الهديل

مؤتمر “اداء” عن التزام الحياد: فرعون يدعو للتوافق عل حدود الحياد.. ومراقبون يبحثون عن صلة توقيت المؤتمر باللحظة الإقليمية…

توقف متابعون عند المؤتمر الذي نظمته جمعية “اداء” بالتشارك مع السفارة النمساوية بعنوان التزام الحياد. وفند هؤلاء كلمة الوزير ميشال فرعون الذي دعا فيه إلى “ضرورة أن يتفق اللبنانيون على حدود الحياد”..
ولقد استدرج مؤتمر “اداء” عن “التزام الحياد” الذي حضره حشد واسع من المسؤولين والشخصيات والفعاليات من جميع القطاعات، جملة من الملاحظات التي كان في مقدمها أنه في الوقت الذي لاذ فيه الكاردينال الراعي بالصمت وتوقف عن المضي قدماً بالحديث عن الحياد رغم انه هو من رفع هذا الشعار قبل نحو ثلاثة أعوام؛ فإن جمعية “اداء” أعادت طرحه من خلال مؤتمر التزام الحياد الذي عقدته بحضور حشد ضخم من ممثلي المسؤولين السياسيين والمواقع الاعلامية والاقتصادية؛ الخ…
ان السؤال الذي طرح نفسه في هذا السياق هو عما إذا كان الوزير فرعون الذي لخصت كلمته هدف المؤتمر، هو اجتهاد منه كي يقوم في هذه اللحظة بإعادة الدم السياسي الداخلي لفكرة الحياد التي توقف الكاردينال الراعي عن طرحها في خطبه، أم ان طرح فكرة الحياد عبر مؤتمر تمايز بحضور سياسي ضخم، يشكل تلاقي مع طفرة التطورات التي تحدث في المنطقة والتي جميعها تؤشر الى وقف تدخلات الدول بشؤون بعضها البعض والانتقال إلى سياسات الحياد والنأي بالنفس عن التدخل بالشؤون الداخلية للغير.
إلى ذلك فإن مؤتمر “اداء” امتاز بأنه طرح “التزام الحياد” من منبر يقع وسط بيروت حيث البيئة البيروتية الجامعة ولم ينطلق من منطقة نائية ولها لون واحد.. كما ان الفكرة تنطلق هذه المرة من أحد بيوت الاستقلال التي اتسمت بنكهة لبنانية عربية وأوروبية .. وهذه المزايا مضاف إليها الحضور الواسع خدم مهمة إعادة إحياء فكرة الحياد التي تتعرض لمحاولة طمس تتشارك في تحقيقها أطراف كثيرة؛ بعضها اعتبر دعوته للمشاركة في المؤتمر بمثابة إحراج لها ما قادها للاعتذار عن الحضور..
كما أن عقد جمعية “اداء” لمؤتمر”التزام الحياد”، تأتي أهميته في توقيته الذي يحاكي المناخ السياسي العام في المنطقة؛ حيث الاتفاق الإيراني السعودي له أجندة تتصل بإنهاء التدخلات بشؤون دول المنطقة؛ وحيث أن السياسات الإقليمية والعربية تتجه على خلفية حرب اوكرانيا لإعلان حيادها عن التورط في الحروب الدولية والتزام الحياد المناسب للمصالح الوطنية.
وبالمحصلة فإن مؤتمر “اداء” عن “التزام الحياد” أعاد مفهوم الحياد إلى واجهة التفكير السياسي اللبناني بعد أن كاد يصبح مفهوماً منسياً بفعل إهمال بكركي لإعادة طرحه، أو حتى للتذكير به.. ويبقى السؤال هو هل مؤتمر جمعية “اداء” طرحت “الحياد” كفكرة نظرية للنقاش الواسع، أم أن طرحها وسط المشاركة الحاشدة في المؤتمر يؤشر إلى سياق سياسي داخلي لديه اتصال بسياق سياسي عام يحدث على المستوى المنطقة..
Exit mobile version