الى حجاج بيت الله الحرام نرجو أن تخصوا بلدكم لبنان بالدعاء
*بقلم الشيخ مظهر الحموي*
في هذه الأيام المباركة تلهج الألسن بالآمال وتنعقد الأفئدة والمهج بالتمنيات في أن يؤدي حجاج بيت الله الحرام مناسكهم ويعودوا الى أهلهم سالمين وقد غفر الله ذنوبهم وتقبل طاعاتهم .
نتطلع إليهم اليوم راجين أن يحملوا معهم أملنا بأن يدعوا لإخوانهم في لبنان الذين أصبحت المآسي تصابحهم وتماسيهم تراوحهم وتغاديهم بأن يخرجوا مما هم فيه.
نسألهم أن يجأروا بالدعاء ليكشف الله الغمة عن اللبنانيين الصابرين على إنهيار الأوضاع السياسية و الإقتصادية والإجتماعية والصحية والوبائية .
وأن يدعوا لإخوانهم المسلمين أينما كانوا بالفرج القريب والنصر المبين بإذن الله تعالى.
لأن هذه الامة تحفل بهموم شتى من تكالب الأمم عليها في أكثر من قطر وبلد مما يحدونا الى أن نبسط أيدينا بالدعاء الى الله مع حجاجنا بأن يفرج عن فلسطين الصابرة المجاهدة والتي يتعرض شعبها كل لحظة الى الإعتداءات الصهيونية الحاقدة من قتل وتدمير في المنازل والممتلكات وإنتهاك لحرمة المسجد الأقصى ، وإعتقال الشباب وإغتيال الآمنين في ديارهم وهدم البيوت وإحتشاد سجون العدو بعشرات الآلاف من الأسرى من أبناء هذه الأمة .
كما أننا نتوسل إليه سبحانه وتعالى بأن يلتئم شعب السودان وتنتهي همومه وفتنه وان يتحقق له الإستقرار ووحدة البلاد وتنتهي سيطرة الغرباء على أرضه.
ونأمل من حجاجنا أن يلتمسوا من هذه الفريضة أطيب المعاني المباركات التي توحيها تلكم المناسك الشريفة صبرا ورضى بقضاء الله والعهد معه على أن لا يعودوا الى الوقوع في حبائل الشيطان وإرتكاب الذنوب والمعاصي والآثام .
ومع إحتشاد بضعة ملايين من حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة وبعد أيام في منى وعرفات تسمو النفوس بهذه الحشود المؤمنة والتي أقبلت من كل فج عميق ومن كل جنس ولون ولسان ليؤكدوا معاني التراحم والتواصل والوحدة في أضخم مؤتمر سنوي يتوافد إليه المؤمنون طواعية لله سبحانه وتعالى في أروع نداء ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك)
عسى الله أن نستقبل وفود العائدين من الديار المقدسة سائلينه سبحانه أن يتقبل من حجاج بيته الحرام دعواتهم وخاصة من أجل لبنان وقد هدأت أحوالنا السياسية وخفتت أزماتنا الإقتصادية وتحسنت أوضاعنا المعيشية ، بعد أن بلغت القلوب الحناجر ولم يعد لنا من أمل يرتجى إلا من الله عز وجل أن يلهم حكمة العقلاء ليقودوا السفينة الى بر السلام والأمان…
نتضرع الى الله( عز وجل) مع حجاجنا (وفي هذه الأيام المباركة) أن يخرج لبنان من تكالب الأمم عليه وأن يلتئم شمله وتنتهي همومه وفتنه ، وأن يتحقق للشعب اللبناني الإستقرار وأن يمنع عنه التشرذم وينزع من بين ظهرانيه الخلاف والشقاق والفتن المذهبية، وأن يحقق الوحدة والعزة والتقدم بإندحار المفسدين المستغلين الذين أكلوا ثرواته وخيراته.
وتحتشد الأمنيات تتزاحم متلهفة في أن يمن الله على هذه الأمة بالهداية والرشاد بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى ﷺ حيث الفلاح والسعادة في الدارين .
ونحن نستنشق عبق عبير الحج ، فإن أفئدتنا تهفو الى الحرمين الشريفين والى المشاعر المقدسة نتطلع الى أن ييسر الله لنا مشاركة حجاج بيت الله الحرام لأداء هذه الفريضة المباركة في العام المقبل إن شاء الله ، حيث يستجلي المؤمن هناك أروع معاني السكينة والإطمئنان ويستذكر مقاصد هذه الفريضة وعظاتها ليعود إن شاء الله مبرءاً وقد غفر الله ذنبه.
هي خواطر تتزاحم في نفس كل من يقف وهو يشاهد عبر وسائل الإعلام حجاج بيت الله الحرام يتوافدون الى الديار المقدسة ويطوفون بالبيت الحرام ، يحثهم على الدعاء لبلدنا لبنان وللأمة الإسلامية جمعاء.