جلسة الكونغرس الأربعاء، أعادت الأذهان إلى مشهد “سريالي” من فيلم “يوم الاستقلال” الشهير، الذي أنتجته هوليوود عام 1996، والذي ناقش فكرة إخفاء الحكومة الأميركية منطقة “للأجسام الفضائية والغريبة”.
في الفيلم الشهير، اكتشف الرئيس الأميركي أن جهاز الاستخبارات كان يخفي عنه “المنطقة 51″، التي كانت تجري أبحاث فضائية، ولديها أجسام من خارج الكوكب.
وفي جلسة الكونغرس الأربعاء، أكد طيار أميركي سابق أن الحكومة الأميركية تخفي معلومات حساسة عن الأجسام الفضائية.
هذا الطيار، واسمه راين غريفز، أكد أنه رأى المركبات الفضائية، التي أبهرته بتطورها “غير المسبوق”.
وبدأت التساؤلات تتزايد، حول احتمالية إخفاء الحكومة الأميركية وجود الأطباق الفضائية، والأجسام الفضائية، التي لم تأت من كوكبنا، تماما مثل أحداث فيلم “يوم الاستقلال”.
الرئيس الأميركي جو بايدن رجح أن تكون الأجسام الطائرة المجهولة الثلاثة التي أسقطتها الطائرات المقاتلة الأميركية مطلع العام، هي مناطيد أبحاث علمية أو للطقس، ولا تنتمي للصين أو أي دولة أخرى، إلا أنه نفى معرفة طبيعة هذه الأشياء، ولم يحدد ما إذا كانت بقاياها قد التقطت لتحليلها.
هذا الأمر أثار التكهنات حول ما تخفيه أجهزة الاستخبارات الأميركية، ويبقى الغموض حول مسألة تقلق الشعب الأميركي، وتعيد إلى ذاكرته الأسرار التي ظلت تحوم حول “المنطقة-51″، والتي لا تزال تخفي الكثير حول ما يجري بداخلها، فما هي هذه المنطقة الغامضة؟ ولماذا ظلت سرية على مدى عقود؟ وما الذي تخفيه حتى الآن؟
المنطقة اللغز
منذ عام 1955 ظلت “المنطقة-51” لغزا مثيرا لملايين الأميركيين، ليس فقط بسبب اسمها المثير للفضول، أو لأنها ظلت غير موجودة رسميا ولم تظهر على أي خرائط حكومية أميركية عامة لعشرات السنين، وإنما أيضا لارتباطها بكثير من القصص والروايات حول مشاهدة سكان محليين كائنات فضائية وأجساما طائرة مجهولة تحلق حولها، مثل تلك التي شغلت العالم هذا الشهر بتحليقها على ارتفاعات كبيرة فوق الأراضي الأميركية والكندية والتي لا تزال مجهولة الهوية والمصدر حتى الآن، على رغم التوضيحات التي يحاول الرئيس بايدن وكبار مسؤولي إدارته، تهدئة المخاوف بشأنها.
وفي كل عام، تجذب أساطير “المنطقة-51” السياح من جميع أنحاء العالم، الذين يتدفقون إليها على أمل إلقاء نظرة على مركبات فضائية من عالم آخر، لكنهم مع ذلك، لا يسمح لهم بالاقتراب من هذا المكان الحساس ولا يرون شيئا.
قبل 4 أعوام تدفق نحو 6 آلاف شخص من الرجال والنساء المهووسين بقصص الكائنات الفضائية والأجسام الطائرة المجهولة على هذه المنطقة استجابة لدعوة انتشرت عبر “فيسبوك” لاقتحام المكان، في 20 سبتمبر عام 2019، بهدف العثور على كائنات فضائية أو أي دليل يثبت وجود أجهزة أو مواد من خارج كوكب الأرض، لكن بعد كثير من الترقب والضجة الإعلامية التي رافقت الحشد، انتهى الأمر بمشهد احتفالي وصور لكائنات فضائية ورسوم خيالية، استغلتها بعض المنتجات الأميركية في الدعاية والترويج.
أين “منطقة-51″؟
تقع هذه المنطقة في أرض منعزلة بصحراء ولاية نيفادا على بعد حوالي 200 كم شمال غربي مدينة لاس فيغاس، وبشكل أكثر تحديداً فإنها تتمركز في مكان ما بين علامتي 29 و30 على طول الطريق السريع للولاية رقم 375، حيث يمتد طريق ترابي لا توجد عليه أية علامات.
وبالنسبة لأولئك الذين زاروا المنطقة من قبل، يؤدي هذا الطريق إلى قاعدة عسكرية تحمل العديد من الأسماء غير الرسمية التي لا يعرف مصدرها الحقيقي أو ما الذي ترمز إليه، ما يزيد من الغموض والحيرة، لكن يعتقد أن وكالة الاستخبارات الأميركية كانت تطلق أسماء “خاصة” للمواقع التي تريد أن تبقيها سرية، مثل “المنطقة-51”.
عودة الاهتمام بالأجسام الفضائية المجهولة
في عام 2021، أصدر البنتاغون تقريرا عن الظواهر الشاذة (وهو مصطلح أصبحت الدوائر المختصة تفضله على مصطلح الأجسام الطائرة المجهولة، UFOs) والذي شمل أكثر من 140 حالة من هذه الظواهر التي لم تجد تفسيرا.
وجاء تقرير البنتاغون عقب تسريب لقطات عسكرية أظهرت أحداثا في الفضاء لا يمكن تفسيرها على ما يبدو، بينما شهد طيارو البحرية بأنهم واجهوا مرارا مركبات غريبة قبالة السواحل الأميركية.