الهديل

بكين تحث واشنطن على تجنب “مفاجآت استراتيجية”: لن نتنازل بشأن تايوان

 

قال كبير مسؤولي الشؤون الخارجية في الصين وانج يي، الاثنين، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليكن في بكين، إنه على الولايات المتحدة العمل مع بلاده على إدارة الاختلافات، مشيراً إلى أن ذلك ضروري بهدف تجنب “المفاجآت الاستراتيجية”.

وفيما أكد بأن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وصلت إلى نقطة متدنية، قال وانج يي، إن “السبب الأساسي هو التصور الخاطئ للولايات المتحدة” تجاه الصين.

وأضاف وانج يي، حسبما ىنقل تلفزيون CCTV الرسمي الصيني: “يجب أن نتخذ موقفاً مسؤولاً تجاه شعوبنا والتاريخ والعالم، ونعكس مسار التدهور للعلاقات الأمريكية الصينية”.

إلى ذلك، شدد كبير الدبلوماسيين الصينيين على أن بلاده “لن تقدم أي تنازلات أو تسهيلات بخصوص قضية تايوان”، مشدداً على أن الحفاظ على “الوحدة الوطنية سيبقى دائماً في صلب مصالح الصين”.

وتابع “يجب على الولايات المتحدة أن تحترم فعلا مبدأ الصين واحدة، واحترام سيادة الصين وسلامة أراضيها”.

والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، في بكين كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانج يي، في اليوم الأخير من زيارته إلى الصين، فيما يسود الترقب بشأن لقاء محتمل مع الرئيس الصيني شي جين بينج.

والتقى بلينكن، وانج يي، في دار الضيافة الحكومية “دياويوتاي” في بكين، وتبادلا المجاملات لفترة وجيزة قبل توجههما لعقد اجتماع مغلق.
لقاء مرتقب مع شي

والأحد تحدّث بلينكن، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور بكين منذ نحو 5 سنوات، مع نظيره الصيني تشين جانج، في اجتماع استمر سبع ساعات ونصف الساعة.

وأعلن الجانبان أن وزير الخارجية تشين جانج وافق على زيارة واشنطن في وقت لاحق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بلينكن شدّد على “أهمية الدبلوماسية والحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة بشأن كل القضايا للحد من مخاطر سوء الفهم وسوء التقدير”، واصفاً المحادثات بأنها كانت “صريحة وجوهرية وبنّاءة”.

ويسود الترقب في اليوم الأخير من زيارة بلينكن، بشأن ما إذا كان سيلتقي الرئيس شي جين بينج.

ونقلت “رويترز” عن مصدر أميركي، قوله إنه من المتوقع عقد لقاء بين بلينكن والرئيس الصيني، في وقت لاحق الاثنين، “لكن لم يتم تأكيد الأمر بعد من قبل الخارجية الأميركية”.
علاقات في أدنى مستوياتها

ويعقد بلينكن، الاثنين، مزيداً من الاجتماعات ويلقي كلمة أمام الصحافيين قبل المغادرة، علماً بأنه لم يدل هو ونظيره الصيني بأي تعليقات في اليوم الأول للزيارة، واكتفيا في ظهورهما أمام الصحافة بالتقاط صور وهما يتصافحان أمام علمي البلدين في دار الضيافة الحكومية.

لكن خلف الأبواب المغلقة، قال تشين لنظيره الأميركي إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين “في أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية” عام 1979، وفق ما أورد تلفزيون CCTV الصيني الرسمي.

وأضاف تشين خلال المحادثات، إن ذلك “لا يتماشى مع المصالح الأساسية للشعبين، ولا يلبي التوقعات المشتركة للمجتمع الدولي”، وفق المصدر نفسه.

وقلل مسؤولون أميركيون، قبل أيام، من التوقعات بإحراز تقدم كبير خلال الزيارة، لكنهم قالوا إن الهدف الرئيسي لبلينكن سيكون إنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحول التنافس الاستراتيجي بين البلدين إلى صراع.

ويتوقع محللون ومسؤولون أميركيون، أن تمهد زيارة بلينكن الطريق لمزيد من الاجتماعات بين البلدين في الأشهر المقبلة، بما في ذلك زيارتان محتملتان لوزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا رايموندو.
لقاء متوقع

كما يمكن أن تمهد الزيارة لعقد اجتماعات بين الرئيس شي ونظيره الأميركي جو بايدن في قمم متعددة الأطراف في وقت لاحق من العام الجاري.

وقال بايدن للصحافيين، الأحد، عن واقعة منطاد التجسس التي حدثت في فبراير الماضي، إنه “لا يعتقد أن الزعامة الصينية علمت الكثير عن مكان المنطاد أو ما قام به”، معرباً عن أمله في عقد لقاء مع شي “قريباً”.

وأضاف: “آمل أن ألتقي مع شي مجدداً، ونتحدث عن الاختلافات المشروعة التي لدينا ونتطرق أيضاً لكيفية وجود مجالات يمكننا فيها أن نتفق”.

يرجّح أن يحضر الرئيسان قمة مجموعة العشرين المقبلة المقررة في سبتمبر المقبل في الهند، بينما تم توجيه دعوة إلى الرئيس الصيني للتوجّه إلى سان فرانسيسكو في نوفمبر، عندما تستضيف الولايات المتحدة منتدى التعاون الاقتصادي بين آسيا و دول المحيط الهادئ.

وتدهورت العلاقات بين البلدين في شتى المجالات ما أثار مخاوف من احتمال اشتباكهما عسكرياً يوماً ما بسبب قضية تايوان التي تقول الصين إنها تابعة لها، كما أنهما على خلاف بشأن قضايا منها التجارة وجهود واشنطن لكبح صناعة أشباه الموصلات في الصين وسجل بكين في مجال حقوق الإنسان.

Exit mobile version