الهديل

خاص الهديل: تدخل “العم” فمنع “الانقلاب العوني” على “الصهر”!..

خاص الهديل:

أمس عقدت الكتلة النيابية العونية اجتماعها الذي توقع الكثيرون أنه سيكون حاسماً بخصوص أربع نقاط: الأولى تحديد خيار الكتلة من ترشيح جهاد أزعور؛ النقطة الثانية حسم مسألة من يحق له الترشح لرئاسة الجمهورية من نواب الكتلة؛ النقطة الثالثة موقف الكتلة من مناورات جبران باسيل الرئاسية؛ النقطة الرابعة علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله..

وكان هناك توقع واسع النطاق إلى أن إثارة هذه البنود الأربعة ستؤدي إلى النتائج التالية: 

أولاً- ظهور أن كتلة العونيين النيابية منقسمة نتيجة وجود ١٠ نواب معارضين بشكل مباشر لتوجهات باسيل بخصوص الاستحقاق الرئاسي..

 

ثانياً- اتضاح أن الطشناق ليسوا مع خيار أزعور وهم قد يتجهون لخيار خاص بهم بمعزل عن توجه التيار الوطني الحر، حول إسم الرئيس الثالث..   

 

ثالثاً- حصول تطورات داخل اجتماع كتلة العونيين النيابية تؤدي إلى طرح نوع من حجب الثقة المعنوية برئاسة باسيل للتيار..

رابعاً- ظهور اتجاه داخل الكتلة لدعم ترشيح ابراهيم كنعان لرئاسة الجمهورية، طالما أنه يتعذر ترشيح باسيل بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليه.

وأصحاب هذه المطالبة بترشيح كنعان يقولون التالية: 

– ان ترشيح كنعان لن يلقى نفس المعارضة المسيحية التي يلقاها ترشيح باسيل الذي لديه خلافات شخصية مع أغلبية الشخصيات المسيحية.

– ان ترشيح كنعان يخدم فكرة إعادة تجديد الشباب السياسي للتيار العوني، ومسح آثار انتكاسة الانتفاضة التي نجحت في شيطنة الرموز الأساسية للتيار، وعلى رأسهم باسيل. 

والواقع أن باسيل الذي التقى بعدد من نواب التيار البرتقالي قبل يومين من موعد عقد اجتماع الكتلة النيابية العونية، تبين له بوضوح أن الذهاب إلى الاجتماع من دون أن يتسلح بكوابح فعالة لوقف الانفجار داخل كتلة النواب العونية؛ سيؤدي إلى انفراط عقد الكتلة؛ وسيؤدي إلى حصول ما يشبه “الانقلاب الجزئي” عليه، وذلك لمصلحة ثلاثة أطراف ستفيد مما سيجري: 

الطرف الأول هو ابراهيم كنعان الذي يسعى بتشجيع غربي – يقال أنه بريطاني- لوراثة باسيل في رئاسة التيار، ومن ثم فتح ورشة إصلاحات سياسية وتنظيمية وفكرية داخل التيار.

الطرف الثاني قوامها الجهات التي بات يطلق عليها تسمية “خصوم باسيل التقليديين” داخل قيادة التيار وكتلته النيابية، وأبرزهم سيمون أبي رميا وآلان عون.

الطرف الثالث يتمثل بجهة داخل كتلة النواب العونية وحلفائها، تقدر بين ٧ و١٠ نواب، ويجمع بين هؤلاء أن لديهم نزعة لتأييد مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية يعتقدون أن مواصفاته تناسب ثقافة التيار العوني التاريخية.

..وبموجب كل المعطيات الواردة أعلاه، والتي تجمعت لدى باسيل قبل ٧٢ ساعة قبل موعد عقد اجتماع كتلة النواب العونيين وحلفائه؛ قرر الأخير (أي باسيل) الاستنجاد بثقل عمه السياسي والتاريخي داخل البيئة العونية لوقف تدحرج كرة الانقلاب البرتقالي ضده؛ ولتجميد الأمور عند نقطة توقف خصومه عند “حاجز عمه ميشال عون، وتسمح له بتلقي جرعة كبيرة من الدعم المعنوي والسياسي من عمه، ما يسمح له بمتابعة مناورته السياسية مع كل من حزب الله من جهة، ومع لعبة الأقليم والدوليين الخاصة بالاستحقاق الرئاسي.

وبالفعل، فإنه كما فعل في كل المرات السابقة؛ لبى الرئيس ميشال عون طلب الإغاثة المقدم إليه، من صهره جبران باسيل، وحضر الاجتماع في ميرنا الشالوحي، حيث نجح بسهولة، نظراً لاستمرار ثقله المعنوي داخل التيار، بإيقاف كل حركة الاعتراض البرتقالية على باسيل، وبنفس الوقت دفع الاجتماع كي ينتهي عند نقطة تسمح لباسيل باستكمال مناوراته مع اللاعبين المحليين والخارجيين ذات الصلة بموضوع الاستحقاق الرئاسي، وذلك من دون أن يشغل باله بالمعترضين عليه داخل التيار العوني ..

Exit mobile version