وسط التكهنات الدائرة حول موعد انطلاق الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية، والذي كان مقرراً في الربيع المنصرم، قبل أن يؤجل لتفادي الخسائر البشرية الفادحة، حسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر.
فقد أكد بوتين، اليوم الجمعة، أن “الهجوم المضاد الذي تعد له أوكرانيا منذ أشهر “بدأ” على الجبهة، لكن قوات كييف لم تتمكن من تحقيق أهدافها”، وفق فرانس برس.
كما أضاف في فيديو بثه على تلغرام مراسل للتلفزيون الروسي العام: “يمكننا أن نؤكد تماماً ان هذا الهجوم بدأ”، مردفاً أن “القوات الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي من ساحات المعركة”.
كذلك شدد على أن, “أوكرانيا لا تزال تملك “قدرات هجومية” رغم فشل هجومها المضاد حتى الآن، موضحاً أن “كل محاولات الهجوم المضاد التي جرت حتى الآن فشلت، لكن نظام كييف لا يزال يملك قدرات هجومية”، مؤكداً أن الرد الروسي “سيستند إلى هذه الخلاصة”.
يأتي ذلك بعد أن قطعت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، الطريق على كافة التكهنات حول الهجوم المضاد، قائلة إن “الخطط تحب الصمت، والهجوم المضاد لن يبدأ كما يروج له على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأكدت في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو الفرنسية الخميس أن هذا الهجوم لم يبدأ بعد، لكنه سينطلق قريباً، موضحة أن “الأمور لن تحدث كما يروج له على شبكات التواصل الاجتماعي، بما معناه الإعلان رسمياً بأن الهجوم سينطلق في الساعة العاشرة من هذا اليوم!”.
غير أنها كشفت في الوقت عينه أن هجمات عدة بدأت منذ الأسبوع الماضي باتجاه باخموت، تلك المدينة التي سقطت تحت سيطرة الروس بعد أشهر من المعارك الدامية ضد قوات فاغنر الروسية.
كما شددت على أن انهيار سد كاخوفكا جنوب البلاد، لن يمنع القوات الأوكرانية من المضي قدماً في خططها.
ولفتت إلى تحقيق تقدم واسع على محور باخموت، بما يسمح بحصول اختراق ما.
أما عند سؤالها علام تعتمد القوات الأوكرانية، فأوضحت ماليار أن روسيا لا شك مسلحة بشكل كبير، “لا سيما أنها تستعد منذ 30 عاماً لهذه الحرب”، حسب تعبيرها. لكنها أكدت في الوقت عينه أن لدى الجيش الأوكراني العديد من المزايا أيضاً.
إذ رأت أن النقطة الأولى التي تلعب لصالحه تكمن في أن القوات الأوكرانية تدافع عن أرضها، كما أنها خضعت للعديد من الدورات التدريبية مع قوات الناتو واكتسبت معاييره وأساليبه المتطورة.
وأفادت بأن قوات بلادها تعتمد أساليب في اتخاذ القرارات العسكرية على الأرض “بشكل أسرع وأقل بيروقراطية عن الروس”.
إلى ذلك، اعتبرت أن المساعدات العسكرية الغربية تشكل أيضاً إحدى المزايا المهمة.
يذكر أنه منذ أشهر، كثفت أوكرانيا حملاتها الدولية من أجل حث حلفائها الغربيين على دعمها بمزيد من الصواريخ البعيدة المدى، فضلاً عن المقاتلات الجوية المتقدمة، استعداداً لهذا الهجوم. وقد لبت العديد من الدول هذا الطلب وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية.
غير أن الفياضانات الأخيرة التي تشهدها المناطق الأوكرانية جنوباً بسبب انهيار سد كاخوفكا، قد تؤخر وفق بعض المراقبين خطتها هذه