أبو فاعور: لا بد لهذا التيه الرئاسي أن ينتهي
أكد عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أنه “لا بد لهذا التيه الوطني والتيه الرئاسي أن ينتهي في يوم من الأيام، فمستقبل الوطن لا يبنى على تكهنات ولا على الانتظارات، وكل يوم نعيش تكهناً جديداً، فمرة لقاء خماسي، ومرة وفد ثلاثي وآخر ثنائي ومرة مبادرة من دولة معينة ولا يبدو في الأفق خروجاً من المأزق الذي نحن فيه، ولا يبدو أننا قادمون على انفراج قريب في كل أزماتنا، ولكن سنعبر من هذه الأزمة”.
كلام أبو فاعور جاء خلال استقباله في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، مع وفد كبير ضم مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الاسلامية الشيخ علي الجناني، وقضاة ومشايخ وعلماء وأئمة مساجد ونقيب مزارعي القمح نجيب فارس، حيث كان في استقبالهم مستشار شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ فريد أبو ابراهيم، عضوا المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال وعلي فايق، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي عارف أبو منصور، الوكيلان السابقان ابراهيم نصر ونواف التقي، عضو مجلس قيادة الحزب سابقاً شوقي أبو محمود، أعضاء وكالة ومعتمدون ورجال دين.
وقال أبو فاعور: “هذا المركز مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي بما يعني من هوية، وهذه المنطقة من السهل الى الجبل هي أمانتك، وأنت خير من يؤتمن، أشكر تشريف سماحتكم وتشريف فضيلة المشايخ على هذه الزيارة المعبرة، والتي تدخل الطمأنينة الى القلب، وأنتم تحملون إرث سماحة المفتي الراحل خليل الميس”.
وتابع: “زيارتكم اليوم لها معنى كبير، لأن هذه المنطقة بسهلها وجبلها هي منطقة واحدة، ليس في الجغرافيا فحسب بل منطقة واحدة في الانتماء، وفي الهوية، ونحن على يقين انك خير من يحمل إرث هذه المنطقة، وخير من يؤتمن على إرثها، وعلى إرث فلسطين وإرث العروبة، والعروبة من دون فلسطين لا معنى لها، وإرث الوطنية والمحبة والعيش الواحد، وإرث سيادة استقلال لبنان الناجز، والبعيد من أي تدخّل من أي جهة”.
وأضاف: “نعيش ظروفاً صعبة تفترض بنا أن نساند بعضنا البعض، ولا بد لهذا التيه الوطني والتيه الرئاسي أن ينتهي في يوم من الأيام، وبالتأكيد وللاسف لا يبنى مستقبل الوطن على تكهنات، ولا على الانتظارات، وكل يوم نعيش تكهنا جديدا، فمرة لقاء خماسي، ومرة وفد ثلاثي وثنائي، ومرة مبادرة من دولة معينة، وهذا للاسف الواقع الذي نعيشه ولا يبدو في الافق خروجاً من المأزق الذي نحن فيه، ولا يبدو أننا قادمون على انفراج قريب في كل أزماتنا، ولكن سنعبر من هذه الازمة، والذي يبقى هو المسؤولية المشتركة. واليوم مع سماحتك وبوجود دار الفتوى وفضيلة المشايخ انتم قيادة هذا المجتمع مع باقي المرجعيات الدينية والفعاليات السياسية”.
وقال: “نحن ننظر ونمضي ونرى هذا الدور الكبير، الدور المبشر والمطمئن الذي تقوم به سماحتك مع سماحة المفتي وفيق حجازي، وأنتم اليوم ينظر إليكم في كل مجتمعنا على اعتبار أنكم تحملون راية الحفاظ على هذا المجتمع، وما أريد التأكيد عليه هو أننا واحد وهمنا ومصيرنا ومستقبلنا واحد، وسنبقى واحدا في كل المراحل المقبلة لاننا مؤتمنون على هذه المنطقة، وهي لم تأت من عبث، فهي ناضلت مع القضية الفلسطينية ويجب أن نحفظ ذلك، وناضلت من أجل العروبة وبالتالي علينا أن نحفظ ارث العروبة، حافظت على العيش الواحد وبالتالي علينا أن نحفظ العيش الواحد، وهذه المنطقة قاتلت من أجل سيادة لبنان واستقلاله وحريته من كل تدخل خارجي، وهذه المنطقة انفجرت انفجارا واحدا مع الشهيد كمال جنبلاط ومع الشهيد رفيق الحريري لاجل هويتها ولأجل سيادة لبنان، ومهما كانت الظروف، علينا أن نسعى الى أن نحفظ الهوية السياسية لهذة المنطقة”.
وختم أبو فاعور: “أشكر تشريفكم مع أصحاب الفضيلة المشايخ، ونحن واياكم بارث سابق مع سماحة المفتي الميس والمفتي اللدن واليوم مع سماحتكم وسماحة المفتي حجازي سنبقى سائرين على هذه الطريق، وكل يوم نضيف اضافة جديدة على هذه العلاقة الراسخة القوية المتينة التي لا تنفك عراها لأن فيها ضمانة للجميع”.
وألقى الغزاوي كلمة قال فيها: “هذه المحلة شاهدة للوطن وبقيت شاهدة من خلال هذا الوجود الذي عاش أهله سلاماً في أصعب الظروف التي مر بها لبنان، كانت هذه المحلة من أرضنا ومن وطننا يعيش الناس في ما بينهم متآلفين، واجهوا المحتل معا، وعاشوا في أرضهم معا وأكلوا من هذه الارض، وكانت عنوان شهامة اهل هذه الارض، كعنوان الجبل الذي لا يمكن لاحد الا ان ينظر اليه في لبنان وفي جوار لبنان من ارض فلسطين وارض الجولان، انه جبل الشيخ في تلك القمة التي شاء الله ان تكون في غالب ايام السنة بياضاً علها أن ترسل رسالة الى كل وطني والى كل المواطنين في وطني أن يكون السلوك كبياض جبل الشيخ وأن يكون العنفوان والشهامة كعلوه، وأن يكون الثبات والايمان كعنوان الجبل الذي جاوره، أنه جبل الطير الذي وقف عليه أبو الانبياء ابراهيم “عليه السلام” فكانت بعد الايمان بالعلم اليقين رأى عين اليقين، لأنه أراد أن يتحول من علم اليقين الى عين اليقين، وعندما رأى بعين اليقين تحقق عنده حق اليقين. ومن هنا ونحن في هذا الجوار، ومؤكد اننا من خلال طريق أتينا اليه هذا الطريق يوصل الى ارض فلسطين التي كانت وستبقى عنوان المروءة في امتنا العربية والاسلامية، وعنوان الجهاد والبطولة حتى يكون لهذا الوطن بجواره تلك المكانة في ذلك المكان”.
وأضاف: “صحيح أن المكان جاور المكان، ولكن أيضاً الشهامة جاورت الشهامة والبذل جاور البذل والعطاء جاور العطاء، وليس مكان المبعدين الى أرض مرج الزهور منا ببعيد، لذلك نحن من خلال هذا التواصل المؤسساتي، ومن خلال هذا التواصل في رحم العلم والذي كما سمعنا من سماحة مفتي الجمهورية دائما، والذي دائم التواصل معه وما بينهما، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى الذي يتواصل مع المؤسسة كما نتواصل نحن، ايمانا بان التواصل هو الذي يحقق النجاح والثبات في زمن ضاع فيه كثيرون عن ثباتهم وقضيتهم، وعندما نتواصل في ما بيننا، سياسة ومؤسسة دينية، وعندما نتواصل في ما بيننا عطاء ورحما ووجودا، فإذا بالارض بنا تسعد واظن اذا سعدت بنا الارض فنرفع عند ذلك ايدينا الى السماء فيستجيب الله دعاءنا”.
وختم الغزاوي: “نحن أيها الاخوة، ما جئنا الى مكان بعيد عنا، المشايخ الاجلاء هنا وكذلك معالي الوزير وائل أبو فاعور الذي عرفه كل بيت من بيوتنا، وعرفناه في قضايانا وهو من مؤسسة سياسية لا يمكن لاحد في هذا البلد أن يتجاوزها، فهي شريكة في القرار وفي الحل وفي عطاء الوطن، وان كان الوطن اليوم يئن بعد أن كنا نعيش ازمة حكم مع كل استحقاق، فاذا بنا نعيش أزمة ادارية، وما أصعب أن تذهب الى دولتك وأن لا تجد من يمثل الدولة في مكانه المناسب، من هنا نحن سنبقى على تواصل في ما بيننا حتى نعيد للوطن كيانه وحتى نعيد لمؤسساتنا وجودها، وحتى نقول لكل من في لبنان، نحن واحد في هذا الوطن وإن عاش وطننا عشنا جميعا، والا سنتألم جميعاً، وسنقول أيضاً لمن هم خارج الوطن، وإن كنا اليوم نشهد بعض المصالحات السياسية العربية العربية والاسلامية الاسلامية، وما اسعدها عندما تكون تلك المصالحات يكون لبنان ليس على هامش قراراتها، إنما أن يكون في صلب قراراتها، لأن لبنان هو وجه العالم العربي الى الغرب وكذلك هو وجه الغرب الى العالم العربي، ومن هنا نحن أحفاد الامام الاوزاعي والامام الاوزاعي هو الامام المرابط، ونحن المرابطون في سهلنا وجبلنا وفي مؤسساتا وتواصلنا وثباتنا وقضايانا لا تموت، لان الانسان الذي يؤمن بوطن وبوجود لا يمكن الا أن يورث ذلك الايمان لغيره، فارثنا كبير ومسيرتنا تحتاج الى عمل كثير، ومن أجل هذه المسيرة جئنا من أجل هذا التواصل مع مشايخ وادي التيم ومع الاستاذ وائل وما يمثلون في بقاعنا العزيز وفي وطننا”.