أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، تعليقا على حسم الاتفاق بشأن ترشيح جهاد أزعور، أنه “نعم، حُسم التفاهم وتم الاتفاق بين المعارضة والتيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل على اسم جهاد أزعور”.
وحول كيفية التواصل إلى اسم أزعور، كشف في حديث مع صحيفة “الأخبار” أنه “بدأت الأصوات ترتفع بأن أزعور مرشح القوات. ليكن واضحاً أن أزعور ليس مرشحنا بالمعنى الحصري للكلمة. مرشحنا كان النائب ميشال معوض، كما كنا قد طرحنا اسمي قائد الجيش جوزيف عون والنائب السابق صلاح حنين. وحين سُئلنا عن أزعور أكثر مرة، كنا نجيب بأنه ممتاز ولديه مواصفات جيدة، لكن لدينا مرشحنا. اليوم تبنينا اسم أزعور من باب تحمّلنا للمسؤولية بعدما وصلت الأمور في الملف الرئاسي إلى هذا الجمود. وهو مرشح توافقي حيادي، وليس مرشح تحدٍّ”.
وعن نية التقدمي الاشتراكي التصويت بورقة بيضاء، ذكر جعجع “أنني لست في جو الأوراق البيض للاشتراكي. ثانياً، حين طرح جنبلاط أزعور كان ذلك من ضمن لائحة توافقية، كما كان اسمه موجوداً في لائحة بكركي ولدى بعض التغييريين والمستقلين، ومن هذا المنطلق تم الاتفاق عليه. أزعور ليس مرشح مواجهة مع حزب الله”.
وشدد عند سؤاله عن التزام وليد جنبلاط بالتصويت لأزعور، أن “كلمة التزام كبيرة. ولكن، بما أن جنبلاط كان أول من طرح اسمه كمرشح توافقي من بين ثلاثة أسماء، لذا من الطبيعي والمنطقي أن يصوّت له. ومن جو الاتصالات مع الاشتراكي يُفترض التصويت له”.
واعتبر جعجع أن رئيس مجلس النواب نبيه بري “لن يدعو إلى جلسة انتخاب، سواء كان هناك اسم واضح أو لم يكن. سيدعو إلى جلسة في حالة واحدة فقط، عندما يتأمن 65 صوتاً لمرشح محور الممانعة سليمان فرنجية. عدا ذلك، سنقضي 300 سنة من دون جلسة انتخاب. الجميع أصبح مطّلعاً على المفاوضات وعلى الاتفاق مع التيار على اسم أزعور. وليست شغلة رئيس المجلس أن يعلّب الانتخابات بل أن يدعو إليها. اليوم هناك مرشحان، وأساساً كان هناك مرشحان هما النائب ميشال معوض وفرنجية، وعليه لا مبرر للامتناع عن الدعوة إلى جلسة يجب أن يدعو إليها اليوم قبل الغد”.
وأفاد بأن “البوانتاج الذي أجريناه، إذا بقي التيار على موقفه مع المعارضة، يعطي أزعور أكثر من 65 صوتاً. ولن أدخل في تفاصيل انتخابية ومن هم النواب الذين سيؤيدونه، بل نتحدث عنها لاحقاً، ووفق هذا البوانتاج لن يدعو بري إلى جلسة”، موضحًا “أنني آخر من يُسأل عن الثقة بالتيار”.
وحول زيارة البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي إلى الإليزيه، أوضح جعجع أنه “لا علم لي بأن البطريرك الراعي حمل مجموعة أسماء. تحدثت بصراحة مع أوساط بكركي بأن البطريرك أصبح قادراً اليوم على أن يقول للرئيس الفرنسي: تبنّيتم فرنجية لأن المسيحيين لم يكونوا موحدين حول اسم واحد. اليوم أصبحوا موحدين حول أزعور، وبالتالي لا تستطيع باريس أن تكمل ما تقوم به”.
وعن رفضه لدعوة فرنسية لزيارة باريس، كشف أن “القصة ليست في تلبية دعوة أو رفضها، ومهما حصل مع باريس لن تنكسر الجرّة معها. لكن إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تبنّت ترشيح فرنجية بحماسة غير مفهومة، وخسرت فرنسا دورها الوسطي مع كافة الجهات وقدرتها على التحدّث إلى الجميع. للأسف الشديد، لا نعرف لماذا اتخذت فرنسا خياراً واضحاً إلى جانب حزب الله وحركة أمل، وكأن لا وجود لأحزاب أخرى. هذا ليس مقبولاً”.
وحول ثقته بالوطني الحر تبعاً لخبرته مع التيار في اتفاق معراب، اشار إلى أنه “انطلاقاً من ذلك تحديداً، أُبقي علامات استفهام حتى اللحظة الأخيرة. لكن، حتى اليوم، «ماشي الحال»، والتيار ملتزم الاتفاق على اسم أزعور. نعمل وفق معطيات اليوم وليس الغد”.
وأكد جعجع أنه “حتى اليومين الماضيين لم تكن قد غيّرت رأيها. لكن بعد زيارة الراعي وتفاهم المعارضة مع التيار يفترض أن يؤدي إلى ذلك. لننتظر”.
وبشأن القمة العربية وعودة الكلام عن سين سين جديدة، وعن تغير في الموقف السعودي، واعطاء جولة السفير السعودي وليد البخاري تفسيرات مختلفة، مع وجود ضغط سعودي لتأمين النصاب، أكد جعجع: “أبداً، أبداً، لم تكن العلاقة بيننا وبين المملكة على هذا النحو في أي وقت. أريد أن أسأل سؤالاً في المقابل: عاد السفير البخاري قبل ثلاثة أسابيع وقام بجولته وتحدث فيها، فماذا تغير حتى الآن؟ لا شيء. وتالياً، المملكة ليست مع طرف ضد آخر، وتترك للأفرقاء اللبنانيين التصرف. وفي رأيي هذا أمر جيد، لأن المعارضة لفرنجية، أو بالأحرى مرشح الممانعة، أصبحت داخلية، وليس هناك تدخل خارجي ضده. أما بالنسبة إلى السين سين، فلست خائفاً لسبب وحيد هو أن لا تشابه”.
وبخصوص الحدث عن عقوبات وضغوط لفرض تأمين النصاب، أكّد أنّ “كل الجلسات التي دعا إليها بري كنا أول من دخلها وآخر من خرج منها. لم نفكر يوماً بأننا المقصودون لأننا لم نتخطّ أي بند دستوري”.
وحول التلويح بعدم المشاركة في حال تأمّن لفرنجية 65 صوتاً، ذكر أن “الأمر الواقع الحالي بعد الاتفاق على أزعور أعفاناً من هذا الخيار. أساساً، كان واضحاً أن مرشح الممانعة لم يكن ليحصل لا على 65 صوتاً ولا 55 صوتاً، وإلا لكان بري دعا إلى الجلسة.بين المرحلتين. في المرة السابقة كان هناك السعودية وسوريا. اليوم لا توجد سوريا. توجد فقط السعودية. بشار الأسد ليس هو الحاكم في سوريا لتكون هناك سين سين”.
وذكر بشأن عدم إعلان أزعور ترشيحه، أنّه “حين انتخب ميشال عون رئيساً لم يكن أعلن ترشيحه. لم يكن الترشيح أمراً أساسيًا وضروريًا في أي استحقاق رئاسي. قد يحصل وقد لا يحصل. أزعور مستمر في ترشيحه ولا يعتبر نفسه في مواجهة مع أحد، وهو ليس مرشحاً ضد أحد، بل مرشح خطة الإصلاح، ومستمر في ترشيحه”.
ولفت إلى أنّه “في ما يتعلق بتأييدنا لقائد الجيش، نحن لم نخف قبولنا به إذا طرح كمرشح تسوية وهذا ليس جديداً. وبما أن بري لن يدعو إلى جلسة، فلن نبقى نتفرج كما حصل مع ميشال معوض. هذه المرة لن نقبل بأن تبقى الأمور على ما هي عليه”.
وحول استراتيجية جعجع في هذه الحال، أوضح أنّ “هذا يحتاج إلى بلورة مع التيار لوضع الخطوط العريضة. موقفنا كقوات أن نستمر برفع الصوت والضغط جميعاً لمطالبة بري بالدعوة إلى جلسة. وكل كلام آخر غير مقبول”.
وشدد جعجع، على أنّه “للأسف قد تطول مرحلة الشغور لأن فريق الممانعة لن يقبل عقد جلسة إلا إذا ضمن فوز مرشحه، وليس هناك من سبيل مطلقاً لأن يضمن ذلك. بحسب ما يتصرف محور الممانعة يبدو أننا سائرون إلى شغور طويل. أما إذا عاد المحور إلى صوابه ورشده، ورأى الأمور على حقيقتها، فقد ننتقل إلى مرحلة جديدة. لكن المعطيات الحالية لا توحي بذلك”.
واعتبر ردًا على سؤال حول من يعود الفضل له بشأن أزعور، أنّ الفضل “لسليمان فرنجية. كل أعضاء المعارضة والتيار لم يكونوا ليتوافقوا لو تُركوا وحدهم. محور الممانعة ذهب بعيداً هذه المرة ووحّد من لم يكن ممكناً توحيدهم، واستعان بفرنسا التي استعانت بالسعودية، لكنه لم يمر ولن يمر، ولا يزالون مصرين عليه”.
وحول موقف التغيريين، كشف أنهم “آتون من مشارب مختلفة، بين بعضهم ومعنا، لذلك من الطبيعي أن يكون هناك أخذ وردّ. التقدم بنسبة 30 إلى 40 في المئة، والباقي ليس سلبياً”.
وكشف بشأن موقف القوى السنية، أنّ “القوى السنية لها عدة مواقع. مثلاً، النائبان أسامة سعد وعبد الرحمن البزري لهما موقعهما، نواب الشمال كذلك، نبيل بدر وعماد الحوت يحاولان أن يتوحدا مع سنة الشمال. أشرف ريفي وفؤاد مخزومي هما أبرز شخصيتين سنيتين حالياً لهما موقعهما. هناك تعددية. توجههم معروف وخطواتهم العملية يفضلون أن تكون متأنية وفي ضوء تفاهم كبير وليس خيار طرف، رغم تلاقيهم مع المبادئ العامة”، كما رأى أنّ “السنيورة على صداقة قوية مع أزعور، وهو تحدث عنه مع كل من يعرفهم، لكنه لم يخض معركته عن سابق تصور وتصميم”.
وحول الموقف من حاكمية مصرف لبنان ومناقشة الأمر مع التيار الوطني الحر، أكد جعجع “لم نتحدث مع التيار إلا في الانتخابات الرئاسية حصراً. نحتاج إلى خمسين سنة لنرمم الثقة معه، لا سيما أن التجربة أثبتت اختلاف مقاربتينا لطريقة إدارة الوضع العام. أما في موضوع المركزي، فنادراً ما يكون الثنائي الشيعي على حق. وهو على حق بأن الحكومة لا تستطيع في المبدأ أن تقوم بتعيينات. لكن الوضعية النقدية والمالية والاجتماعية طارئة ومستعجلة، لذا افترضنا أن الضرورات تبيح المحظورات. لسنا موجودين في الحكومة، ولكن لخطورة الوضع، اعتبرنا أن من الممكن اللجوء إلى مقاربة استثنائية لتأمين حاجات الناس. إلا أنه تبين لنا أن هذه المقاربة غير ممكنة في ظل حكومة غائبة عن الوعي تماماً. محور الممانعة والتيار سواء في الحكومة ولا يهمهما الوضع النقدي أو ما يحصل مع المواطنين، وهما غير متفقين على أحد، والحمدلله أنهما غير متفقين، لأنهما يفكران بأسماء غير كفوءة، وليس في الأسماء صاحبة الكفاءات التي طرحت كسمير عساف وجهاد أزعور وكميل أبو سليمان. علماً أن محور الممانعة مختلف مع باسيل حول الاسم المقترح”.