الهديل

بعد إحالة مدير عام الصناعة… ماذا يجري داخل طائفة الروم الكاثوليك؟

خاص الهديل:

طائفة الروم الكاتوليك تشهد في هذه المرحلة نوعا من الرغبة لدى المخلصين بداخلها لإعادة لملمة الأوضاع داخل بيتها الداخلي ؛ خاصة بعدما حصلت عدة تطورات في الاونة الاخيرة بداخلها قادت إلى أضعاف إمكانية تنسيق ألمواقف بين أطرافها المختلفة .. واليوم تبدو الطائفة مدعوة إلى استدراك وضعها والعودة إلى إنتاج آليات اتخاذ القرارات بداخلها كما كانت تمارس لفترة من مرجعياتها الخبيرة والمقتدرة كميشال فرعون وآخرين كمن لهم باع طويل في إدارة الملفات السياسية وتلك الخاصة بأمور الطائفة ..

لوحظ إثر البلبلة والمواقف الاعلامية المتعددة التي تلت إحالة مدير عام الصناعة داني جدعون وتوقيفه عن العمل، نوع من الضياع في طائفة الروم الكاثوليك التي إعتادت في المسائل والمفاصل الدقيقة أن تجتمع وتنسّق بين التوجهات السياسية المختلفة تحت سقف المجلس الاعلى للروم الكاثوليك. إلا أن البطريرك العبسي علق أعمال المجلس منذ سنتين بعد الخلاف الذي حصل بشأن إنتخاب خلف للوزير السابق ميشال فرعون، الذي لم يحقّ له تجديد ولايته مرة ثالثة كنائب رئيس للبطريرك، مما فتح الباب في حينه على محاولة ترشيح الوزير سليم جريصاتي لهذا المنصب وخلافات كبيرة حولها.

وقد أجريت خلال فترة نهاية الاسبوع إتصالات عدة بين مرجعيات دينية ومدنية في الطائفة وخارجها لمناقشة ما استجدّ في جلسة مجلس الوزراء من ناحية المضمون والشكل وأطر المعالجة، شارك فيها الوزير السابق ميشال فرعون مبدياً عدم إرتياحه لما جرى، وهو الذي كان تولى تعيين المدير العام داني جدعون في وزارة الصناعة في حينه، كما طلب من فرعون مناقشة صيغ للحل ضمن إحترام المسلمات وبعيداً عن المزايدات نظراً للثقة التي يتمتع بها عند جميع الاطراف. كما إتصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بفرعون موضحاً ما حصل، وتمّ الاتفاق على إدارة الملف بما فيه معالجة الهواجس التي تلت القرار الذي إتّخذ.

من جهة أخرى، أكّد البطريرك العبسي أنه سيستحدث لجانا حوله للبحث في المسائل التي تهمّ الطائفة، وان تعليق أعمال المجلس الاعلى لا يعني إلغاءه، بل يمكن تطوير وتحديث نظام المجلس الاعلى عبر تسليم المهمة للجنة حكماء، ما لم تتمكن من إنجازه هيئة المجلس الاعلى السابقة قبل تعليق العمل ودرس الاقتراحات بالرغم من إتخاذ القرار بهذا الشأن. ويبقى الهدف تحصين الاجماع حول صيغ تجمع الاطراف وتخفف الاشكالات والضغوط على رئاسة البطريرك ونيابة الرئاسة التي توالى على كرسيها أصحاب نفوذ ومرجعية في الطائفة. كما لعب أمناء عامون للمجلس أدوارا مهمة على صعيد بلورة أفكار تخص الطائفة والوطن ومنها على صعيد الحوار والحياد في لبنان.

علماً أن بعض الاحزاب المسيحية لا تشجع إعادة تفعيل المجلس الاعلى لأسباب مختلفة معروفة، إلا أن اهمية هذا المجلس تعود وتظهر كل ما نشات أزمة جديدة في الطائفة، على غرار الكثير من الطوائف التي تجتمع هيئتها أو مجلسها في مفاصل ومحطات برئاسة رأس الطائفة الدينية

Exit mobile version