فاجأت زيارة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون دمشق ولقاؤه رئيس النظام السوري بشّار الأسد اللبنانيين والوسط السياسيّ، وطُرحت تساؤلات عمّا يحمله عون في جعبته ليطرحه على الأسد، علماً أنّه طوال فترة عهده لم يزر سوريا.
وبحسب معلومات «النهار»، يحمل الرئيس عون رسالة وساطة فحواها دعوة الرئيس السوري للتدخّل وإزالة الشوائب في العلاقة المستجدّة بين جبران باسيل وحزب الله، علماً أنّ الجانب السوريّ يرى في مواقف باسيل تمادياً وتخطّياً للخطوط الحمر بوقوفه ضدّ حزب الله، خصوصاً أنّ تبنّي باسيل ترشيح جهاد أزعور للرئاسة لن يفتح للأخير الطريق نحو قصر بعبدا، لا بل أنّ أوراق أزعور رغم إحاطته بدعم سياسيّ كبير، فهو بحسب رأي السوريين لن يجعله يجتاز بوابة القصر كرئيس للجمهورية.
وبحسب المعلومات، خيار زيارة دمشق اتُخذ قبل ثلاثة أيام، وسيؤكّد عون أنّ خيار باسيل ضدّ مرشح حزب الله سليمان فرنجيه ليس موجّها بالجوهر ضدّ الحزب ولا ضدّ أمينه العام، ولا ضدّ سوريا، وسيشرح عون الأسباب التي دفعت باسيل إلى رفضه، لذلك سيكون هناك طلب من الرئيس السوري للتوسّط بين باسيل والسيد نصرالله، لإيجاد صيغة تزيل غضب حزب الله وتُبقي باسيل حليفاً متقدّماً لدى الضاحية الجنوبية.
ويرى مراقبون أنّ خروج باسيل عن الحزب تجعله خاسراً حصصاً ومكاسب ومقاعد نيابية، على ضوء الانقسام الحادّ الذي بدأت بوادره تظهر مع وجود عدّة آراء مختلفة داخل التيار بشأن الخيار الرئاسيّ، أدّت إلى التمرّد على قرار جبران باسيل واستدعت من الأخير طلب التدخّل من عمّه الرئيس عون لحلّ المعضلات الطارئة كي لا تتمادى الأمور أكثر.
ويشير مراقبون إلى أنّه «مخطئ من يعتقد أنّ الأمور داخل التيار ستعود إلى سابق عهدها، فالجرّة انكسرت بين أعضائه، ولن يبقى جبران باسيل الوكيل الحصري للتيار على مدى طويل، بل سيفرّخ في التيار عدّة قيادات، وسنشهد انقسامات وانشقاقات، ستبدأ بعد رحيل عمّه الرئيس عون، حفظه الله».
وفي جانب الزيارة إلى سوريا، وانطلاقاً من عدّة معطيات، يريد باسيل الحفاظ على العلاقة مع الحزب لأنّه يعلم أنّ أيّ تبدّل في الخيارات لن يكون سهلاُ ولن يتلقّفه أحد من جانب المعارضة بهذه السهولة، خصوصاً بعد انقلابه على التفاهمات والطعنات التي تلقّاها منه سمير جعجع يوم تمّ التوافق على توقيع ما سُمّي باتفاق معراب، لذلك لا خيار أمام باسيل اليوم وغداً إلّا «حزب الله»