الهديل

خاص الهديل: لهذه الأسباب أسقط حزب الله المسيرة الإسرائيلية فوق زبقين!!

خاص الهديل:

منذ سنوات هدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بأن الحزب قرر تغيير قواعد الاشتباك وذلك لجهة عدم السكوت على استمرار استباحة الطائرات الحربية الإسرائيلية للسماء اللبناني. وقال نصر الله حينها أن توقيت قيام الحزب بضرب طائرات العدو عند دخولها السيادة اللبنانية هو أمر متروك لقيادة الحزب. 

وأراد نصر الله آنذاك أن يفهم المستمع لخطابه أن تهديده لا يعني أن كل طائرة إسرائيلية تخرق سماء لبنان سيسقطها الحزب، بل ما يعنيه نصر الله هو أن الحزب أخذ قراراً بالتصدي للاستباحة الجوية من قبل إسرائيل لسماء لبنان وهو سيختار متى يعترض الطائرات الإسرائيلية ومتى لا يفعل ذلك. 

وبالفعل فإنه منذ أن أطلق نصر الله تهديده بأن قواعد الاشتباك مع إسرائيل في سماء لبنان تغيرت لمصلحة اعتراض الطائرات الإسرائيلية؛ فإن الحزب لم يقم بتوجيه النار ضد الطائرات الإسرائيلية وهي تحلق في سماء لبنان سوى مرات قليلة علماً أن المسيرات والمقاتلات الجوية الإسرائيلية تحلق كل يوم تقريباً في الأجواء اللبنانية. 

..وأمس حصلت واحدة من العمليات النادرة التي يتصدى بها الحزب للمسيرات والطائرات الإسرائيلية عندما تخرق السيادة الجوية اللبنانية؛ حيث قامت مضاداته الجوية بإسقاط مسيرة إسرائيلية بعد دخولها إلى منطقة بلدة زبقين، أي بعد دخولها مسافة ٧ كلم داخل الأجواء اللبنانية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو ما هو المعيار الذي يستخدمه حزب الله حتى يقرر توقيت التصدي للخروقات الجوية الإسرائيلية؛ واستدراكاً، لماذا قرر حزب الله أمس إسقاط المسيرة والتصدي للخرق الجوي الإسرائيلي؟؟..

تجيب مصادر مطلة على تفكير حزب الله بالقول هناك عدة أمور تجعل حزب الله يقرر التصدي في توقيت معين للخرق الجوي الإسرائيلي: 

بين هذه الأمور هو اعتقاد الحزب بأن التوقيت الذي يمر فيه الوضع الأمني والعسكري بينه وبين إسرائيل، يعتبر توقيتاً خطراً، وذلك لجهة وجود احتمال بأن تكون إسرائيل بوارد توجيه ضربة لحزب الله، أو بوارد التفكير بذلك. 

وهنا يتم أخذ قرار التصدي للخرق الجوي في هذا التوقيت لسببين؛ الأول إفهام إسرائيل بأن المقاومة قادرة على الرد وهي يقظة عسكرياً؛ والثاني هو التوجه لإسقاط مسيرة التجسس الإسرائيلية، وذلك للاستيلاء على أفلام الكاميرات فيها بهدف معرفة ما إذا كانت تغيرت نوعية الأهداف التي تهتم إسرائيل باستطلاعها عبر مسيرات التجسس التي ترسلها دائماً إلى لبنان.

باختصار إن قرار إسقاط مسيرة إسرائيلية داخل الأجواء اللبنانية، يتخذه حزب الله أولاً: إذا كان هناك لدى حزب الله حذر أمني أو عسكري؛ ويريد توجيه رسالة لإسرائيل بأن إصبع المقاومة على الزناد.. 

..وثانياً إذا كان الحزب يخشي من نجاح إسرائيل بإحداث تطور أو اختراق استخباراتي إسرائيلي في الجنوب؛ وهنا يتم إسقاط مسيرة العدو من أجل البحث في فيديو الصور الذي التقطته لمعرفة معطيات عن أمكنة ذات صلة بهذا الخرق.. 

..وثالثاً كون حزب الله يريد دائماً أن يكون له حضور عسكري مميز عندما يكون هناك احتدام للمعارك بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين داخل فلسطين.. فحزب الله له مصلحة كبرى بإظهار أن هناك ترابطاً بين جهاده والقضية الفلسطينية.

وأمس كان الحزب يريد تسجيل بصمته العسكرية على كل هذه المستويات الثلاثة المشار إليها أعلاه؛ ولذلك أقدم أمس في ذروة الاشتباك الفلسطيني مع الإسرائيلي على إسقاط المسيرة الإسرائيلية بعد تخطيها الأجواء اللبنانية بعمق ٧ كلم.. وفعل ذلك أيضاً في ذروة تأزم الوضع الداخلي وتحشد الكثير من القوى اللبنانية وراء شعار أن حزب الله يضر بسيادة الدولة بسبب سلاحه وحروبه في الخارج. ولقد تقصدت مقدمة نشرة أخبار المنار أمس انتقاد الذين يتحدثون عن السيادة الوطنية، في حين أن هؤلاء بلعوا أمس ألسنتهم عندما عرفوا أن الحزب انتصر للسيادة اللبنانية على سمائها وقام بإسقاط مسيرة العدو بعد دخولها ٧ كلم داخل الأجواء اللبنانية.

Exit mobile version