كتب عوني الكعكي:
عندما سمعت بتكليف الشيخ احمد نواف الاحمد الجابر الصباح تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت وأسماء الوزراء الذين عُيّنوا لفتني ثلاثة أسماء: الأول الشيخ احمد فهد الاحمد، والثاني سعد البراق، والثالث الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح.
أبدأ بالشيخ احمد فهد الاحمد الذي عُيّـن وزيراً للدفاع… وهنا تذكرت رحمة الله عليه والده الشيخ فهد الاحمد الشهيد الأول في غزو الكويت صيف 1990، والذي قُتل على باب منزله.
وكانت تربطني بالمرحوم الشهيد الشيخ فهد الاحمد صداقة وأخوّة قوية جداً بدأت عام 1982 يوم انتخب الشيخ فهد رئيساً للمجلس الاولمبي الآسيوي… يومذاك كنت ممنوعاً من دخول الكويت، لأنني كنت ضد سياسة الكويت المنحازة والمؤيّدة بشكل مميّز للرئيس السابق صدّام حسين، وكبادرة تقدير مني أن يصل مواطن عربي ومن الخليج العربي الى موقع رياضي مميّز، ارتأيت أن تكون على «صدر» مجلة «أولمبياد» الرياضية التي أملكها مع شقيقي الاستاذ معين صورة الشيخ فهد.
بعد يومين من صدور العدد تلقيت اتصالاً من الكويت يقول لي: «الشيخ فهد يريد أن يكلمك». فقلت له: أهلاً وسهلاً.
فعلاً، شكرني على الغلاف ودعاني لزيارة الكويت، وهكذا سافرت الى الكويت بعد انقطاع دام 5 سنوات بسبب موقفي من الرئيس صدام حسين.
في الكويت رحّب الشيخ فهد بي، وكان معي مدير التحرير الاستاذ علي معروف والزميل عمر الناطور، ما ترك بي أطيب الأثر. وبقيت بضيافته أسبوعاً. طبعاً قمت بجولة على الملاعب الرياضية، وكانت فرصة للاطلاع على النهضة الرياضية المميزة التي قام بها الشيخ فهد.
مرة ثانية، زرت الكويت وكانت أيضاً بدعوة من الشيخ فهد. يومذاك أجريت حديثاً معه، «فتح» لي فيه قلبه. وقال إنّه ضد حكومة الشيخ سعد العبدالله لأنها حكومة تجار ولا تهتم بشؤون الفقراء في الكويت.
اتصل الشيخ صباح شقيق، الشيخ فهد، بي، وكان وزيراً للخارجية ودعاني الى مكتبه، وفوجئت بوجود الشيخ فهد. قال لي الشيخ صباح: «ليس في مصلحة الكويت أن تنشر على لسان الشيخ فهد هذا الكلام الذي علمت به بالصدفة، وأطلب من شقيقي الشيخ فهد أن يطلب منك إعادة كتابة الحديث والابتعاد عن المواضيع الساخنة التي تضر بمصلحة الكويت، وتزيد الخلافات في الحكم». استجبت لطلب الشيخ صباح والشيخ فهد.
طبعاً، الولد سر أبيه.. إذ انتقلت محبتي من الشيخ فهد الى الشيخ احمد ابنه الشاب المميز الصريح الجريء القوي صاحب المواقف التي لا يتجرّأ على قولها إلاّ الرجال الرجال.
الشيخ احمد نسخة طبق الأصل عن والده.. تعرفت عليه في الكويت أيضاً، وزرته أكثر من مرة، وأتذكر انه كان وزيراً للإعلام، جاء الى بيروت ودعا مجموعة من الصحافيين الى فندق «فينيسيا»، وجلسنا معه في جلسة حوار لمدّة ساعتين، كان يحذّر فيها من الارهاب، وكان هذا الموضوع غير مطروح في ذلك الوقت الذي تطوّرت بعده الأحداث.
بالعودة الى الحكومة التي تشكلت أخيراً في الكويت وكما قلت، فإنّ هناك رئيساً للحكومة لا أعرفه، لكن عندي الكثير من المعلومات عنه وأتوقع له النجاح في مهمته، خصوصاً أنّ الكويت ومنذ فصل ولاية العهد عن رئاسة الحكومة أصبحت تعيش حالاً غير مستقرّة، ويكفي أن يكون عدد الحكومات التي تشكلت قد وصل الى 24 خلال 17 سنة، فكيف يمكن لأي حكومة أن تنتج.
اليوم هناك ثلاثة عوامل لنجاح هذه الحكومة:
الأول: إنّ رئيس الحكومة مميّز ويستطيع أن يفرض هيبته على مجلس الأمة.
الثاني: وجود وزير كالشيخ أحمد الفهد عنده شعبية واسعة، وهو رجل قوي وجدّي يرغب في إنقاذ الوضع في الكويت.
الثالث: وجود وزير مميّز في الخارجية ومن أنجح رجالات الأعمال، حيث بصماته في وزارة الاتصالات وفي العالم الجديد الذي هو عالم mobile، وكان رئيس أكبر شركة ومن أنجح المدراء، أعني به الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح.
والجدير ذكره ان الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح هو أحد مؤسّسي وزعماء دولة الكويت، وكان له دور كبير في تأسيس دولة الكويت، وقد تبوّأ مراكز ووزارات مهمة، وكان من الأرقام الصعبة التي حكمت الكويت.
والجدير ذكره كذلك، ان والدته هي شقيقة النائب والوزير السابق طلال المرعبي، وابن خالته هو وزير الاقتصاد الحالي في حكومة تصريف الأعمال.
هنيئاً للشعب الكويتي بهذه الحكومة متمنياً لها ولوزرائها النجاح من أجل رفعة الكويت ومصلحة الشعب الكويتي الشقيق.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*