خاص الهديل:
تنتظر بعض الأوساط المتابعة للملف الرئاسية النصف الأول من الشهر الجاري حتى تتبلور معطيات مستجدة قد تساعد في إنهاء الشغور الرئاسي..
وتتخلص هذه المعطيات المنتظر ظهور نتائجها خلال الأسبوعين القادمين بما يلي:
أولاً- نتائج زيارة الكاردينال الراعي إلى كل من الفاتيكان وفرنسا، والمقصود هنا بخاصة النتائج التي ستسفر عنها هذه الزيارة على الساحة المسيحية.
..وهناك معلومات تقول أن زيارة الكاردينال الراعي إلى الفاتيكان تم تنسيقها بحيث أتت في توقيت مطلوب فاتيكانياً.
وينتظر أن تكشف طبيعة التحرك الذي سيقوم به الكاردينال الراعي بعد عودته من زيارته للفاتيكان وفرنسا، ما تم الاتفاق عليه بين الراعي والفاتيكان؛ كما ستكشف تحركات فرنسا المقبلة ما إذا كانت زيارة الكاردينال الراعي إلى فرنسا التي جاءت بعد محادثاته الفاتيكانية قد أثرت على الموقف الفرنسي وبدلت اتجاهات سلوكه من الاستحقاق الرئاسي.
ثانياً- سيشهد أيضاً النصف الأول من شهر حزيران تفاعل نتائج الزيارة المتوقعة حدوثها خلال الأيام القليلة المقبلة، للوفد القطري إلى لبنان.
وهناك أجواء تقول أن الوفد القطري بات يتم النظر إليه بمزيد من الثقة من قبل كافة الأطراف اللبنانية، على أن لديه تفويضاً إقليمياً من السعودية، وتفويضاً دولياً لحد ما، من واشنطن للتصرف في الملف اللبناني، وذلك على نحو يؤدي لإجراء الانتخابات الرئاسية وفق تسوية مقبولة داخلياً وعربياً ودولياً.
وتترقب الأوسط اللبنانية عودة الوفد القطري إلى لبنان كي ينتقل هذه المرة من حالة الاستماع واستمزاج الآراء إلى مرحلة طرح الأفكار وقيادة مبادرة عملية تنفذ تسوية حول إسم الرئيس اللبناني العتيد.
وترى هذه الأوساط أن الجهة الوحيدة التي تملك القدرة على قيادة مبادرة في لبنان، هي قطر، وذلك لعدة أسباب؛ أبرزها أن قطر على علاقة جيدة مع كل الأطراف اللبنانية؛ وأيضاً لأن قطر لديها خبرة بالملف اللبناني؛ أضف أن قطر قادرة على التحرك في لبنان بموافقة عربية وأميركية..
ثالثاً- كان يفترض أن تعقد الخماسية من أجل لبنان (أي الدول الخمسة) اجتماعها يوم ٤ – ٥- ٢٠٢٣؛ ولكن تم التوافق حينها على إرجاء عقد إجتماع الخماسية، إلى ما بعد عقد القمة العربية في مكة. وسوف يعقد اجتماع الخماسية في مطلع شهر حزيران الحالي، وسيكون مكانه هذه المرة الدوحة وليس باريس. ونقل مكان اجتماع الخماسية من باريس إلى الدوحة يحمل مؤشرات أبرزها أن ثقل الحركة في هذا الملف انتقل من فرنسا إلى قطر وذلك بتشجيع أميركي – سعودي وحتى مصري..
والسؤال اليوم هو ما السبب المشترك بين الرياض وواشنطن والقاهرة حتى توافقوا على نقل اجتماع الخماسية من باريس إلى الدوحة؛ وفي حال كان هتاك اتفاق من هذا القبيل، فهل هذا يعني أنه يشمل الاتفاق على ترشيح إسم محدد لرئاسة الجمهورية..
إن كل هذه الأسئلة ستكون خلال النصف الأول من شهر حزيران، محل تقديم أجوبة عملية عنها، وذلك من خلال الأداء الذي سيحدث على الأرض على ثلاثة مستويات؛
الأول حركة الكاردينال الراعي مسيحياً.
الثاني طبيعة المهمة التي سيقوم الوفد القطري بتنفيذها خلال زيارته المقبلة القريبة للبنان..
الثالث: هل سيكون اجتماع الخماسية في الدوحة هو ترجمة لقرار دولي إقليمي ببدء الحل العربي للأزمة اللبنانية وذلك بالتزامن مع التمهيد لبدء حل الأزمة السورية بواسطة العرب..
وبالإجمال فإن الصورة الراهنة لوضع انتخاب فخامة الرئيس تقول التالي: إما أن تحدث انتخابات الرئاسة اللبنانية خلال شهر حزيران؛ أو أن عملية انتخاب فخامة الرئيس ستؤجل إلى الخريف القادم..