كتب عوني الكعكي:
أتوجه اليوم الى معالي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب متسائلاً:
ماذا فعلتم بالسفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان المحسوب على «العونيين» والذي رُفِعتْ ضدّه قضيتا اغتصاب وتعنيف من موظفتين كانتا تعملان في السفارة اللبنانية في باريس؟
وما هي خلاصة التحقيقات التي انتهت إليها بعثة الخارجية برئاسة الأمين العام للوزارة الى فرنسا لمتابعة القضية؟ وما هي الاجراءات المتخذة بحقه، وهو الذي هرب من فرنسا الى لبنان؟
قضية السفير رامي عدوان أثارت دهشة المراقبين واستغرابهم، إذ ان مثل هذه التهمة تمسّ الديبلوماسية اللبنانية في الصميم.
فقد فُتِح تحقيق في فرنسا بتهم الاغتصاب وممارسات عنفية متعمّدة، يستهدف سفير لبنان لدى باريس رامي عدوان المعيّـن من قِبَل جبران باسيل والمحسوب على العونيين، وهو صديق خاص لصهر الجنرال، بعد شكويين تقدّمت بهما موظفتان سابقتان في السفارة، وفق ما أفادت مصادر قريبة من التحقيق…
الخبر نشره موقع «ميديا بارت» الفرنسي، وأفاد ان الموظفة الأولى واسمها آفا تبلغ 31 عاماً، وقد تقدمت في حزيران 2022 بشكوى قالت فيها إنها تعرّضت للاغتصاب في أيار 2020 في شقّة خاصة تابعة للسفير.. وتؤكد الموظفة السابقة في شكواها رفضها إقامة علاقات جنسية معه وعمدت الى الصراخ والبكاء.
وتابعت المدعية التي كانت تشغل منصب محرّرة أنّ عدوان تعرّض لها بالضرب خلال شجار في مكتبه، وأنه رماها بمنفضة سجائر أمام موظفين آخرين. ثم في ربيع عام 2019 وجّه إليها واثناء وجودها في سيارته صفعات قوية على ساقيها، لأنها تجرأت بالتحدث الى السائق اثناء إجرائه اتصالاً هاتفياً. وتصاعد العنف أكثر أواخر شهر آب 2020، وحسب ما روت الشابة أنه بعد شجبها أفعاله، أخذ السفير حقيبة يدها، وقبل أن يرمي أغراضها من النافذة أمسكت هاتفه وهددته بإلقائه من النافذة أيضاً. أضافت: ذات مرّة ركلني مرتين في ركبتي وأمسك بمعصمي ودفعني باتجاه النافذة.
وفي نيسان 2021 أخطرت آفا السفير انها ستترك منصبها، وبدت مصمّمة على تقديم شكوى ضدّه.
أما الفتاة الثانية وتُدعى غابرييل (28 عاماً)، فقد تقدّمت بشكوى ضد السفير مدّعية انها كانت ضحية للعنف الجسدي. ففي إحدى الأمسيات من شهر أيار 2022، وبعد إحدى حفلات الأوبرا في باريس، صفعها عدوان مرّات عدّة (وهي تحمل صوَراً تثبت قولها)، وتظهر الصوَر انها تعرّضت لخدوش وانتفاخ على مستوى الساقين، تضيف غابرييل:
كما تحدثت عن علاقات جنسية غير رضائية معه خوفاً منه.
وبعد تناول غداء في إحدى المطاعم في أيلول 2022 تقول: «أجبرني على ركوب سيارته وضربني على رأسي بعدما رفضت ممارسة الجنس معه». واتهمت السفير بمحاولة قتلها عندما غادرت السيارة وحاول دهسها بالسيارة فانزلقت وتأذت قدماها وهي تحتفظ بصوَر الأشعة.
وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية يومذاك أنها سترسل فريق تحقيق الى باريس على خلفيّة الشبهات التي تحوم حول السفير، واللجنة برئاسة الأمين العام للوزارة وعضوية مدير التفتيش.
نذكر هنا أنها ليست التجاوزات الأولى للسفير عدوان. ففي عام 2017، وفي عهد الرئيس السابق ميشال عون، حين كان جبران باسيل وزيراً للخارجية… صدر مرسوم التشكيلات الديبلوماسية وعيّـن وبحسب المرسوم رامي خليل عدوان سفيراً فوق العادة مطلق الصلاحية لدى الجمهورية الفرنسية… وأثار تعيينه يومذاك عاصفة من الاستنكارات بسبب كون عدوان ديبلوماسياً من الفئة الثالثة، وجرى تهريب ترقيته الى الفئة الثانية في مجلس الوزراء، وأيضاً هو من خارج ملاك السلك الخارجي في وزارة الخارجية.
وكانت في حقه شكاوى عديدة من سفير لبنان السابق في هولندا زيدان الصغير بتهم إساءة التصرّف وعدم احترام الآخرين… وكان يرتاد الملاهي ويرقص طرباً على أنغام الموسيقى الشرقية ويضرب على الدف بمهارة… وهذا مخالف لأدنى القواعد الموجبة لتولي المسؤوليات الرسمية، كما كانت علاقاته بالجالية اللبنانية سيّئة جداً.
ويُقال بأنّ عدوان جاء من باريس الى بيروت هرباً من الملاحقة التي سيتعرّض لها في حال رُفعت عنه الحصانة الديبلوماسية…
فهل استبيحت الديبلوماسية اللبنانية بسبب تدخل السياسيين بها؟ وهل لجبران باسيل و»التيار العوني» يَدٌ في كتم المعلومات وإيقاف التحقيق بحق رامي عدوان؟
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*