الهديل

خاص الهديل: لبنان ينتظر خروج الدخان الأبيض لإنهاء الشغور الرئاسي من القمة العربية..

خاص الهديل:

 

 

بات هناك موعد ينتظره الجميع في لبنان، بوصفه موعداً سيمهد لإنهاء الشغور الرئاسي.. والمقصود هنا موعد عقد القمة العربية في ١٩ الشهر الجاري..

..ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال، هو لماذا ينتظر اللبنانيون القمة العربية (؟؟)؛ ولماذا ينشئون رابطاً وثيقاً بينها وبين موعد خروج الدخان الأبيض في موضوع انتخاب فخامة الرئيس العتيد، واستدراكاً ما هو الرابط بين عقد القمة العربية وبين حصول توافق خارجي وداخلي على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان(؟؟).. 

وبحسب المعطيات المتوفرة التي تجيب عن جملة الأسئلة الواردة أعلاه، يظهر أن هناك عدة أسباب رئيسية تجعل من القمة العربية مناسبة ستتيح للقادة العرب معالجة جملة من الملفات العربية الساخنة ومن بينها ملف أزمة لبنان.. وفيما يلي أبرز هذه المعطيات: 

أولاً: ينظر إلى القمة العربية في السعودية على أنها حدث استثنائي، نظراً لموعد عقد القمة من جهة، ونظراً لمكان عقدها من جهة ثانية، ونظراً للمهام المطلوبة منها تنفيذها من جهة ثالثة.

.. وبخصوص توقيت موعدها؛ فهي تأتي في غمرة بروز سياسات عربية غير مسبوقة تتسم باتجاه عربي لإظهار استقلالية في إعلان المواقف بعيداً عن أي ارتهان تبعي للخارج. وكان موقف السعودية من سياسات النفط العالمية على خلفية الحدث الأوكراني أبرز دليل على أن العرب ماضون في سياسة تؤمن مصالحهم بالدرجة الأولى وأيضاً مصالح السلم العالمي. كما جاءت مبادرة العرب لإعادة سورية إلى الجامعة العربية رغم تحفظ الغرب على ذلك؛ بمثابة دليل إضافي على أن هناك إرادة عربية سياسية جديدة مستقلة وفاعلة.

..والواقع أن مجرد أن القمة العربية تعقد في المملكة العربية السعودية، وفي ظرف حساس إقليمياً وعالمياً؛ فإن هذين الاعتبارين سيجعلان الرياض معنية على نحو مضاعف بوضع ثقلها لإنجاحها، ولجعل دورة القمة العربية في السعودية، هي الأكثر نجاحاً على مستوى إنجازاتها من بين جميع الدورات الأخرى من القمم العربية السابقة. 

..ويتوقع على نطاق واسع في هذا المجال، أن تضع السعودية في هذه القمة العربية ثقلها الاستراتيجي النوعي، وذلك بما يتناسب مع مشهد أن الرياض تقود في هذه المرحلة نهضة تجديدية على المستوى الداخلي والخارجي؛ وبالتالي فإن انعقاد القمة العربية فوق أرضها ستعتبره القيادة السعودية فرصة لإظهار قدرتها على تحقيق ما هو متوقع منها من اتخاذ قرارات عربية استثنائية قابلة للتنفيذ، وأيضاً فيها من روحية القيادة السعودية الجديدة التي تمزج بين البصيرة الحكيمة والفعالية الشابة. 

ثانياً – ان لبنان سيكون أحد المحطات التي ستظهر القمة من خلالها نجاح القادة العرب في إرساء نهج جديد وجدي في التعامل مع المشاكل العربية التي تشكل تحد للأمن القومي. 

..والواقع أن مشكلة لبنان يتم تصنيفها على أنها واحدة من الأزمات العربية التي تشكل جملة تحديات للأمن العربي، كمثال تحدي استخدام لبنان ساحة لتوريد المخدرات منه لعدة أقطار عربية؛ إضافة لتحديات أخرى أبعد أثراً.

وبحسب معلومات متوفرة، سوف تتعامل القمة العربية مع لبنان ضمن ثلاثة اعتبارات: 

الاعتبار الأول – تأكيد القمة على أن لبنان هو مسؤولية عربية؛ وبالتالي فإن حماية سيادته ووحدة أرضه وإنقاذه من أزمته الراهنة تقع على عاتق الإرادة السياسية العربية الموحدة. 

..وسوف تعتبر القمة العربية أن لبنان كما سورية هما مسؤولية عربية، وأنه يجب بذل الجهد العربي المناسب لإعادة هذين البلدين إلى الحضن العربي، وأيضاً يجب العمل على إعادة دعم إحياء دورهما فوق الخارطة السياسية والاقتصادية والثقافية العربية..

وبمثلما أن إعادة سورية للجامعة العربية شكلت أول خطوة، وشكلت مدخلاً لانتاج مقاربة عربية للتعاطي مع الأزمة السورية؛ فإن العمل عربياً من أجل إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، سيكون بمثابة الخطوة العربية الأولى والمدخل لبدء المقاربة العربية العملية لمجمل الأزمة اللبنانية.  

الاعتبار الثاني – سوف تؤمن القمة الغطاء العربي للرياض كي تطلق مبادرة من أجل إنقاذ لبنان من أزمته ومن أجل إعادته إلى الحضن العربي..

الاعتبار الثالث – ان القمة العربية تدرك أن أزمة لبنان عميقة، ومركبة، وأن موضوع انتخاب فخامة الرئيس هو جانب منها وليس كلها؛ ولكن مع ذلك، فإن القمة ستعتبر ان انتخاب فخامة الرئيس يشكل مدخلاً لحل أزمة لبنان ويشكل الخطوة الأولى نحو الدخول لعملية سياسية شاملة للحل في لبنان..

Exit mobile version