الهديل

هل التخفيضات حقيقة أم وسيلة لجذب الزبائن؟

 

هناك مجموعة من الأشخاص يفضلون التسوق في فترات التخفيضات، والتي تختلف من دولة إلى أخرى، وغالباً ما تكون موحدة في نهاية المواسم، مثل نهاية موسم الشتاء، وموسم الصيف، حيث يتم بيع الملابس التي بقيت من المجموعات التي كانت معروضة سابقاً.

 

لكن، هل تساءلت يوماً حول ما إذا كانت هذه التخفيضات حقيقية أم أنها مجرد خدعة يستخدمها التجار من أجل شد الانتباه لسلعهم، أو بيع تلك القديمة بأسعارها العادية، والتي يتم الترويج لها على أنها مخفضة.

 

لنتعرف على الجواب بالنظر إلى مجموعة من الضوابط التي تؤطر قانون التخفيضات، وكذلك الطرق المتاحة أمام التجار من أجل عرض السلع بأقل ثمن، ثم طريقة تفادي الوقوع في فخ الملصقات، التي غالباً ما تكون باللونين الأحمر والأصفر، التي تساعد على شد الانتباه.

 

شروط نظام التخفيضات

قبل أن يحدد صاحب المحل نسبة التخفيضات التي سيعلن عنها لمنتجاته، هناك مجموعة من الضوابط والشروط التي يجب عليه اتباعها، والتي تتمثل في الحصول على تصاريح خاصة بنوع هذا التخفيض، والذي يقدم من طرف وزارة التجارة، حسب رصيد خاص، يختلف من دولة إلى أخرى، ومن متجر لآخر.

 

وتتوزع أنواع التخفيضات بين الموسمية، والشاملة، والجزئية، والترويجية، ولكل واحدة منها طريقة معينة للترويج، وكذلك لتحديد نسبة التخفيض.

 

فمثلاً عند الحديث عن التخفيضات الموسمية، أي عند نهاية فصل الصيف وبداية الخريف، تقوم أغلب المحلات بعرض سلعة بنسب تخفيض متقاربة، وتعرض سلعاً قديمة.

الملابس على سبيل المثال يتم عرض تلك التي لم يتم بيعها خلال موسم الشتاء، وأخرى باقية من الصيف المنصرم.

 

ومن الضوابط التي تفرض في نظام التخفيضات، عرض الثمن الأصلي للمنتج مع الشطب عليه، ثم الكشف عن السعر الجديد، لكي يكون الزبون على دراية فعلية بالنسبة المخفضة من السعر الأول للمنتج.

 

وفي حال كانت التخفيضات كلية يجب على صاحب المحل عرض جميع منتجاته بدون استثناء داخل دائرة التخفيض، أما التخفيضات الجزئية فتعني أن هناك جزءاً معيناً من السلع التي تخضع للتخفيض.

 

هل يتعرض التاجر للخسارة من التخفيضات؟

كما هو موضح سابقاً، فإن التجار ملزمون باحترام كل هذه الضوابط قبل عرض منتجاتهم للتخفيض، لكن السؤال المطروح هنا هو “هل هؤلاء التجار يتعرضون للخسارة في هذه الحالة؟”.

 

الجواب ببساطة هو لا، وذلك لأن هذه الطريقة تساعد على زيادة نسبة المبيعات، والتخلص من السلع التي لن يتم بيعها بسبب انتهاء موضتها، أو قرب انتهاء مدة صلاحيتها، أو قلة فاعليتها، ما يضمن ربح التاجر لا خسارته.

 

وتتنوع أشكال هذه التخفيضات، ومنها خصم النسبة “30%” على سبيل المثال، أو خصم المبلغ “على كل 100 دولار خصم 10 دولارات”، وخصم على شكل شراء منتج مقابل منتج آخر بالمجان، ثم هدية مع كل عملية شراء.

 

إذ إنه قبل التخطيط لأي نوع من هذه التخفيضات تتم دراسة هذه العملية بشكل يضمن الربح، وتفادي الوقوع في فخ الخسارة.

بحيث يكون التاجر قادراً على تحديد السعر المرجعي للمنتج، وهو السعر الذي يباع به بالجملة، ثم مقارنته بالسعر المتداول في السوق، عند البيع بالتقسيط، وبعد ذلك تحديد نسبة الخصم، مع الحفاظ على نسبة الربح.

 

التخفيضات.. هل يتم خداع الزبائن؟

عند معرفة كل هذه المعلومات يجب معرفة ما إذا كان الزبون يتعرض للخداع من خلال هذه التخفيضات، أم أنه مستفيد فعلاً منها.

 

في هذه الحالة يمكن اعتبار أن الأمرين صحيحان، لأن الزبون يحصل فعلاً على المنتج بسعر أقل من قيمته في السوق، إلا أنه غالباً ما يشتريه بعد أن أصبحت موضته قديمة.

 

كما أن إثارة كلمة تخفيض، والألوان التي تستعمل في الترويج لها، لها وقع على نفسية المستهلك، الأمر الذي يجعله يقتني أشياء كثيرة دون تفكير، حتى وإن لم يكن في حاجة لها.

 

وغالباً لا يكون الزبون قادراً على تحديد ما إذا كان فعلاً السعر المعروض هو تخفيض حقيقي أم لا، لأنه يكون منهمكاً في محاولة الاستفادة من الفرصة بأسرع وقت، خوفاً من ضياعها من بين يديه، الأمر الذي يجعل احتمالية استغلال هذه الثغرة من طرف بعض التجار ممكنة، والاكتفاء بالملصقات التي كتب عليها تخفيض مع نفس السعر دون تغييره.

نصائح لعدم الوقوع في فخ التخفيضات

عند الإلمام بكل التفاصيل التي تخص ضوابط وقوانين التخفيضات، يصبح من السهل على الزبون معرفة المنتج الصالح له، والذي يمكنه الاستفادة منه فعلاً، من المنتجات التي يقوم بشرائها فقط لأن عليها خصماً.

 

ومن بين النصائح التي يمكن اتباعها عند شراء منتج ما في التخفيضات ما يلي:

 

تحديد الاحتياجات قبل التوجه إلى المحل، لعدم الانسياق وراء العروض.

مراجعة سياسة الاسترجاع والتبديل.

تحديد أماكن جيدة للتسوق.

معرفة أوقات التخفيضات ومتابعتها للاستفادة من أحسن العروض.

التأكد من جودة المنتجات، لأن بعضها يكون به عطل أو عيوب في الإنتاج.

Exit mobile version