خاص الهديل:
داخل أروقة حزب الله، وأيضاً داخل أروقة أنصار جبران باسيل، تدور هذه الأيام قصصاً عن السجال القائم بالواسطة بين جبران باسيل من ناحية وحزب الله من ناحية ثانية. فباسيل حتى الآن لا يزال لديه أصدقاء مشتركين بينه وبين حزب الله يمرر من خلالهم رسائله للحزب؛ فيما حارة حريك لا زال لديها قنوات اتصال ملتوية وغير رسمية مع باسيل الذي لايزال يحظى داخل الحالة البرتقالية العونية بصفة “الصهر المدلل”؛ وهي صفة ستظل تلازمه طالما أن ميشال عون لا يزال على قيد الحياة.
والواقع أن اجتماع يوم الثلاثاء الماضي لنواب كتلة لبنان القوى، أثبت أن الرئيس ميشال عون لا يزال لديه السلطة المطلقة على قيادات التيار البرتقالي من ناحية، ولا يزال لديه بخصوص هذه المرحلة، من ناحية ثانية، هدفاً سياسياً واحداً وهو ضمان مستقبل باسيل داخل الحالة العونية وداخل معادلة علاقته بحزب الله.
..وعليه فإن حارة حريك، رغم كل ما حصل بينها وبينه؛ إلا أنها لغاية الآن، لم تسقط من حسابها رغبتها في استيعاب باسيل، شرط أن يحدث هذا الأمر ضمن قواعد جديدة للعلاقة.
وفي هذه الفترة التي تتأرجح فيها علاقة باسيل مع الحزب ضمن مفهوم “لا مطلق ولا معلق”؛ يسود سجال بين الطرفين يتسرب لكليهما من خلال أصدقائهما المشتركين.. وأهم ما يقوله باسيل أمام صدقائه المشتركين مع الحزب؛ كي يصل لحارة حريك، هو التالي:
يتهم باسيل حزب الله بأنه منذ بدء العلاقة معه، كان دائماً لا يعطي باسيل أولوية في علاقاته السياسية.. ففي العلاقة مع الرئيس نبيه بري كان ترتيب باسيل من حيث الأهمية من وجهة نظر حزب الله، يأتي ثانياً بعد أبو مصطفى..
.. وترتيب العلاقة بين سعد الحريري وباسيل كان الحزب يعطي الحريري الأفضلية على حساب منزلة باسيل.. واليوم في العلاقة بين الحزب وسليمان فرنجية فإن أبو طوني يحظى بالمرتبة الأولى، وباسيل يأتي ترتيبه متأخراً جداً.
يرد حزب الله عبر أصدقائه – وبشكل يحرص على أن يبقى كلامه داخل الكواليس – على اتهام باسيل هذا، بالقول أن السيد حسن نصر الله تدخل شخصياً كي لا ينجح سمير جعجع بالتقدم بعدد النواب على نواب كتلة باسيل في الانتخابات النيابية.. ونجح حزب الله بتجيير ١٠ نواب لكتلة لبنان القوى الباسيلية، حيث فاز هؤلاء بأصوات حزب الله، ولولا قرار السيد نصر الله بدعم مجهود باسيل في الانتخابات النيابية، لكان كتلة جعجع النيابية سبقت كتلة باسيل بعشرة نواب..
ويضيف الحزب: وما يدعو للأسف اليوم هو أن باسيل يريد هزيمة حزب الله في الانتخابات الرئاسية من خلال التضافر بين كتلة القوات اللبنانية النيابية وبين كتلته النيابية التي بينها عشرة نواب أتى بهم الحزب كي لا يربح جعجع عليه في الانتخابات النيابية!!.
يصحح باسيل في هذا المجال الرقم لحارة حريك؛ حيث يقول أن الحزب ساعده في نجاح ٧ نواب، وليس عشرة نواب..
..وأيضاً يثير باسيل في رسائله لحزب الله قضية أن الثنائي الشيعي ليس لديهم مشروع لبناء الدولة؛ وأن أحد الأسباب الأساسية التي أدت إلى فشل عهد عمه في تحقيق الإصلاحات الداخلية، يعود إلى معارضة بري لعون، وعدم دعم حزب الله لعهد عون بوجه بري.
ويرد الحزب على تهمة باسيل هذه بالقول أن الصهر مسؤول عن تخريب عهد عمه؛ وأنه مارس فضاضة سياسية عالية الوتيرة خلال ولاية عون الرئاسية، جعلت معظم القوى السياسية تبتعد عن عون وعهده.
قصارى القول أن العتاب بين باسيل وحزب الله لا يزال مستمراً، ولكنه في هذه اللحظة دخل مرحلة عض الأصابع؛ حيث باسيل يقول أنه لم يعد لديه أي شيء يقدمه للحزب؛ وهو ينتظر ما إذا كان الحزب في اللحظة الأخيرة سيقدم تنازلاً لباسيل، حيث الكرة الآن في ملعب حارة حريك.. أما الحزب فيقول: إذا أراد باسيل التفاهم، فعليه التراجع عن معارضة خيار فرنجية؛ خاصة وأن ثمن هذا التراجع سيكون أكبر من الثمن الذي سيأخذه باسيل من أية صفقة رئاسية مع المعارضة المسيحية!!.