خاص الهديل:
جلسة اليوم الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية يمكن تسميتها بجلسة جبران باسيل؛ فالأخير هو الذي خطط لاستدراج الثنائي الشيعي إلى كمين المواجهة السياسية ليس مع جهاد أزعور بل مع المسيحيين ومع الدروز ومع أكثر من نصف السنة.
صار معروفاً أن جبران باسيل لا يريد أزعور رئيساً للجمهورية؛ وهذا ما قاله الرئيس ميشال عون للرئيس بشار الأسد.. وما يريده باسيل هو صورة الوحدة المسيحية بوجه سليمان فرنجية وبوجه خيار الثنائي الشيعي بسليمان فرنجية.. وبعد ذلك يريد باسيل القول لحزب الله أنه على استعداد لفرط الوحدة المسيحية عبر إزاحة أزعور من السباق؛ والعودة للتفاوض مع الشيعة على رئيس جمهورية غير فرنجية وعلى تسوية لا يوجد لجعجع مكان فيها.
وهناك من يقول ان جلسة اليوم تريد ايصال ثلاث رسائل سياسية للداخل والخارج:
الرسالة الأولى هي القول أن الإدارة السياسية الشيعية التي أبلت بلاء حسناً طوال الفترة الماضية من العام ٢٠٠٥ وحتى الأمس القريب، واجهت اليوم فشلاً ذريعاً في إدارة معركة ترئيس سليمان فرنجية، وصار مطلوباً منها (أي الإدارة الشيعية) أن تختار واحداً من خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما التراجع عن ترشيح فرنجية أو مواجهة عزلة داخلية حادة!!
الرسالة الثانية هي أن تؤدي وقائع جلسة اليوم إلى تولد قناعة حاسمة عند سليمان فرنجية مفادها بأنه لم يعد ينفع استمراره في ترشيح نفسه.. وأن الأفضل له إعلان تراجعه عن الترشح للرئاسة؛ الأمر الذي يساعد حزب الله على الدخول في تسوية حول خيار الرئيس الثالث.
الرسالة الثالثة تتمثل في أنه مع انتهاء جلسة اليوم سوف يكون ملف الرئاسة اللبنانية انتقل إلى الخارج، ليتم هناك التفاهم على الاتفاق الرئاسي؛ حيث أنه ما يجدر التنبيه إليه هو أن الاتفاق السياسي الذي يؤدي إلى انتقاء اسم الرئيس وإلى انتخاب الرئيس، أهم من إسم الرئيس؛ فالرئيس ميشال سليمان جاء به إلى الرئاسة اتفاق الدوحة، والرئيس فؤاد شهاب جاء به إلى الرئاسة اتفاق الخيمة بين فؤاد شهاب وعبد لناصر؛ الخ.. وعليه فإن حزب الله ينتظر الاتفاق الذي سيؤدي إلى تسمية الرئيس؛ وهذا الاتفاق لن يحصل في لبنان بل خارج لبنان، وسيتم إسقاطه على الواقع السياسي اللبناني.
ان السؤال الذي ستحمله تطورات الأسابيع المقبلة هو ما هو الثمن الذي يمكن تقديمه لحزب الله حتى يشارك بالتسوية على رئيس من جماعة الخيار الثالث؟
هناك من يقول ان الحزب يريد ضمانات سياسية وأخرى أمنية وثالثة إستراتيجية تتعلق بأهدافه الإقليمية، وبخاصة مع دول الخليج العربي.
بعد جلسة اليوم سيكون هناك انتظار لما سيحدث في الخارج؛ علماً أن هناك مؤشرات خارجية تدعو للتفاؤل بخصوص أن هناك طفرة انفراجات ستشهدها أزمات المنطقة في مرحلة ما بعد هذا الصيف.