الهديل

خاص الهديل: قطار انتخاب فخامة الرئيس يصل إلى محطته الأخيرة: العالم ضد استمرار الشغور الرئاسي..

خاص الهديل:

 

قد تذهب الأمور في ربع الساعة الأخيرة إلى سلسلة تموضعات حزبية وسياسية من قبيل أن يتفق التغييريون والمستقلون السنّة على إسم مرشح لرئاسة الجمهورية؛ وذلك بمقابل أن تتفق معراب وسامي الجميل ونواب سنّة من وزن ريفي ومخزومي على إسم يرشحونه للرئاسة؛ فيما يستمر الثنائي الشيعي ومعهما نواب من غير طائفة، بالوقوف وراء إسم سليمان فرنجية؛ في حين يظل موضوع أين سيتموضع وليد جنيلاط بمثابة مفاجأة متروك أمر تفجبرها للحظات الثواني الأخيرة قبيل موعد الاستحقاق الرئاسي.. 

 

بكل الاحوال، ان طقس الرئاسة بدأ ينقشع ويميل للوضوح.. صحيح أنه لم يصبح صحواً بالكامل، ومقمراً، ويمكن لحظ توزع النجوم بصفاء في كبد السماء، ولكن الصحيح أيضاً أنه لم يعد مكفهراً وعاصفاً وغير ممكن التوقع لجهة كيف ستتجه رياحه…

 

..والجديد الذي حصل وأدى لانقشاع الرؤية الرئاسية، هو أن الزيارات العربية الأخيرة، وبضمنها القطرية، إلى لبنان، وأيضاً جولات السفير السعودي وليد البخاري اللبنانية بعد عودته من الرياض؛ كلها جهود أدت، ولو بأسلوب متقطع، إلى رسم صورة كيف سيكون عليه مشهد ربع الساعة الأخيرة من عملية انتخاب فخامة الرئيس العتيد..

 

والجديد هنا هو أن الكتل الحزبية النيابية بات لديها الآن صورة عن موقف الخارج من انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العتيد، وبالتالي باتت تعرف ماذا يجب أن تفعل؛ وماذا يمكنها أن تفعل.. وبالتالي انتهت مرحلة التمنيات والفرضيات، وبدأت مرحلة البرغماتية وتقليل الخسائر والتكيف مع الممكن الموجود ضمن موازين القوى الداخلية والمقبولة خارجياً.

 

.. وعليه، وبموجب ما حصل خلال فترة الأيام الأخيرة لجهة انقشاع الرؤية الرئاسية الخارجية، فإنه لم يعد هناك بالعمق قناعة عند القوى الحزبية اللبنانية بفكرة الامتناع عن تأمين النصاب، إذا كان المرشح الذي سيفوز بالرئاسة ينتمي للفريق الآخر… والسبب في ذلك، أن كل القوى اللبنانية تأكدت بالبراهين أن الخارج لا يعتبر لبنان أولوية له في هذه المرحلة الإقليمية والعالمية؛ وأنه يولي لبنان أولوية جزئية عنوانها هي دعوته اللبنانيين إلى ضرورة انتخاب رئيس جمهورية وإجراء تداول للسلطة في قصر بعبدا.. 

 

وعلى نحو أهم، باتت هذه القوى تعلم أنه بالنسبة للخارج، فإن عملية إجراء انتخاب فخامة الرئيس، أهم بالنسبة إليه من إسم الرئيس الذي سيتم انتخابه، وأهم من هويته ومن تاريخه وحاضره. 

والواقع أنه من منظار ما يسود العالم من متغيرات ومن تطورات تحدث داخل ماهيات المصالح الدولية والاقليمية، فإنه بات يمكن القول أنه ليس هناك كبير فرق بالنسبة للخارج العربي أو الدولي الغربي، بين أن يكون الجالس في قصر بعبدا اسمه سليمان فرنجية أو ميشال معوض، أو أن يكون اسمه جهاد أزعور أو نعمة فريم أو جوزاف عون أو زياد بارود.. 

..وانتفاء أهمية الفرق بين شخصية وأخرى من المرشحين للرئاسة، لا تعود لكون أن هذه الشخصيات لا يوجد فوارق بينها؛ بل لكون الخارج لم يعد يهتم بالفوارق، ولم يعد يبحث عن مواصفات يحتاجها في رئيس الجمهورية؛ بل يبحث عن حاجة لبنان لمجرد أن يكون لديه رئيس جمهورية يحقق الهدف الدولي الحالي الوحيد الراهن في لبنان، وهو إنهاء الشغور الرئاسي.

وصار واضحاً الآن أن سليمان فرنجية هو مرشح فرنسا الذي لا تعارضه السعودية التي تبحث عن أقرب حل متوفر لإنهاء الشغور الرئاسي؛ فيما قائد الجيش هو مرشح السعودية وقطر ومصر لجعل الرئاسة تنتقل من عهد إلى عهد جديد ولا تظل داخل مناخ عهد ميشال عون أو الصراع مع ميشال عون؛ فيما جهاد أزعور ومرشحون آخرون يشبهونه، هم مرشحو التسويات الباحثة داخل أروقة الخبراء التكنوقراط عن إسم ثالث اختصاصي لرئاسة جمهورية مفلسة…

Exit mobile version