تعيشُ بلدة بشرّي حالة من التوتر الشديد عقب حادثة مقتل الشاب هيثم طوق في ظروفٍ غامضة بمنطقة القرنة السوداء، وذلك قبل الإعلانِ عن مقتل شابٍ ثانٍ من آل طوق أيضاً يُدعى “مالك” وذلك ضمن المحلة المذكورة نفسها
وفي المعلومات الأولية، فقد أفيد عن أن الشاب هيثم طوق قُتل إثر إصابته برصاص قنّاص من مسافة بعيدة، فيما تضاربت الروايات بشأن مقتل الشاب الثاني الذي نُقلت جثته إلى مستشفى بشري الحكوميّ.
وفي إطار متابعة التحقيقات التي يجريها القضاء في الجريمة المشبوهة، زارت قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار مستشفى بشري الحكومي حيث جثة القتيل الأول هيثم، على أن تنتقل لاحقاً الى مستشفى السيدة في زغرتا حيث نُقلت جثة القتيل الثاني مالك، مع الإشارة الى أن النائبة العامة الاستئنافية في الشمال القاضية ماتيلدا توما كانت باشرت باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة فور شيوع خبر جريمة القتل قنصاً.
ميقاتي يتابع القضية
وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حادث مقتل الشاب طوق بالرصاص عبر سلسلة اتصالات أبرزها مع قائد الجيش العماد جوزيف عون والمراجع الأمنية والقضائية المختصة.
وشدد الرئيس ميقاتي على أن “هذه الحادثة مدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم”.
كذلك، أكد ميقاتي خلال اتصال مع نائب بشري السيدة ستريدا جعجع على”ضرورة تحلي الجميع بالحكمة وعدم الانجرار الى اي ردات فعل، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه”.
جعجع
من جهتها، أكّدت النائبة ستريدا جعجع أنّ “الجريمة النكراء وقعت في وضح النهار، ولا يمكن أن يكون الحلّ إلّا بإحقاق الحق وسوق المجرمين إلى العدالة”، داعية أهالي المغدور وأهالي بشري إلى “التحلي بالصبر والهدوء بانتظار انتهاء التحقيقات وجلاء الحقيقة”.
بري يتصل بكرامي
وناشد رئيس تيار الكرامة وعضو تكتل التوافق الوطني النائب فيصل كرامي الأجهزة الأمنيّة والجيش والقضاء “أن يتحرّكوا سريعاً من أجل العمل على تبيان حقيقة ما حصل في القرنة السوداء”، طالباً من أهالي بلدتي بشري وبقاعصفرين الجارتين “أن يحتكموا إلى العقل والحكمة، وأن يكون القضاء هو المرجع الوحيد لحلّ الموضوع”.
بدوره، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً بكرامي دعاه فيه إلى “توخّي الحكمة في التعامل مع الحادثة الأليمة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق”، كما دعا من خلاله “أهالي بقاعصفرين والضنية إلى عدم الانجرار وراء الاحكام المسبقة والشائعات بانتظار جلاء الحقيقة الكاملة”.
وأعرب كرامي عن شكره لبرّي و”حرصه على الاستقرار العام وخصوصاً بين الجارين بشري وبقاعصفرين”، واعداً إيّاه “تحكيم العقل والضمير في هذه المسألة وفي كل ما يتصل بالامن والاستقرار الاجتماعيين”.
وكان كرامي أجرى اتصالاً بقائد الجيش وأثنى على الحكمة التي يتعامل بها الجيش اللبناني وقائده مع هذا الموضوع، داعياً إيّاه إلى “الضرب بيد من حديد لكل من تُسوِّل له نفسه اللعب بالاستقرار الأمني”، متمنّياً عليه “الإسراع في كشف ملابسات الحادثة ووأد الفتنة في مهدها”.
بلدية بشري
وفي بيان لها، استنكرت بلدية بشرّي بشدّة الحادثة التي أودت بحياة هيثم طوق بـ”رصاص القنص الجبان في منطقة القرنة السوداء.
وطالبت البلدية السلطات الأمنيّة والقضائية المبادرة إلى توقيف المجرمين وسوقهم إلى العدالة، مؤكدة أن القرنة السوداء هي أرضُ تابعة لبشرّي.
بلدية بقاعصفرين
بدورها، استنكرت بلدية بقاعصفرين الحادث، طالبة “عدم زجّ اسم منطقة الضنيه عموماً وبقاعصفربن خصوصاً به، لما له من تداعيات خطيرة”، وأضافت في بيان: “نضع ثقتنا الكاملة بالأجهزة الأمنيّة والجيش اللبناني والقضاء المتخصّص من أجل العمل على تطبيق القانون وجلاء الحقيقة ووأد الفتنة”