نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن محافل أمنية، اليوم الجمعة، توقّعها أنّ لا بوادر لحرب قريبة “على رغم التطورات السلبية”، وفق تعبيرها، في الملف النووي الإيراني وموضوع حزب الله.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى, “غضب شديد في هذه المحافل الأمنية الكبيرة”من تصريحات رئيس جهاز “أمان” (الاستخبارات العسكرية) الأسبوع الماضي، بشأن حزب الله، لاعتبارها تصريحات “لا داعي لها”.
وكان رئيس “أمان”، أهارون حليوه، قد صرّح بأنّ, “الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، قريب من خطأ ربما يؤدي إلى حرب كبرى”.
وفي مؤتمر هرتسليا في جامعة “رايخمن”، أضاف حليوه أنّ, “الثقة المتزايدة بالنفس للرئيس السوري، بشار الأسد، في سماحه بإطلاق مسيرات إيرانية من بلاده، ضمن أمور أخرى تخلق إمكانية كامنة لتصعيد كبير في المنطقة”.
وتابع أنّ, “استخدام القوة في المنطقة الشمالية، سواء من لبنان أو سوريا، قد يؤدي إلى التصعيد والتصادم بحجم كبير جداً بين إسرائيل وحزب الله ولبنان”.
لكنّ التقارير الإسرائيلية السابقة أشارت إلى عكس ذلك، حيث تحدّث تقرير في صحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية، عن الخوف الإسرائيلي من تصاعد قدرات إيران وحزب الله، مقابل تأكّل الردع الإسرائيلي.
وأوضح أنّه “بعد عقدٍ كانت فيه إيران إلى حدٍ كبير معزولة ومحاصرة، أصبحت قوة عظمى إقليمية قوية ومعترف بها، وتحالفاتها مع الصين وروسيا تثير قلقاً، وغرامها الجديد مع بعض الدول العربية مزعج”.
وبيّنت الصحيفة أنّ حادثة تقاطع مجيدو في آذار الماضي، وإطلاق القذائف الصاروخية من جنوب لبنان، كان لهما معنى واضح بأن الردع الإسرائيلي تآكّل”.
وقال التقرير إنّه: “في حال حدوث أي تصعيد مع لبنان، صحيح أنّ إسرائيل سترد بقوة كاملة، لكن ردّها الاستراتيجي سيكون ركيكاً وغير مناسب”.
وأضاف أنّ, “إسرائيل غير مستعدة لخطط حرب إيران، وهي منهمكة في أخبار الصحافة الصفراء بدل الانهماك المضني في الحرب القادمة”.
وفي سياقٍ آخر، نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسوؤل سياسي كبير قوله إنّ “هناك مفاوضات تجري بين الأميركيين والإيرانيين للتوصل إلى اتفاق نووي”.
أتى ذلك بعدما أفادت وسائل اعلام إسرائيلية، أمس، بأنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ألغى زيارةً مقررة لـ”إسرائيل”.
وذكرت القناة “13” أنّ بلينكن، “كان من المفترض أن يقوم بزيارة سريعة لإسرائيل كجزء من زيارة للمنطقة، لكنه قرّر الإلغاء”.
وأوضح مصدر سياسي رفيع أنّ “الإلغاء قد يكون إلغاءً تقنياً، لكن لا يمكن تجاهل توقيته الحساس”، معرباً عن اعتقاده بأنّ الأميركيين يحاولون “إزالة قضية النووي الإيراني من جدول الأعمال حتى الانتخابات”.
ويُذكر في السياق، أنّ كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جو بايدن في الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، قام برحلة شبه سرّية إلى سلطنة عمان في وقت سابق من شهر أيار الماضي لإجراء محادثات بشأن التواصل الدبلوماسي المحتمل مع إيران.
ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن 5 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وأوروبيين، لم يكشف عن أسمائهم، أنّ ماكغورك سافر إلى مسقط في 8 أيار الماضي بعد رحلة إلى السعودية مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، وزيارة لـ “إسرائيل” لإطلاع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على المحادثات الأميركية في الرياض.
وبحسب الموقع، فإنّ القضية الرئيسية التي نوقشت هي دفعة دبلوماسية جديدة بشأن برنامج إيران النووي بوساطة عمانية.
ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فإن “البيت الأبيض يستكشف من خلال الحكومة العمانية ما إذا كان الإيرانيون منفتحين على اتخاذ خطوات من شأنها أن تضع بعض القيود على برنامجهم النووي وتهدئة الوضع الإقليمي وما يريدونه في المقابل”