الهديل

د. حمد الكواري: لماذا لا نجمع بين الكتاب المقروء ومتعته والمسموع وتوفره؟

الكتاب المسموع
باريس 2023/7/16

متطلبات الحياة وقيودها تحول دون القدرة على القراءة المطلوبة التي تصقل القدرات وتثري المعلومات وتشغل الوقت بما هو مفيد وممتع.
ولم يعد المرء بقادر أن يوازن بين الرغبة في تطوير المعرفة، والتغلب على انتشار المعرفة السريعة والسطحية التي تملأ الوقت وتحقق المتعة ولكنها لا توفر المعرفة..

وحتى من يتوفر لديه الوعي بأهمية القراءة
والاستعداد لتخصيص وقت للقراءة إِذْ أن أمامه عقبتان: وجود الكتاب المناسب والوقت المناسب لتحقيق الهدف
خاصة إذا كان الطموح يذهب إلى ما قد لا تحققه الكتب المتاحة لديه من معرفة، كالرغبة مثلاً في الاطلاع على بعض الكتب المشهورة في التراث العربي الاسلامي أو بعض مؤلفات النهضة الكبار كطه حسين والعقاد والرافعي وغيرهم..

لقد استطعت في الأشهر الأخيرة من اللجوء إلى أحدث الوسائل للوصول إلى هذه الكتب والاستماع إليها من خلال (الفضاء الاجتماعي) بالكتاب المسموع وفوجئت بثراء المحتوى وبنوعية وكمية من الكتب والمحاضرات لم أعرف عنها قبل ولوجي هذا العالم ولذلك استمعت إلى مجموعة كبيرة فحدثت معارفي وتعلمت الكثير مما يستحيل أن يتاح من خلال الطريقة التقليدية..

ولا أجرؤ أن أخطًِئ من يقول إن الكتاب المادي المحسوس باليد له طعم وملمس بل ورائحة خاصة به، لا يتحقق عبره لا يتحقق عبر الوسيلة السماعية التي تتحدث عنها فأنا مؤمن بهذا ولا أجادل فيه ولا يجب أن يكون المسموع بأي حال بديل للكتاب المقروء ولكن:

الكتاب المسموع تستطيع توفيره أنّا شئت، وتسمعه أنّا شئت في المشي، في السيارة وفي الطيارة والقطار
فلماذا لا نجمع بين الكتاب المقروء ومتعته والمسموع وتوفره..
..والعرب قديماً كانوا يعتمدون على السماع في التثقيف عندما كانوا يرسلون أبناءهم للصحراء
ويبقى الكتاب الورقي متاحاً لمن تتوفر الرغبة والاستعداد.

كان بودي أن أطيل وأن أبين لكم أن ما استمعت إليه من كتب ثمينة ومحاضرات قيمة ماكان ليتحقق لولا هذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة..

دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس  مكتبة قطر الوطنية

Exit mobile version