الهديل

لماذا يحب الناس تناول المأكولات الحلوة والمالحة معاً؟

لا شك في أن هناك كثيراً من الناس -لا سيما في بلاد الشام- يتناولون البطيخ الأحمر أو الأصفر على الإفطار إلى جانب قطع من جبنة الحلوم أو الشلل، كما أن مُعظمنا لا يتناول البطاطس المقلية إلا بعد غمسها بقليل من الكاتشب، ولكن هل سألتم أنفسكم: لماذا نحب تناول المأكولات الحلوة والمالحة معاً؟

 

لماذا نحب تناول المأكولات الحلوة والمالحة معاً؟

إنّ تناول المأكولات الحلوة والمالحة ليس أمراً جنونياً، بل العكس تماماً فهذان المكونان يعملان معاً بشكل أفضل مما تعتقد، وللأمر العديد من التفسيرات العلمية.

 

1- علاقة متبادلة بين الصوديوم والجلوكوز

أخصائية التغذية الأمريكية جيسيكا سويفت، شرحت سبب حب الناس لتناول المأكولات المالحة والحلوة في الوقت ذاته، وقالت: “الحلو والمالح زوجان مثاليان، ويلبّيان معاً رغبة الناس في تناول طعام لذيذ”.

 

وأضافت سويفت وفقاً لما ذكره موقع EatThis الأمريكي، أنّ السبب العلمي وراء ذلك هو أنّ المستقبلات الحسية المسؤولة عن نقل السكريات (ناقل الجلوكوز) إلى الخلايا، لا تفعل ذلك إلا بوجود الصوديوم، وبما أنّ المأكولات المالحة تحتوي على الصوديوم، فإنها تزيد استجابة الناس لتناول الحلو والمالح معاً”.

 

من جهته يؤكد موقع Tailwind Nutrition المختص بالتغذية العلاقة المتبادلة بين الصوديوم والجلوكوز.

 

ويقول الموقع: “يعمل مزيج الأطعمة الحلوة (الجلوكوز) والمالحة (الصوديوم) معاً على تنشيط البروتينات الناقلة، التي تقوم بعد ذلك بضخ المغذيين في مجرى الدم”.

 

بدون الجلوكوز، لن يتم امتصاص الصوديوم في جسمك بسرعة، لذلك، فإن إضافة الجلوكوز تسرع عملية الامتصاص لكلا المغذيين.

2- تتوق أجسامنا بشكل طبيعي إلى الملح والسكر

من جهته، يقول بارب ستوكي مؤلف كتاب “قصص مدهشة وعلوم حول سبب مذاق الطعام”، إنّ الناس الذين يحبون تناول الوجبات السريعة يميلون دائماً إلى تناول الأطعمة الحلوة أيضاً، كما يحدث عند تناول البطاطس المقلية المالحة والكاتشب الحلو.

 

وأضاف وفقاً لما ذكره موقع Business Insider الأمريكي، أنّ هؤلاء الناس تطوروا للانجذاب نحو تناول الأطعمة الحلوة، لأنها مليئة بالسعرات الحرارية، والأطعمة المالحة، لأن الصوديوم معدن أساسي نحتاجه بشدة، وهكذا يصبح تناول هاتين الحاجتين البيولوجيتين معاً مُرضياً للغاية.

 

مأكولات تجمع بين الحلو والمالح في طبق واحد!

وعلى الرغم من التناقض الذي يبدو عليه الأمر، فإنّ في الوطن العربي كثيراً من المأكولات التي تجمع بين الحلو والمالح في آن معاً.

 

في بلاد الشام وتحديداً سوريا، فإن مُعظم الناس هناك يتناولون إفطارهم أو عشاءهم على شكل بطيخ أحمر أو أصفر إلى جانب الجبنة، أو المامونية مع الجبنة، ولا ننسى أيضاً طبق “اللحمة بكرز”.

 

أما الحريرة مع الشباكية فهي واحدة من عجائب بلاد المغرب العربي، إذ إن الحريرة وهي حساء أساسي يتناول عند الإفطار في شهر رمضان أو على العشاء في الأيام الأخرى، تتكون من العدس والحمص وبعض قطع اللحم الصغيرة.

 

ولا يمكن تناول هذا الحساء إلا إلى جانب قطع من الشباكية، وهي حلوى تحضر من الطحين واللوز والسمسم وماء الزهر والزعفران.

 

وفي حال غابت الشباكية من على مائدة الطعام، فإنه يستعاض عنها ببعض قطع التمر الحلو.

 

إضافة إلى أطباق أخرى، مثل اللحم بالبرقوق، وهو عبارة عن لحم مطهي يضاف إليه برقوق مجفف سكري ولوز، وأيضاً بسطيلة الدجاج المكونة بشكل أساسي من دجاج وبصل ولوز وسكر.

Exit mobile version