أكّد المتخصّص في الأحوال الجويّة الأب إيلي خنيصر، أن “هذه الموجة اللاهبة هي الثالثة لهذا الموسم الصيفي, فأوّل موجة كانت في آواخر حزيران, والثانية في أوّل تموز, إلا أن عدد الأيام كانت لا تتخطّى الثلاث لتعود الحرارة إلى معدّلاتها الموسمية”.
وفي حديث صحافي, قال خنيصر: “سبب الحرارة المرتفعة اليوم, يعود إلى نشاط المنخفض الهندي الموسمي, والذي عادة يترك في آواخر أيار جنوب الهند ويتمركز فوق شبه الجزيرة العربية في المناطق الصحراوية”.
وأضاف,” أشعة الشمس في فصل الصيف تسقط عامودياً على مدار السرطان, الأشد قساوة في الحرارة, حتى من خط الاستواء ومن خط الجدي”.
وتابع, “مدار الجدي في أغلبيته محيطات وأراض خضراء, كغابات الآمازون وغابات أفريقيا, أما خط السرطان فكله صحارى كبرى, كشبه الجزيرة العربية, الصحراء الأفريقية الكبرى, والصحراء الأميركية, وصحراء الصين والهند, لهذا السبب المناطق المدارية الخاصة بمدار السرطان تبقى حارة جداً”.
ولفت إلى أن “بعد 8 تموز عندما بدأ المنخفض الهندي الموسمي نشاطه, انخفض ضغطه إلى الـ 991, وهذا ما ساهم بتمدّد الكتل الحارة من الربع الخالي, ووصلت الحرارة إلى 55 درجة, ومن ثم تمدّدت إلى الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط, وضربت تركيا بشكل بسيط, كما تمدّدت إلى جنوب إيطاليا”.
وأشار إلى أن “ذروة هذه الموجة اللاهبة كانت أيام الجمعة والسبت الأحد, واليوم شهدنا تراجعاً بسيطاً حوالي الدرجة أو درجتين, وستبقى كذلك حتى نهار الأربعاء”.
وكشف أنه “اعتباراً من ليل الخميس – الجمعة أي 21 – 22 تموز, سيتحرّك مع المنخفض الهندي الموسمي المنخفض السوداني, الذي سيكون متمركز بجنوب الجرائر, والسودان, والذي سيعمل بالتزامن مع المنخفض الهندي الموسمي بضغوط منخفضة, ما يؤدي إلى امتداد الكتل الصحراوية الحارة إلى جنوب ووسط اوروبا, وشمال افريقيا, والشرق الاوسط”.
وقال: “سنشهد إرتفاعاً كبيراً بدرجات الحرارة, تتراوح في جنوب أوروبا ما بين الـ 41 و43 درجة, وبالشرق الأوسط, وفي تركيا ستصل ببعض الأماكن إلى 42 درجة, أما في لبنان فستتراوح الحرارة ما بين 38 و40 درجة في البقاع ولفترة طويلة, وعلى الساحل بين الـ 34 والـ 36 درجة, مع رطوبة بنسبة 90 %, خصوصا خلال فترة ما بعد الظهر”.
واعتبر أن “الموجة الآتية ليل الخميس – الجمعة, ستكون أكثر قساوة من التي نمرّ بها اليوم, وأقوى بمعدّل يتراوح ما بين الدرجة أو الدرجتين, مشيراً إلى أن “هذه الموجة اللاهبة الجديدة, ستستمر حتى آوائل شهر آب”.
وشدّد خنيصر, بالقول: “على أن هذه الحرارة تعتبر اعتيادية لشهر تموز, ولكن غير الإعتيادي هو طول المدّة الزمنية, ففي السابق كنّا نشهد موجات حرّ, لا تلبس أن تُكسر بفعل تأرجح الضغط الجوي التابع للمنخض الهندي بين 991 والـ 997, ولكن حتى اليوم لا زال ثابتاً على الـ 991