك الا في إصرار الجميع على تطبيق الدستور وفق نصوصه الواضحة وخاصة لجهة انتخاب مجلس نواب على أساس وطني ومجلس شيوخ لتمثيل الطوائف، واعتماد الدائرة الوطنية الواحدة والتمثيل النسبي، وكذلك التمسك بدولة القانون والمؤسسات الموحدة المبنية على القيم الإنسانية”.
وأكد “الحرص على وحدة الأمة وتحصينها بوجه دعوات التقسيم والفدرلة”، داعيا “وسائل الاعلام بمختلف انواعها الى ممارسة دور مسؤول يساهم في تعزيز مناخات الوحدة الوطنية ونشر قيم الحوار والتواصل والتسامح والقبول بالآخر، والاعتدال والتقريب والوحدة ونبذ حالات التطرف والتعصب والطائفية والمذهبية وإظهار مخاطرها على مصالح الوطن والأمة”.
وأيد وأكد على “ما جاء في إعلان جنيف الدولي لثقافة الحوار الانساني 2015 وخاصة في دعوة وسائل الإعلام إلى ترسيخ القيم والمثل الأخلاقية في منهجية عملها لضبط الانفعالات النفسية والاجتماعية التي تدمر الحياة المشتركة للمجتمعات، وقيام الإعلام بدوره في نشر ثقافة الديمقراطية، والتشديد على تعزيز الدور المحوري للإعلام في بناء ثقافة عنوانها “مواطنة يحميها قضاء عادل” في إطار احترام المبادئ الاساسية لحقوق الانسان، ودعوة الجامعات والمعاهد الأكاديمية إلى انشاء مؤسسات تعليمية متخصصة بتدريس ثقافة المواطنة والعلوم الإنسانية ذات الصلة، والتزام وسائل اعلام بعدم الترويج لا مجاهرة ولا إيحاء لظواهر العنف والتطرف والغاء الرأي الاخر”.
وقال: “إننا في المنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الاهلي ندعو الى اعداد خطة طوارئ ذات توجيهين ديني ومدني ينبعان من يقظة ضمير سريعة وشاملة، الاول بهمة رؤساء الطوائف والثاني بهمة المنظمات والهيئات والنقابات والاتحادات المهنية مهمتها العمل على إطفاء الفتن الدينية والأهلية والعنصرية تحت مسميات مختلفة”.
أضاف: “لا سلم أهليا بغياب الضروريات الحياتية الأكثر حيوية كالغذاء والدواء والكهرباء والنقل، وبعدم تفعيل التحقيق الجنائي واستعادة الأموال المنهوبة، وبعدم توحيد سعر صرف العملة اللبنانية وتثبيتها إزاء العملات الأجنبية، وبدون مكافحة الفساد والمساءلة والمحاسبة، وبدون إقرار قانون استقلال السلطة القضائية، ودون تطبيق مبدأ كل الوظائف لكل الطوائف”.
وتابع: “كل ذلك يستلزم حكومة وطنية لا طائفية وبدون محاصصة همها الوطن والمواطن لتوفير ذلك، وتكريس مبدأ المواطنة والحرص على احترام الحريات الدينية والمدنية في إطار القانون والقيم الأخلاقية وبذل جميع الجهود الهادفة إلى تحصين السلم الأهلي في لبنان، والحفاظ على الميثاق الوطني الذي هو عبارة عن روح واطار وليس صيغة دستورية أو نصا قانونيا وبذلك غير قابل للتعديل او للتبديل”.
وأردف: “كذلك، لا سلم اهليا الا من صنع العقل لا من صنع العضلات والبنادق، وإذا توقف أبناء الوطن عن العطاء، ولا سلم اهليا الا اذا كانت الشرعية من الكل وللكل على الكل، وطالما الأفراد والجماعات والزعامات والطوائف تأخذ من لبنان الوطن لتبني نفسها، وفي تغليب أي دويلة على الدولة لأن ذلك هو التخريب بعينه وهو الهدم الحقيقي للبنان”.
أما فضل الله، فقال: “كل الشكر والتقدير والامتنان لصاحب الغبطة البطريرك الراعي على استضافته الكريمة هذه، وإتاحته الفرصة للقاء به مع أخواني في اللقاء التشاوري وملتقى الأديان ومع منسقية السلم الأهلي ومنتدى التفكير الوطني والسادة الحضور من الفاعليات المدنية والثقافية والسياسية والحوارية، وفي هذا الصرح الذي نريده أن يبقى جامعاً للبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسية، والوقوف في وجه كل من يعمل لإثارة الفتنة بين مكونات الوطن والانقسام بين اللبنانيين.”
أضاف: “يأتي هذا اللقاء استكمالاً للقاءات الحوارية التي كنا بدأناها مع المرجعيات والمؤسسات الدينية والتي تهدف للعمل من أجل تعزيز التلاحم في هذا البلد، الذي نريده أن يكون بلداً ينعم بالتلاقي والتواصل والحوار الدائم، لنقدم من خلاله رسالة للعالم في قدرة الأديان على أن تعيش معاً ولتبني وطناً لا يمكن أن يبنى إلا بما تحمله من قيم روحية ووطنية، وهذا ينطلق من حرصنا على لبنان كصيغة للتعايش وساحة تفاعل للرسالات والثقافات في هذا العالم، ومن إيماننا بأن الأديان السماوية التي ننادي بها لم تأت لتكون أداة افتراق وسبباً للتنازع والتوتر والاحتراب والانقسام، بل جاءت لتعزيز التواصل بين أتباعها ومع الآخرين، ولمد جسور التواصل في ما بينهم وإن اختلفوا في ما قد يختلفون عليه من تفاصيل العقيدة والشريعة وفي النظرة إلى بعض قضايا الحياة، فالسيد المسيح عندما جاء برسالته لم يأتليحدث قطيعة مع الرسالات التي سبقته بل جاء ليكملها، وليمد جسور التواصل معها كما نؤمن، ومن هذا المنطلق جاءت الرسالة التي حملها رسول الله”.
وتابع: “إذا كان هناك من اختلاف بين الأديان في طريقة التعبير عن التواصل بين الله وعباده، فهي لا تختلف على تمثل الله في محبته ورأفته وحنوه وعطفه على البشر وفي تعامله معهم وفي عدم التمييز بينهم، والتي جاء الرسل والأنبياء ليعبروا عنها وليدعوا إليها، وليبنوا الحياة على أساسها عندما دعوا إلى أن الخير ينبغي أن يكون للجميع، فالخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله”.
وقال: “نحن هنا لنؤكد على بناء وطن على هذه الصورة، على صورة هذه الرسالات السماوية، أن نكون صمامات أمان في هذا البلد ندعو إلى العمل بها وأن نحميه من كل الذين يريدون العبث به، أن نقف معاً لنواجه كل من يدعو وتحت عنوان الدين إلى الافتراق والانقسام والحقد والبغضاء والظلم والفساد، أن نطردهم كما طرد السيد المسيح لصوص الهيكل وأن نهدم كما هدم رسول الله مسجداً هو مسجد ضرار عندما أراد بُناته أن يحولوه إلى موقع للتفريق بين الناس وعنوانا للفساد”.
أضاف: “أن نعمل لنكون ممن يمثلون الرسالات السماوية سواء أكان ذلك في المواقع السياسية أو الرئاسية أو الوزارية أو النيابية لنبني الوطن على أساس قيمها وأخلاقياتها. لقد قلناها ونقولها اليوم، إن مشكلتنا في هذا البلد ليست في تنوع الطوائف والمذاهب كما يتحدث البعض أن أريحونا منها واطردوها من ساحاتنا حتى راح البعض يقول ان خلاص لبنان لا يتم إلا بنبذه الطوائف والمذاهب، والابتعاد عنها باعتبارها المشكلة الكبرى، فيما هي في مضمونها ومبادئها وروحيتها والقيم التي تحملها بمثابة الهواء الذي يتنفس منه الناس وهي التواصل والتكافل والمحبة والرحمة، والتي بها تتعزز اللحمة بين اللبنانيين”.
وتابع: “نعم نحن جميعاً كدعاة إلى الله وكمرجعيات وجمعيات إيمانية ضد أن تتحول الطائفة إلى شكل بلا مضمون ديني، وإلى عصبية أو رابطة منزوعة القيم والأخلاق، ونحن نقف في مواجهة كل الذين يتسلقون باسم الدين ليحققوا أنانياتهم وأطماعهم، كما أننا براء من كل الذين راحوا يمنحون الحقد والعداوة والبغضاء قداسة في الدين، ويريدون للمواقع الدينية أن تسكت على فسادهم وانحرافهم وأن تعمل لحسابهم ولأجلهم”.
وأردف: “نحن هنا حتى نتعاون مع غبطة البطريرك، ومعكم أيُّها الحضور لنقف سداً منيعاً في وجه كل من يريدون استغلال الأديان لحساب مصالحهم وصراعاتهم أو يحولوها إلى أدوات في خدمتهم، سواء أكانوا من الداخل أو من الخارج، أو وقوداً لمشاريع تخل بالتوازن الوطني أو تمس الوحدة الوطنية، أو بقوة لبنان ومنعته وحضوره الفاعل في العالم”.
وقال: “لم تكن المشكلة في لبنان أن يتصدر هذا الموقع أو ذاك، من هو محسوب على هذه الطائفة أو تلك، بل المشكلة أن يتصدرها من ليس كفوءاً بها وممن لا يحمل قيم الدين الذي يمثله، فالبلد في أمان وازدهار ومصان في موارده ووحدته وقوته عندما يتصدر الموقع المسيحي من يحمل قيم السيد المسيح وأخلاقه وروحيته في التعامل وجديراً به، لأنه عند ذلك سيكون خيراً للناس جميعاً بكل تنوعاتهم ومباركاً حيث كان، والبلد يكون في أمان وموحداً وقوياً ومزدهراً عندما يتصدر المسؤولية من يحمل قيم رسول الله وروحيته، فهو لم يأت للمسلمين ويدعو إلى حقوق المسلمين، بل إلى حقوق الناس جميعاً وإلى ما فيه خيرهم.”
أضاف: “إننا، وانطلاقاً من هذه القيم، ندعو إلى دولة المواطنة التي يحترم فيها الإنسان لإنسانيته لا لطائفته أو مذهبه. إننا لا نريد لهذا اللقاء أن يكون لقاء مجاملة ونكتب حروفه على الورق أو نطلقه عبر الأثير، مما اعتدنا عليه في هذا البلد، بل منطلقاً لعمل مشترك من أجل النهوض بهذا البلد وإخراجه من المنحدر الذي هو فيه، في وقت هو أحوج ما يكون إلى اللقاء لأجله، ولندعو من هنا وبصوت واحد من يديرون البلد من أصحاب المواقع السياسية الرئاسية أو الحكومية أو النيابية، وحيث لبنان على منعطف خطير، أن كونوا على مستوى تحديات هذه المرحلة، وأنكم إذا كنتم شاركتم أو قصرتم أو أهملتم حتى حدث ما حدث من مأساة لهذا البلد، فمن واجبكم أن تصلحوا ما أفسدتم وتعيدوا للناس ما فرطتم به من مصالحهم، بأن تعودوا إلى ربكم إلى إيمانكم، إلى إنسانيتكم، إلى وطنكم، إلى الأمانة التي حملتموها من الناس، إلى قيم المسيحية لمن يعنون نفسه بعنوان المسيحية، إلى قيم الإسلام لمن يعنون نفسه بعنوان الإسلام”.
وتابع: “كفى عنادا وتباطؤا ومماطلة وإضاعة للوقت الثمين، قوموا بما عليكم القيام به بإخراج البلد وإنسانه من المنحدر الذي وصل إليه، وهذا لن يتم بأن يقف كل في مكانه لا يريد أن يتقدم خطوة باتجاه الآخرين ولحساب الوطن وإنسانه، او ينتظر كلمة السر التي قد لا تأتي من الخارج، هو لن يتم إلا بالتواصل والتلاقي والتعاون. ثقوا بأن لبنان لا يبنى بالغلبة ولا يبنى بطائفة لوحدها ولا بمذهب، ولا بموقع سياسي مهما امتد وتوسع، هو يبنى بالجميع ولحساب الجميع، وكل إدعاء بالحرص على هذا الوطن من أي طرف هو إدعاء زائف ما لم يكن حرصه على الوطن أكثر من حرصه على موقعه. إن الحريصين على الوطن هم الذين يقومون قبل غيرهم بتقديم التنازلات عندما تتطلب المصلحة الوطنية ذلك”.
وأردف: “من هنا، إننا ندعو وبلسان كل اللبنانيين إلى العمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت لنمهد بذلك لبناء دولة الشراكة والمحبة، والتي دعا إليها غبطة البطريرك على قاعدة احترام الدستور والميثاق الوطني، والعمل الجاد على القيام بالإصلاح الفعلي لكل ما فسد وكثير هو ما فسد في هذا البلد”.
وختم: “أخيراً، أجدد شكري وتقديري لغبطة البطريرك وللسادة الحضور، سائلاً المولى عز وجل أن يغير سوء حالنا بحسن حاله، وأن يجعل مستقبل أيامنا خيراً من ماضيه، وأن نكون خيراً لوطننا ولمحيطنا وللعالم من حولنا، ورسل محبة وسلام إليه وقوة على من يريد الإساءة إلى أرضنا وكرامتنا وعزتنا وحريتنا أو يريد أن يصادر القرار الحر.”
وأخيرا، قال الراعي: “يسعدني أن أرحّب بكم في هذا الكرسي البطريركي، صاحب الدور التاريخي الجامع والموحّد والمتّسع على مساحة العيش المشترك المسيحي الإسلامي. ونحيّي منظمي هذا اللقاء وملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار، وشبكة الأمان للسلم الأهلي، بالتنسيق مع منتدى التفكير الوطني، الذي يضم مجموعة من الأعلام والمقامات الروحية والثقافية والعلمية”.
اضاف: “إن اللقاء التشاوري هو ثمرة وعي عدد من اللبنانيين الأمناء للبنان ولرسالته الحضارية، فاجتهدوا في نشر ثقافة الحوار والتلاقي والاعتدال والانفتاح ونبذ التطرف والتعصب والانغلاق. وهذا من صميم تعليم الديانات الذي يعزّز نشر ثقافة السلام وعيشها في أنظمة تساوي بين مواطنيها في الحقوق والواجبات، وتدير شؤونهم بروح العدالة والإنصاف، وتعزّز حضارة المحبّة. من شأن هذه الحضارة توحيد الأفراد والشعوب، وتنقية ذاكرتهم من رواسب الماضي، ومن مآسي الإنقسامات والصراعات، سيرًا نحو المصالحة العميقة”.
وتابع: “ينعقد هذا اللقاء ولبنان يمرّ في أقسى الأزمات بنتيجة عوامل داخلية وتحولات وأحداث خارجية، وسط فراغ في سدّة الرئاسة الأولى قد يهدّد ثبات الهويّة اللبنانية والرسالة. وهما موروث حضاري، خصوصيته التعدّديّة الثقافيّة والدينيّة في وحدة العيش معًا مسيحيّين ومسلمين في إطار الميثاق الوطنيّ القائم على العيش المشترك”.
وقال: “يقتضي هذا العيش معًا أن يكون الحوار خيار اللبنانيين، وخيارًا ملازمًا لارادتهم، بحيث لا يعني تغيير الآخر وتبديل قناعاته ومبادئه، بل تعزيز المشاركة والتعاون في تسيير الأمور الوطنيّة وتوطيد الثقة المتبادلة باكتشاف الآخر ومعرفته ومصارحته وتفهم هواجسه ومخاوفه، والعمل على إزالتها. بهذا الحوار الوطنيّ المسؤول نستطيع مقاربة أزمتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية والديموغرافية، وأخطر تداعياتها الإنهيار المالي غير المسبوق وفساد الطبقة السياسيّة الحاكمة، واستباحة المال العام، واستغلال مرافق الدولة، ونهب مداخيلها وثرواتها، وفراغ الوطن من أبنائه اللبنانيّين الأصليّين بداعي الهجرة، ومضاعفة أعداد النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وتمدد هذه الأعداد في كل لبنان برعاية دولية موصوفة. ويتوّج هذه المشهدية السوداويّة الفراغ الرئاسي، مع الانقسام والتمسك بالخيارات والترشيحات، ولا إقدام على الحوار الصادق البنّاء توصلاً الى الجامع المشترك.”
اضاف: “ما ينطبق على ملف فراغ الرئاسة ينطبق على سائر الملفات، حيث ينعدم الحوار، الذي نلتقي اليوم لندعو اليه خياراً وحيداً للانقاذ الوطني. إن تجاهل واجب الإقبال على الحوار الوطني، وتحجر المواقف المتقابلة على خيارات الفرض والاملاء، وتصلّب أصحابها المتزايد، وارتفاع حدّة الخطاب السياسيّ المقسّم على حساب الخطاب الوطنيّ الجامع، وانتشار الآفات الهدّامة إنّما تستهدف القيم الروحية والأخلاقيّة والثقافية التي قام عليها لبنان. فلو أصغى المعنيّون الى نداء الضمير الداعي حكماً الى الحوار بتجرّد وموضوعيّة، لتوصلوا الى الخير المشترك، وأفرجوا عن الاستحقاق الرئاسيّ المأسور. ولكانوا وضعوا البلاد على طريق الحلول من خلال انتظام مؤسساتها الدستوريّة. ونظراً لتداعيات الفراغ الرئاسيّ الخطيرة نرى العالم يتحاور بشأنه وينشغل به، بينما نرى في المقابل اللبنانيّين غافلين أو مغفلين عن المبادرة الى الحوار اضطلاعًا بمسؤوليّتهم التاريخيّة في إنقاذ بلدهم”.
وقال: “إلا انّنا، ونحن أبناء الرجاء، لا نيأس، بل يتعزز أملنا بقدر ما تشهد البلاد من مبادرات حوارية منطلقها الإيمان بالله وبلبنان، ووسائلها التجرد والموضوعيّة، وآلياتها التواصل والانفتاح. إنّ لقاء اليوم الحواريّ التشاوريّ، يفتح نافذة في جدار الحوار لكونه لقاءً ثقافيًّا مطبوعًا بروحانيّة المسيحيّة والاسلام الداعية الى اكمال شراكتنا الإنسانيّة ومسيرتنا الحضارية المشتركة. إننا في كل لقاء نكتشف عطشنا الى الغنى المتبادل بتعميق معرفة بعضنا البعض، ونكتشف حجم المساحة المشتركة بيننا، وتوقنا الصادق الى إكمال هذه المسيرة الوطنيّة الفريدة على قواعد الأخوّة والعيش معاً بعدالة واحترام وسلام. وإنّا بذلك نصون الهوية اللبنانية ورسالة لبنان ودوره المحتضن لقاء الحضارات والحوار الإنسانيّ الواسع.”
اضاف: “اذا كانت أصوات الحروب تطغى أحياناً على الحوار وعلى أصوات السلام فإن الغلبة في النهاية تبقى لمنطق الحوار والمصالحة والسلام. ان تاریخ البشر بالتجارب المريرة القاسية، التي تنتهي بغلبة إرادة الخير والحوار على إرادة التفرقة والصراع. في لبنان لم يكن لنا أن ننعم بأجواء السلام لولا الحوار، ولم يكن علينا أن نعاني ونتراجع ونتدهور لولا انقطاع هذا الحوار. من أجل هذا التلازم الجوهري بين هوية لبنان والحوار نتطلع الى أن تتحول ثقافة الحوار وعيش ثمارها نهج الحياة المشتركة بين اللبنانيين، ينشّأ عليها شعبنا وأجيالنا الطالعة، وتتبناها السلطات الرسمية، وتوفر لها فرص التحقيق.”
وتابع: “في ما نجدد شكرنا لمنظمي هذا اللقاء الحواريّ الوطنيّ، نجدّد الترحيب بكم في هذا الكرسيّ البطريركيّ الداعي دومًا الى الحوار واللقاء، والشاهد على وجود المسيحيّين وعلى أصالتهم وتجذّرهم في لبنان والشرق، وعلى دورهم في إحياء النهضة العربيّة وفي عيش شهادة الأخوّة ورسالة السلام. ونرجو لهذا اللقاء النجاح في ما يتوق إليه”.
البيان الختامي
بعد ذلك كان نقاش وتعليقات من الحاضرين، ثم تلا زين البيان الختامي التالي:
“1- بمباركة واستضافة نيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق وبمشاركة رئيس ملتقى الأديان والثقافات سماحة العلّامة السيد علي فضل الله، وبدعوة من اللقاء التشاوري المنبثق من ملتقى الأديان، وشبكة الأمان للسلم الأهلي، وبالتنسيق مع منتدى التفكير الوطني، عقد اللقاء الموسَّع للشخصيات والفاعليات الروحية والأكاديمية والثقافية الحوارية في بكركي، تحت عنوان “الفراغ الرئاسي وتداعياته المصيرية”.
2- يوجّه المجتمعون الشكر إلى نيافة الكردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، لاستضافته هذا اللقاء الثقافي الحواري انطلاقاً من دوره الوطني الجامع الداعم لكل المبادرات الحوارية لانقاذ لبنان، وأمانةً منه لدور البطريركية المارونية التاريخي الموحّد، الذي كان في أساس العيش معاً في دولة لبنان الكبير سنة 1920، بموجب الميثاق الوطني سنة 1943، ولا يزال مؤتمناً على الوحدة في التنوع، في وجه مختلف أشكال الشرذمة والإنقسام. ويحيون جهوده الهادفة الى تعميق الوحدة الوطنية، ضامنة مستقبل اللبنانيين في دولة العدالة والمساواة.
3- يرى اللقاء ان الأولوية الوطنية حالياً هي انتخاب رئيس الجمهورية، لأنه المدخل الى انتظام المؤسسات الدستورية، والى مقاربة حلول الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية القائمة. ويدعو جميع القوى المعنية بهذا الإستحقاق الى تجاوز الخلافات والصراعات المبنية على المصالح الفئوية الضّيقة، والإرتقاء الى مستوى المسؤولية التاريخية، والمبادرة الى انتخاب رئيس للجمهورية، بالإرادة اللبنانية الصادقة تغليباً للمصلحة الوطنية، وتجاوزاً للمصالح الخارجية.
4- يتبنى اللقاء خطة عمل الهيئات والمنتديات الحوارية الوطنية القائمة، التي تلحظ آليات تطبيقية لتشكيل قوة سلمية ضاغطة لانجاز الاستحقاق الرئاسي، ومتابعة الضغط، بعد ذلك، بهدف الاصلاح والتطوير والنهوض بمؤسسات الدولة ومرافقها على قواعد العلم والنزاهة والادارة السليمة.
5- يشدّد اللقاء على ضرورة شدّ الروابط بين اللبنانيين على أسس القيم الوطنية والروحية والاجتماعية المشتركة، والارتقاء بها لتكون دستور حياةٍ بينهم ومساحةً للتلاقي والشراكة الفاعلة.
6- يؤكد اللقاء أهمية الاستفادة من غنى التنوُّع الثقافي والديني ذي المضمون الإنساني لصوغ رؤية وطنية واحدة توحِّد اللبنانيين وتجمعهم مهما كانت التباينات والاختلافات في الآراء، على قاعدة تغليب مفهوم المواطنة على مفهوم الطائفية، ولغة الحوار والتفهُّم والتفاهم على لغة التخوين والتكفير والاستقواء والتبعية. وترجمة لذلك يتطلع اللقاء الى إطلاق منبر الحوار المفتوح حول مجمل القضايا والملفات الخلافية المطروحة، فتنظم سلسلة ندوات أو ورش عمل لمقاربة هذه القضايا مقاربات علمية موضوعية، وصياغة مفاهيم موحدة ورؤية وطنية جامعة بشأنها.
7- من هذا المنطلق، يدعو اللقاء إلى أن تستند الرؤية الوطنية الواحدة إلى أسس إيمانية أخلاقية روحية ثابتة، علينا أن نحصنها في عقول أبنائنا وقلوبهم، لتكون قواعد صلبة في مواجهة عواصف التحديات على اختلاف عناوينها، وقوة معنوية للتخفيف من مضاعفاتها ولتصويب مسار الإصلاح المُرتجى.
8- تعزيزاً للغة الحوار والتواصل ولخطاب الإنفتاح والإعتدال يدعو اللقاء الى إعتماد “الحوار والتواصل” مادةً تعليمية في مناهجنا التربوية تنشئةً لأجيالنا على هذه القيم الملازمة لهوية لبنان ورسالته. وسوف يطلق اللقاء تحركاً لإقرار الآليات القانونية اللازمة لتحقيق هذا الإقتراح.
9- وفي السياق نفسه يناشد اللقاء وزير الإعلام والمجلس الوطني للاعلام ومسؤولي مختلف المؤسسات الاعلامية العمل لاقرار ميثاق شرف إعلامي، والالتزام الكامل به، يوسّع مساحة إعلام الحوار والتواصل وثقافة لبنان الواحد على حساب المساحة الواسعة المفتوحة لاعلام التحريض والتطرف والتفرقة والانقسام. كما يناشد الجهات المعنية التشدّد في تطبيق القوانين التي ترعى الإعلام في لبنان، وتضع له الضوابط اللازمة خدمةً للمصلحة الوطنية العليا.
10- يدعو اللقاء الى ما تجوز تسميته بمخطط التفاعل الإجتماعي والتعارف بين جيل الشباب من مختلف المناطق والطوائف اللبنانية، وتنظيم لقاءات وجولات تعارف وتعريف لهم على مساحة الوطن بكامله، تتخللها ندوات فكرية ثقافية ومبادرات مشتركة تنموية أو من أبواب خدمات المحبة المعروفة.
11- يؤكد اللقاء على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات، وعلى ضرورة المواجهة الموحّدة الفاعلة للتحديات الوجودية والمصيرية الداخلية والخارجية وللولاءات المتضاربة التي تهدِّد اللبنانيين، والتأكيد على أن لا تكون العلاقة بالخارج قائمة على تبعياتٍ وارتهانات، بل على احترام متبادَلٍ ومودَّاتٍ يتم استثمارها لحساب المصلحة اللبنانية العليا، وعلى أن الولاء الوطني يقضي بتمتين أواصر العلاقات الداخلية والتضامن في مواجهة التحديات والعقبات التي تحول دون قيام الدولة الوطنية الجامعة.
12- يؤمن اللقاء بأن الرؤية الوطنية الواحدة تحتِّم على الجميع الحفاظ على هيبة الدولة ودستورها، واحترام مؤسسات الدولة الإدارية والقضائية والأمنية، والمساعدة على النهوض بها، لا إضعافها وتقويضها.
13- يؤكد اللقاء على الرؤية الوطنية الواحدة التي تفرض على مختلف الأفرقاء تعزيز ثقافة التصدّي لأي اعتداءٍ على الوطن، والحرص على احترام حقوق الآخر ومصالحه بقدر الحرص على حقوق الذات ومصالحها، وتعزيز ثقافة السلم الأهلي واعتماد الحوار الشفاف والصريح لمعالجة الاختلافات.
14- يناشد اللقاء الرؤساء الروحيين المبادرة إلى عقد القمة الروحية المرتقَبة انطلاقاً من المسؤولية الروحية والأخلاقية للمرجعيات الدينية ،وتعزيز دورها كصّمام أمان وطني، وللتأكيد على رسالة الدين الإنسانية التي تدعو إلى حفظ كرامة الإنسان، وصون المجتمع، والتعارف والتشارك والدعوة إلى التعالي عن تفاصيل المسائل الشائكة والمعقَّدة داخلياً وخارجياً، والتلاقي على المبادئ الوطنية المشتركة، وحثّ المسؤولين على إيجاد سُبُل التعافي الممكنة قبل حصول الانهيار التامّ وفوات الأوان.
15- يدعو اللقاء أركان الدولة والقوى السياسية كافةً إلى التجاوب مع هذا النداء والتوجُّه الصادق إلى معالجة القضايا العالقة بعيداً عن الأنانية والتصلُّب في المواقف، وذلك للحدّ من معاناة اللبنانيين، والمبادرة فوراً الى انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإعادة الانتظام العام لمؤسسات الدولة، من أجل لجم التدهور الاقتصادي المخيف، واشاعة الأمل لدى الشباب، والحدّ من هجرتهم، وتعميق ثقتهم بإمكانية نهضة الوطن من كبوته”.
16- يؤكد اللقاء تضامنه الانساني مع الاخوة النازحين السوريين ودعمه المطلق لمختلف الاوجه العناية التي تقتضيها قواعد الاخوة والتضامن الانساني الكامل، ويؤكد انه حرصًا منه على سوريا وتراثها وحضارتها، يدعو الاخوة النازحين الى العودة الى سوريا ليتابعوا مسيرة بناء وطنهم ومحو آثار الحرب عنه، بعيدًا عن كل الاعتبارات السياسية والمصالح الخارجية. ويناشد المجتمع الدولي الالتزام بهذا الخيار لانقاذ سوريا الوطن، ويدعو الحكومة اللبنانية الى العمل الجدّي لترجمة هذا الالتزام.
17- يدعم اللقاء نضال الشعب الفلسطيني العادل في مواجهة الاحتلال وسياسة الاستيطان والتهويد، ويستنكر ويدين الاعتداءات الاسرائيلية على مقدسات المسيحيين والمسلمين في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ويدعو كل الشعوب العربية واحرار العالم لدعم هذه القضية المحقة بالطرق السياسية المتنوعة بعيداً عن لغة الحرب وويلاتها .
18- يجدد اللقاء تمسكه بالشراكة الانسانية الحضارية المسيحية الاسلامية والوحدة في التنوّع والمحبة الأخوية بالرغم من الصعوبات والمعاناة. إنها شراكة أنتجها المسيحيون والمسلمون معاً، تبرز أصالتهما معاً في الشرق ودورهما النهضوي ورسالتهما في تحصيل تراث مشرقي مشترك، وتأكيداً على هذه الثوابت الحضارية الراسخة، يتطلع اللقاء، بثقة ورجاء، الى زيارات تفقدية يقوم بها القادة الروحيون المسيحيون والمسلمون، الى مناطق الزلزال الأخير في تركيا وسوريا، علامة رسوخ في هذه الأرض وعلامة تضامن مع أبنائها. ويضع اللقاء كامل امكانياته لاتمام هذه الزيارات الواسعة الأبعاد.
19- يستنكر اللقاء كل محاولات اثارة الفتنة وعمليات الاساءة للامن والاعتداءات التي تطال الجيش والمؤسسات الامنية وبعض الأماكن الدينية لتأجيج المشاعر الطائفية، ويؤكد دعمه للجيش اللبناني وسائر الأجهزة الامنية، مقدّراً دورها الوطني الحيوي”.
في نهاية اللقاء وزّع على الحاضرين الكتابان الاول والثاني من سلسلة أوراق البطريرك الراعي الموثقان لزياراته خارج لبنان بين العامين 2011 و2016.
السابقسعر دولار صيرفة اليوم!