شارك وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حفل الرابطة الثقافية ونيو ميديا لاطلاق مبادرة طرابلس السياحية، الذي اقيم في قاعة الرابطة الثقافية الكبرى، بحضور النائبين طه ناجي وجميل عبود، كمال زيادة ممثلا النائب اشرف ريفي وموسى العش ممثلا النائب ايهاب مطر، الشيخ عبد الرزاق اسلامبولي ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق، رئيس عرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، مقبل ملك ممثلا جمعية “العزم والسعادة” ورئيس الرابطة الثقافية رامز فري، وفاعليات.
بداية النشيد الوطني، وبعد كلمة ترحيب ثنائية للاعلاميين غسان حلواني وماغي حلاب، ألقى الفري كلمة الرابطة الثقافية، فاعتبر ان “مبادرة طرابلس السياحية اليوم، شكلا ومضمونا، هي مبادرة جادة ومسؤولة، تحمل في ثناياها، عبر هذه المشاركة الرفيعة المستوى الدلالات التالية:أولا: قناعة دولة الرئيس نجيب ميقاتي والسادة الوزراء , ونواب المدينة بالأهمية الكبرى للواقع السياسي والثقافي والأثري لطرابلس الفيحاء، وهي قناعة عبروا عنها في العديد من المناسبات وعبر العديد من المبادرات على مدى الأشهر الماضية، والتزامهم بتحويل هذه القناعة إلى فعل جاد ومؤثر، ثانيا: قضية إعادة أحياء المدينة الأثرية وتأهيلها، لما هي من قضية كبرى – لا خيار إلا أن تكون ثمرة جهد مشترك تنضوي في إطاره، وزارة الثقافة ووزارة السياحة، وجهود المؤسسات الدولية المعنية، والهيئات اللبنانية الرسمية، والفعاليات والقيادات الطرابلسية والشمالية ومؤسسات المجتمع المدني.ثالثًا: وضع طرابلس التراث على الخارطة السياحية والثقافية اللبنانية هو توجه وطني إنمائي واعٍ يستجيب للعديد من الحاجات والتطلعات اللبنانية والشمالية وهو خطوة أساسية من أجل أن تصبح الثقافة والسياحة رافعة نهوض وتقدم”.
الايي
ثم ألقت نجاة الايي بدرية كلمة اعربت فيها عن سعادتها لوجودها في طرابلس التي “تستحق الاهتمام ، اذ ان ما فيها اذا استثمر يمكن أن يفيد الجوار والبلد فثمة كنوز كثيرة في المدينة غير مستثمرة”
ووصفت الأفلام بالمهمة وهنأت نيو ميديا، متطلعة للتأثير ايجابا وحيث على المسؤولين تأمين البنى التحتية لطرابلس وتعزيز الاستثمارات فانه يلزمنا جهد اضافي والاهتمام بنظافة طرابلس، فلنعمل معا للحفاظ على المدينة بما يخدم الترويج لطرابلس”.
متدربات
كلمة مركز التدريب الاعلامي وخريجي الافلام القصيرة ألقتها رندة توتونجي، شرحت مراحل العمل التقني لانتاج الافلام، كما كانت كلمة لسراء سكلاكي.
دبوسي
وألقى دبوسي كلمته، ونوه بجهد الوزير مولوي وعمله، مشيرا الى ان “طرابلس تعتبر أغنى منطقة جغرافيا في لبنان، وهي كانت تحتضن مع تأسيس لبنان الكبير ثلاثين ألفا من أصل 400 الف ولم يكن من حاجة لاكثر من مطار ومرفأ، واليوم فيها حوالى المليون فيما أصبح محور الصناعة الشرق الأوسط”.
وتوقف عند زيارة سفير بنغلاديش للغرفة، لافتا الى ان “هذه الدولة ارتقت الى مصاف الاقتصادات الناجحة، واننا نحن من موقعنا في شرق المتوسط ندرس مع دول عدة مشروعنا، طرابلس الكبرى نناقشها حيث نحل، فثمة حاجة الى مرافىء قادرة فيما نملك مرافىء متواضعة وحتى مطاراتنا متواضعة في المنطقة، وطرابلس الكبرى تستطيع تقديم المرافق اللازمة، ويمكن لنا أن نطلق مشروعا كبيرا من هنا لنخدم لبنان والمتوسط، فموقعنا يؤهلنا أن نكون طرابلس المنصة والجسر للمنطقة”.
أضاف دبوسي: “أن المبادرات مشكورة ولكن ما نحتاجه الإستثمارات الكبيرة التي تذوب الفقر والتطرف والانقسامات في مجتمعنا، ونحن اليوم بصدد مبادرة اعلامية، واتمنى ان نتبنى طرابلس الكبرى عاصمة لبنان الإقتصادية كربح اكيد للبنان وإلا فإن طرابلس لا يمكن لشيء ان ينقذها من مأزقها. وللأسف نحن عندنا كنوز ويمكن ان تكون طرابلس رافعة الاقتصاد الوطني ولكننا نرى ان المساعدات تعطي الاذلال ولذا علينا أن نشارك جميعا لرفعة واقعنا”.
وأردف: “اننا اليوم أمام حجم كبير لكتلة سكانية تحتاج الى أكثر من مرفأ واكثر من مطار. وطرابلس أغنى منطقة في لبنان والظروف العامة قد تغيرت كليا عن الماضي ومنطقة الساحل الشرقي من المتوسط تخدم بلدان الخليج العربي وكافة اقتصادات العالم، وحينما نتحدث عن التغيرات فان الشرق الاقصى بات حاضنة الصناعات الحديثة التي يتم نقلها من الخليج العربي الى شرقي المتوسط بحرا او جوا ومنها الى العالم الاوروبي والأميركي ولم يعد هناك من مستحيلات. فالدراسة التي اعددناها والمتعلقة بمنطقة شرقي المتوسط كانت مثار مباحثات أجريناها مع شركات متخصصة في ألمانيا وفي دول غربية عدة وهي تشير اي هذه الدراسة العلمية المتخصصة الى ان حركة الملاحة في شرقي المتوسط تحتاج الى 60 مليون حاوية في حين ان قدرة كل من مرفأ بيروت وطرابلس ومرافىء سوريا هي بحدود مليونين و500 ألف حاوية، فقدرة هذه المرافىء متواضعة ومرفأ بيروت هو الاكبر يخدم بمفرده. لذلك فان شرق المتوسط يحتاج الى مرافىء ومطارات لذلك من مصلحة لبنان من طرابلس الكبرى ان يكون لديه مشروع كبير استثماري يعمل على تذويب المناطقية وان المشروع الذي اطلقته غرفة طرابلس الكبرى لا يخدم طرابلس والشمال وحسب وانما اقتصادات العالم بكاملها”.
وقال:”ان الاوطان لا تبنى بالمساعدات والقروض وان تدخلات المجتمع الدولي من خلال مشاريع صغيرة ومتواضعة لا تفي بالغرض وان الاستثمارات في لبنان انما تعود الى مالية البلد العامة. ونحن اليوم امام مبادرة لاطلاق 12 فيلما وثائقيا لمعالم طرابلس الكبرى التراثية والتاريخية والسياحية، وان طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية تنطوي على ربحية اكيدة لكل لبنان وترسم له دورا ووظيفة جديدين، هذا الدور لا يمكن ان ينهض لبنان من كبوته ومأزقه. وبالرغم من الظروف الصعبة فإننا في طرابلس نسير على ارض كلها كنوز تشكل رافعة الاقتصاد الوطني، ونحن في هذا السياق نرفض المساعدات لانها تعني الذل والخنوع”، لافتا الى ان “مرتكزات خطتنا وان لاقت التأييد من كل من ألمانيا وشركة دبي العالمية لا سيما فكرة منصة للنفط والغاز المتواجدة في صلب مشروعنا الممتد على طول الواجهة البحرية المنتدى من مرفأ طرابلس حتى الحدود الشمالية مع سوريا والتي غالبيتها مملوكة من الدولة اللبنانية، وتلحظ خطتنا ردم مساحة 50 مليون متر مربع من مياه البحر لرفدها بمساحة 50 مليون متر مربع من اليابسة وتتضمن مرفأ ومطار مملوكة من الدولة اللبنانية، مليون متر مربع تصنيف اليابسة ومنصة النفط والغاز تقدم الخدمات التي تحتاجها اقتصادات العالم في شرق المتوسط. صحيح انني خرجت عن الموضوع الذي نحن مجتمعين من أجله اليوم ولكن أثرت توجيه رسالة الى الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية عبر معاليكم بان طرابلس الكبرى وطرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية ليست فقيرة”.
وختم دبوسي متوجها الى مولوي: “وتبقى قضايا متواضعة يا معالي الوزير من الضرورة الإشارة اليها وتتعلق بالمخالفات التي نواجهها حينما نريد الدخول الى مدينة طرابلس من دوار مستشفى السلام والتي نتمنى العمل على إزالتها مثلما سبق لمعاليكم ان أزال المخالفات على كورنيش الميناء، وهذا اجراء لا يكلف سوى اصدار قرار بهذا الخصوص ونحن على تعاون مع رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمر الدين، ونقف الى جانبكم في هذا القرار”.
مولوي
ثم كانت كلمة للوزير مولوي قال فيها: “نحن نلتقي مرة جديدة لنؤكد لكم، ممثلا دولة الرئيس ميقاتي لانقل لكم اهتمامنا معا واهتمام الحكومة اللبنانية بطرابلس التي دائما ما نقول عنها طرابلس الغنية، طرابلس اللافقر، طرابلس الغنية بماضيها وحاضرها وأهلها. وإنني انوه بما تفضل به رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي ونكمل كلامنا من حيث انتهى اليه، لنقول ان طرابلس لا تتشبه ابدا بحيث لا استقرار ولا أمن، بل هي السبابة بالخير، السبابة بالتضحية والسباقة بالوطنية، السبابة برفد الأجهزة الأمنية والعسكرية، السبابة بمحبة الدين والأخلاق والقانون، وهي على ما عليه تبقى، المثال للبنان، المثل الحي على الرغم من كل الظروف التي تمر بها، طرابلس الغنية بتراثها، والتي تعكس بسلوك أهلها تاريخا من السماحة والمحبة، ان طرابلس الجاذبة للسياحة تبقى مقصد الكثيرين من السياح الذين يزورونها، يقصدون معالمها ليعيشوا عبق تاريخها، التاريخ الفريد فيها، وقد تعاقدت عليها حقبات من التاريخ، وهي لا تزال حاضرة بمعالمها وتراثها، واسواقها، وبهذا التاريخ الموجود في كل بيت ولدى كل عائلة، كما ان كل ما فيها يشهد على أصالة هذا الشعب، أصالة طرابلس، أصالة الشمال، كل الشمال”.
وأضاف: “لقد احتضنت طرابلس عبر تاريخها، الشمال كله ولا تزال تقوم بدورها بفعالية وحيوية، وتبقى تقوم بهذا الدور انطلاقا من أصالتها. من هنا أقول لكم ان تعاون الدولة مع القانون وتوخي العدالة يمكن له أن يوفر الأمن، وبهذا نؤمن، ونعمل في وزارة الداخلية متمسكين بالحفاظ على أمن طرابلس واستقرارها رغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها، من انخفاض قيمة العملة الوطنية الى تراجع القيمة الشرائية لهذه العملة، وعلى الرغم من الوجود الكبير لغير اللبنانيين في قلب طرابلس، وعلى الرغم من ضآلة الامكانات، على الرغم من كل ذلك الشعب الطرابلسي والشعب الشمالي والشعب اللبناني كله، والتعاون مع الدولة اللبنانية يبنى على المبادرات الفردية ويكمل العمل بذلك، في مقابل مبادرات حكومية. واؤكد من هنا ان الحكومة مع طرابلس وهي في الوقت مع كل لبناني، أنني انطلق من هنا من بين صفوفكم لاكون ممثلا ناجحا لكم، في كل محطة وعمل”.
وتابع مولوي: “السياحة ليست مجرد تاريخ فالسياحة هي ثقافة واستمرار، ولننطلق من هنا بالعمل على نشر التعليم والتوجيه السياحي في المدارس والجامعات، ولنعمل على أرض الواقع على أمثلة مفيدة كالتي في قبرص واليونان وغيرها، وحيث أمكن الإفادة من المعالم القديمة التي تشبه مدننا ولو لم تكن بنفس الأهمية، لنقم بإعداد الطواقم ولنشجع على استقبال الزوار، ونطور السياحة ومقاصدها ومساراتها”.
وأردف: “ان دولة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي ونحن معه نتمسك باصرار على أن تأخذ طرابلس حقها، وعلى الرغم مما لحقها من إهمال لعقد وعقود، نمد أيدينا معكم يدا بيد، لنعيد لطرابلس رونقها، ولنعمل في كل لبنان لنعيد للادارة اللبنانية حضورها، ونعيد لكل القطاعات اللبنانية مكانتها وحضورها، ولمنزلتها الصحيحة. لقد بدانا العمل خطوة خطوة، على الرغم من كل الظروف الصعبة، في إزالة المخالفات في طرابلس بدءا من الكورنيش البحري ثم في منطقة التل، بهمة المخلصين ومؤازرتهم وبعمل ميداني من قبل البلدية في طرابلس وفي الميناء ومختلف البلديات. وتبقى أبواب وزارة الداخلية مفتوحة للجميع، لكل اهل طرابلس ولكل اهل الشمال، ولكل اللبنانيين لنقدم النموذج الذي يشبه اللبنانيين كل اللبنانيين”.
وقال: “لقد أعطت طرابلس الكثير، وفيها مرافق كثيرة كالمعرض الذي لا اعلم لماذا لم يفعل بعد حتى الساعة، وفي طرابلس مرفأ حل محل مرفأ بيروت في الظروف الصعبة التي نتجت عن جريمة الانفجار، وإذ اؤكد أن الحكومة لن تقبل ولن نقبل الا ان تصل التحقيقات الى الحقيقة، اقول ان طرابلس لعبت دورها الكامل وتجلى دور مرفئها كحاجة للبنان والمنطقة ولساحل البحر المتوسط، ونقول من هنا ان طرابلس قادرة على استعادة دورها، ونحن معكم ومع كل مؤمن ومخلص، ووصيتي لاهل طرابلس ان نتعاون معا لازالة المخالفات، وان نؤمن بضرورة عدم وجود هذه المخالفات، وان نكون مؤمنين برفض اشعال الاطارات ورفض إطلاق النار العشوائي، وأؤكد لكم هنا ان وزارة الداخلية تقوم بواجباتها وايضا البلديات، ولكن علينا أن نكون على قناعة ان البيئة السليمة مسؤولية جامعة وان المخالفات مضرة للجميع وخاصة لمن يقوم بها”.
وأضاف: “وأشدد جازما ان الدولة قادرة على مواكبة تطبيق القوانين في المدينة، وهي الى جانب المواطنين. ولكم ارجو ان اقرأ في وجه كل فرد منكم الايمان بغد والايمان بلبنان والدولةالتي نعمل على بناتها من فوق وبتلاقي التجارب الخاطئة، وبأن نمد يدنا الى القوى الصديقة والشقيقة، والدول العربية والمملكة العربية السعودية، التي تمتلك الكثير من الخطط للبنان، لذا علينا ان نستفيد من رغبة الدول الصديقة الراغبة بمساعدة لبنان، وأن يكون عندنا الدور للافادة من التفاهمات التي تحصل، فلنساعد أنفسنا بمساعدة الغير على مد يد العون لنا، وإنقاذ لبنان لن يبدأ إلا من الداخل، وبمحبة اللبنانيين له، وبتفاهمهم على مستقبل واضح لبلدهم”.
وختم مولوي مهنئا القيمين على المشروع، وقال: “انقل لكم تحيات دولة رئيس الحكومة، وتحياتي شخصيا وتحيات الحكومة، لاؤكد ان وزارة الداخلية مع كل اللبنانيين مستمرة بحفظ الأمن والمؤسسات، حماية لكل مواطن لبناني وحماية لكل لبنان”.
ثم جرى عرض الأفلام الاثني عشر وكرم المشاركون في اعدادها وتنفيذها