خاص الهديل:
الإطلالة التلفزيونية أمس للواء عباس ابراهيم جاءت في توقيت ناجح؛ فهي جرت بعد غياب اللواء ابراهيم عن الإعلام سادت خلاله الكثير من التكهنات والأسئلة عن كيف يفكر اللواء إبراهيم في مرحلة ما بعد خروجه من الأمن العام، وما هي خياراته لجهة الإستمرار في العمل السياسي؟؟
وكان طبيعياً أن تسود هذه الأسئلة وأن تنشغل الأوساط السياسية والإعلامية بهذا النوع من الأسئلة، كون اللواء إبراهيم ترك بصمة استثنائية في الحياة السياسية اللبنانية، وجعل منصب مدير الأمن العام هو “مهمة أمنية وطنية بأدوار سياسية كثيرة” تخدم مصالح الأمن الوطني العليا.
وأمس أجاب اللواء ابراهيم على كل الأسئلة التي كانت مثارة عن ما الذي يريد فعله في مرحلته الجديدة خارج مديرية الأمن العام..
أضف إلى ذلك فإن اللواء عباس إبراهيم في مقابلة أمس، حدد مكانه داخل المعادلة السياسية الوطنية؛ فهو ليس مشروعاً انقلابياً ولكنه حيوية داخل أفق الإصلاح الوطني الذي لا يقصي أحداً، بل يتفاعل ضمن ورشة وطنية للإصلاح تحتاجها الأحزاب ويحتاجها الوطن كي تبدأ عملية الإنقاذ… إن خطابه الإعلامي أمس أشر إلى مفهوم جديد هو “المستقل الإيجابي” الذي يبني على الإيجابيات الموجودة في المجتمع وفي الحياة السياسية، الخ..
بكل الأحوال ما يميز الخطاب السياسي للواء، هو أنه لا ينطلق من فراغ، بل من تجربة شملت كل عناصر اللعبة السياسية اللبنانية لضمان استمرار استقرار ما؛ فقد اختبر من خلال مكافحته سياسياً وعسكرياً وأمنياً للإرهاب، كيف يكون خيار الحسم في لبنان مفيداً ومتى يكون مطلوباً وضرورياً؛ واختبر من خلال توسطه لحل أزمات داخلية كثيرة في لبنان، متى يكون خيار تدوير الزوايا مفيداً ومتى لا يكون مطلوباً؛ وهو يعرف كيف يجب أن يخاطب لبنان العالم والعرب، ومتى تظهر الفرص الدولية والإقليمية التي يوجد للبنان مصلحة فيها.
يسير مستقبل اللواء ابراهيم السياسي إلى جانبه كظله؛ فهو شخصية حيثما تمارس الشأن العام، يكون هناك بصمة إضافة حيوية ودينامية جديدة.