تراند جديد”حفلات الطلاق”!
يُعاني لبنان، منذ سنوات، من سلسلة أزمات مُتلاحقة وتحديداً من وضع سياسي واقتصادي صعب، مما انعكس بشكلٍ سلبي على طبيعة الحياة الزوجيّة والعائليّة نتيجة تفاقم الضغوط والتوترات والواجبات وغيرها. لذلك، شهدنا في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في معدّلات الطلاق لأسباب عدّة، وانتشرت معها أخيراً ظاهرة أو “تراند” الاحتفال بالطلاق المُنظّم من شركات مُعيّنة، مع نشر صور وفيديوهات لشبان وشابات يحتفلون ويرقصون بوجود فنان وفرقة موسيقية، مصحوباً بلافتة كُتب عليها just divorced على مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول إحدى المُطلّقات التي احتفلت مع أصدقائها فور الإعلان عن طلاقها: “أنا فخورة لأنني اتخذت هذا القرار بعد سنوات من التوتر والضياع والمشاكل والعنف المعنوي والمادي”، مُعتبرةً أن الاحتفال “هو أقل ما يُمكن أن أفعله لإنهاء حالات التوتر والألم والمشاكل اليومية والاضطرابات وفتح صفحة جديدة في حياتي والتطلّع نحو مُستقبل وحياة جديدة، ولا يجب اعتبار هذه المناسبة حزينة”.
وتشير الـrelationships coach سالي نعمة الى أن “تراند” الاحتفال بالطلاق برز أخيراً في مجتمعنا كأي حفلة عادية. والاحتفال يتم عادةً عندما يحصل تغيير في حياة شخص أو يبدأ بشيء جديد في حياته.
وتقول نعمة، في حديث لموقع mtv: الهدف من هذه الاحتفالات هو جعل الطلاق حالة طبيعيّة أكثر و يخرج من دائرة “المحظورات”.وتضيف: “أصبحت ظاهرة مُنتشرة بكثرة حالياً بسبب تغيّر أمور عدّة في مجتمعنا وحياتنا، اذ بات يُعتبر الزواج ليس كل شيء في حياة المرأة والاستقلالية أصبحت موجودة أكثر ومُهمّة. إنها التحرّر والاستقلالية والقوّة والبدايات الجديدة”.الطلاق في شكل عام هو مسارٌ صعب، بغض النظر اذا كان جيداً أم لا، أو اذا كان القرار صائباً أم لا، أو حتّى حصل عن اتفاق مُسبق بين الجانبين.لذلك، يُمكن اعتبار هذا الاحتفال فرصةً ليكون الشخص مُحاطاً بالأشخاص الذين يُحبّونه ويُساعدونه ويتلقّى الدعم المعنوي منهم، ويُمكن أن يؤثّر بطريقة ايجابية”.في بعض الأحيان يكون الزواج مؤذياً ومُدمّراً للشخص، فأقل ما يُمكن فعله هو الاحتفال بالطلاق، بحيث يعتبر الشخص حفلة الطلاق نوعاً من الإنتصار وبداية جديدة له وحرية وفرصة لتحقيق الذات، كالإحتفال بالعرس… إنها بمثابة الانتقال من مرحلة والتعبير عن الجهوزية لفتح صفحة جديدة”