الهديل

خاص الهديل: لبنان يقدر غالياً لمحمد شياع السوداني نبله في دعم لبنان..

خاص الهديل:

 

 

سرعان ما قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كلمة العراق تجاه كل اللغط الذي ساد حول موضوع مد العراق لبنان بالكهرباء.. وكان بعض التشويش العابر بخصوص هذا الموضوع طرأ بعد تسرب كلام صدر عن وزير العمل العراقي يفيد أنه في جلسة لمجلس الوزراء العراقي، طرحت قضية تقديم لبنان للعراق ائتمانات عقارية كثمن للكهرباء الذي يأخذه من بغداد..

..لم يتأخر الموقف الفصل الذي وضع نقاط الحقائق العراقية على حروف الصداقة اللبنانية والذي أدلى به رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الذي قال رسمياً رداً على هذه الأنباء بالقول أن لبنان بلد شقيق للعراق، وهو يمر بأزمة صعبة، ونحن في العراق نقف وسنقف إلى جانبه وسنزيد من تقديماتنا ومساعداتنا له في مجال الطاقة والكهرباء التي يحتاجها، وذلك في مقابل تقديمه لنا خدمات طبية وتعليمية..

واضح أن الثمن الذي حدده السوداني يحرص على أن يُشكل إفادة للعراق وللبنان بنفس الوقت، ذلك أن خدمات لبنان التدريسية والطبية هي ركن من اقصاديات بلد الأرز وأيضاً من دور لبنان في محيطه الاقتصادي.. وعلى هذا فإن السوداني يريد ثمناً من لبنان مقابل الكهرباء العرافي يخدم اقتصاد لبنان بمثلما أنه يلبي حاجات عراقية؛ وأيضاً يؤكد للعالم أن لبنان لا يزال عاصمة الجامعة والمستشفى في العالم العربي. 

لقد حظي موقف رئيس الوزراء العراقي السوداني هذا، بتقدير واسع من لبنانيين كثيرين يدركون أهمية وعراقة العلاقة اللبنانية العراقية، ولكن مع ذلك كان يستحق موقف الرئيس الشياع ان يقابل بمبادرات رسمية وشعبية وإعلامية واسعة، تظهر أن لبنان يقدر المواقف التي يمكن تصنيفها على أنها استثنائية في معناها تجاه بلد الأرز.. وضمن هذا التوجه كان مناسباً أن يوجه الإعلام اللبناني بكل أطيافه والمجتمع المدني اللبناني بكل تلاوينه والدولة اللبنانية “بكل ما تبقى منها” كلمة شكر جماعية ووطنية لرئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني..

الواقع أن ما يميز موقف الشياع تجاه لبنان بعامة، وبخاصة تجاه موضوع حاجته للكهرباء وقطع الجدل الذي ثار مؤخراً حول هذا الموضوع هو ثلاثة أمور: 

الأول هو أن موقفه هذا يعبّر عن وجود موقف سياسي عراقي صلب داعم لصمود لبنان وشعبه بوجه أزمته الخانقة.. والرئيس السوداني في هذه الجزئية يرسل للبنان رسالة أمل تضامنية عربية في عز أن بلد الأرز يواجه شبه عزلة خارجية عليه..

الثاني يتمثل بأن موقف الرئيس الحكومة العراقي يعبّر عن أنه يوجد في هذه اللحظة في سدة المسؤولية في بغداد رجل مؤمن بأهمية العلاقة بين بلد الأرز ذي الدور العربي الحضاري، وبين بلد الرافدين الذي تنام حضارات عظيمة في أحضانه.. 

دائماً كانت العلاقة بين العراق ولبنان مهمة للغاية.. وكثيرون من رؤساء لبنان ومفكريه تحدثوا عن أن لبنان يدور في مدار العراق الجيو سياسي الكبير؛ وتحدثوا أيضاً عن أن نظرة العراق للمستقبل على مستوى وضعه الداخلي والإقليمي، تؤثر على مستقبل لبنان ويتأثر بها وضع لبنان.. ولكن مع وجود الرئيس محمد شياع السوداني على رأس قيادة العراق، فإن الكلام القديم – الجديد عن أهمية العلاقة بين العراق ولبنان، يصبح له آفاقاً أهم وأغنى، كون الرئيس محمد السوداني يشكل فرصة لتزخيم “علاقة حضارتين” و”علاقة أكثر من فكرة أنها بين مجرد بلدين”.. وفي هذا المجال يملي صوت الضمير على الإعلام اللبناني أن يشير إلى أن الرئيس محمد السوداني حينما تحدث عن موضوع الكهرباء إلى لبنان؛ فهو لم يوجه للبنانيين مجرد رسالة على أن بغداد مستعدة لتنير منازلهم، بل مضمون كلامه النبيل والصادق والإنساني والأخوي، وجه للبنانيين رسالة بأن العراق العزة والأنفة والكرم مستعد لينير روح لبنان لتبقى شعلة حرية ورخاء في دنيا العرب..

..إن كثيرين من اللبنانيين استمعوا إلى كلام رئيس وزراء العراق عن موضوع مساعدة العراق بالكهرباء بأفئدتهم وليس فقط بأذانهم.. وأقل ما يقال لرئيس الحكومة العراقي أن لبنان لن ينساك.. لن ينسى النبل الذي تعاطيت فيه مع لبنان في لحظة صعبة وحرجة يمر فيها بلدنا المجروح..

كان لو أن في بلدنا دولة أو ما تبقى من دولة أن تتم المسارعة لتسمية شارع بإسم رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني وذلك تحت عنوان: 

صديق لبنان النبيل: عاشت الأخوة اللبنانية العراقية..

ويظل هناك رهان على أن يبادر الرئيس ميقاتي لتصحيح خطأ النائمين على وسادة عدم التفاعل مع المواقف النبيلة مع لبنان. فيعلن تسمية شارع في بيروت بإسم شارع الرئيس محمد شياع السوداني: صديق لبنان العظيم.

Exit mobile version