الهديل

أميرة تدفع ثمن قرار انفصالها.. وشقيقتها تروي الفاجعة

 

كانت أميرة مغنية تحاول بناء حياتها من جديد بعد أن وصلت إلى حائط مسدود في حياتها الزوجية، تعرضت للعنف والإهانات والخيانة، وبعد أن طفح الكيل قررت الانفصال عنه منذ سنة، في حين كانت الدعوى القضائية للطلاق جارية في احدى المحاكم في أوستراليا.

 

عند الساعة الخامسة والنصف ظهراً، كُتب على أميرة أن تواجه الموت على يد من ضحت بحياتها من أجله ومن أجل أولادها الثلاثة لأكثر من 10 سنوات، خنقها ورمى جثتها في الخارج “متنصلاً من فعلته”.

ألقي القبض على زوجها في حين تعمل عائلة المغدورة على السفر إلى أوستراليا للبقاء مع الأولاد أو استقدامهم إلى لبنان كما كانت أميرة تخطط. لم تكتمل فرحتها في قدومها إلى لبنان، قرر زوجها أن يسبق الوقت وينغص الفرحة بجريمة بشعة هزت أوستراليا.

10 نساء وقعن ضحايا العنف الزوجي منذ كانون الثاني حتى اليوم، وفق ما أكدته مديرة منظمة جمعية “كفى” زويا روحانا لـ”النهار”، وهذه الحالات المسجلة هي التي تمّ توثيقها في الإعلام في حين أن العدد قد يكون أكبر ولم يُبلغ عن الحالة أو نعرف بها. كما هناك 3 محاولات قتل حيث نجت النساء من الموت بأعجوبة، بينما سُجل 7 حالات انتحار لنساء بظروف غامضة.

وانطلاقاً من هذا الواقع المأسوي، تطالب روحانا بتسريع المحاكمات لهذا النوع من الجرائم وعدم المماطلة في البت بملفات المجرمين، ونستشهد بملف قضية رولا يعقوب الذي استغرق 7 سنوات لصدور حكم بحق الجاني.

وعن القاسم المشترك الذي يجمع بين غالبية هذه الجرائم، وهو القتل بعد الطلاق، ترى روحانا أن “الرجل يتصرف كأنه مالك للأسرة وصاحب وصاية ويتصرف وفق ثقافته الذكورية وتبرير سلطته بخلفيات قانوينة وثقافية تدفعه إلى اعتبار الزوجة ملكاً له ويحق له أن يتحكم بحياتها”.

تصرخ والدة أميرة باكيةً “الله يحرق قلبه متل ما حرقلي قلبي”، تبكي ابنتها التي قتلت غدراً وظلماً. على المقلب الآخر من الاتصال، تتحدث مروى شقيقتها لـ”النهار” منهارة، تسبق الدموع الكلمات على شرح تفاصيل الحادثة الأليمة.

بحرقة وانهيار، تحاول مروى إطلاعنا على حياة شقيقتها التي سافرت إلى أوستراليا منذ 10 سنوات. صبرت، تحملت وأنجبت 3 أولاد، يبلغ عمر طفلها الصغير سنتين، أما المتوسط 6 سنوات والأكبر 9 سنوات. عضّت على جرحها وما تحملته من عذابات، سكتت عن تعنيفها، تحملت اهاناته وسوء معاملته لها وإحضار نساء إلى منزلهما. لم تعد قادرة على تحمل المزيد، اكتفت من الوجع والقهر، وقررت أن تحسم قرارها بالانفصال عنه”.

وبالفعل، انفصلت أميرة عن زوجها وسكنت بمفردها في حين أنها لم تطلق شرعياً، تؤكد شقيقتها مروى أنها “تقدمت بدعوى طلاق لكنه كان يرفض تطليقها، كانت تريد أن تطلق شرعياً وتحمي نفسها وأولادها. لكنه حرمها من ذلك وبقي يصر على عبارة واحدة “ما رح طلقك”.

كان لأميرة أحلامها رغم رحلة الوجع التي عاشتها، كانت تبحث عن الحياة وترسم خططها ومنها العودة إلى لبنان مع أودلاها. حرمها من الحياة وحرم أولادها من حنان والدتهم، كان الانتقام منها أقوى، لن يسمح لها بالتخلي عنه ولقد نجح للأسف بتحقيق هدفه بقتلها!

وتسترجع شقيقتها ما جرى قائلةً “لقد أخذ الأولاد ليمضي الوقت معهم قبل أن يُعيدهم بعد الظهر. ولكنه اتصل بها وأخبرها أنه عاجز عن توصيلهم، واذا كان بإمكانها القدوم حتى يتحدثا بمسألة السفر وتسليمها جوازات سفر الأولاد. استدرجها ليتخلص منها، وهي صدقته وذهبت إليه لتقع الكارثة. خنقها ورمى جثتها في الشارع. وعند إلقاء القبض عليه اعترف “قتلتها وارتحت”

علمت عائلة المغدورة بالقصة بعد اتصال الشرطة بها واعلامها بما جرى، تلقيتُ اتصالاً يفيدني أن “شقيقتك توفيت” وكانت الصدمة. لقد قتلها من دون أن يرف له جفن، لقد يتّم أولاده وحرمنا منها. كانت تشعر بالخطر والخوف منه، حتى طلبت من المختارة هناك أنه “في حال حصل لها مكروه، سلّمي أودي لشقيقتي مروى”. كان حدسها في مكانه، لقد كانت محقة في خوفها ولم تكن قادرة على فعل أكثر مما فعلته، حرقلنا قلبنا”.

وأفاد احد التقارير التلفزيونية في اوستراليا، أنه تم القبض على الزوج أحمد حدرج( البالغ من العمر 39 عاماً) في المنزل ووجهت إليه تهمة القتل العمد. وفي التفاصيل المذكورة، جاءت أميرة إلى منزل بيكسلي لاصطحاب أطفالها الذين لم يكونوا هناك، وكان زوجها احمد في انتظارها. وقد تم استدعاء خدمات الطوارىء قبل الساعة السادسة مساءً إلا أن أميرة توفيت في مكان الجريمة

قٌتلت أميرة كما قُتلت قبلها راجية العاكوم الذي دهسها طليقها حتى الموت، ومنى الحمصي الذي قتلها طليقها في الشارع بدم بارد بأربع طلقات، وقبلها أقدم الزوج على خنق زوجته وابنه البالغ م نالعمر 3 سنوات قبل أن ينتحر.

وبرغم من اقرار قانون 293 المهدّل لحماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري، وبعد مرور 9 سنوات على ابصاره النور، فإن مسلسل العنف الزوجي لم يتوقف، وما زالت النساء تدفع ثمن هذا السلوك العنفي حياتهن. المطلوب اليوم التسريع في المحاكمات والعقاب حتى لا تبقى أرواح النساء مستباحة من دون رادع.

Exit mobile version