اشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها، الى إن “الهجوم الروسي على مسيرة أميركية أثار مخاوف التصعيد فوق سوريا. ففي الوقت الذي تركز فيه انتباه العالم على الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الهجمات الروسية الجديدة ضد المسيرات الأمريكية جعلت من سوريا ميدانا محفوفا بالمخاطر للتنافس العسكري بين موسكو وواشنطن”. وتأكدت مخاطر التصعيد يوم الأربعاء عندما قامت مقاتلة روسية برمي بالونات حرارية أصابت جناح مسيرة أميركية “أم كيو-9 ريبر” عندما كانت تحلق في شمال-غرب سوريا. وجاء الهجوم الأخير بعد حادث آخر في يوم الأحد عندما تضررت مسيرة “ريبر” أخرى فيما ينظر إليها المسؤولون الأميركيون كجهود حثيثة من الروس للضغط على القوات الأمريكية والخروج من سوريا. واستطاعت المسيرتان العودة إلى القاعدة رغم ما حل بهما من ضرر”.واوضحت الصحيفة أن “المسيرات ليست الوحيدة التي تحرش بها الطيارون العسكريون الروس في الأسابيع الأخيرة. ففي 16 تموز ناورت مقاتلة عسكرية روسية قريبا جدا من مروحية أميركية بطريقة عرضت طاقمها للخطر، عندما اضطرت للتحليق وسط دخان الطائرة النفائة، وذلك حسب الجنرال ألكيوس غرينويتش، جنرال سلاح الجو البارز في الشرق الأوسط”.وأصدر البنتاغون بعد حادث يوم الأحد بيانا اشتكى فيه من التحرش الروسي باعتباره غير مهني وقدم معه تسجيل فيديو أظهر المواجهة. وعبر الأميركيون عن إحباطهم من حادث الأربعاء، حيث كانوا يأملون بتراجع الروس عن تحركاتهم التي اشتكت أميركا منها. ولم يكن هناك أي ندم روسي عن حادث مماثل في آذار عندما تحرش الروس بمسيرة “أم كيو-9″ فوق البحر الأسود، حيث حطموا محركها لدرجة أجبرت أميركا على تحطيمها تحت المياه”.وفي ذلك الحادث، قدم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو جائزة للطياريين، كما قالت وزارة الدفاع. وحمل مسؤول عسكري روسي القوات الأميركية اللوم عن حادث يوم الأربعاء حيث قال إن المسيرة الأميركية قامت “بتقدم خطير” باتجاه مقاتلتين روسيتين، بشكل دفع طائرة لإرسال بالونات حرارية. وقال الأدميرال أوليغ غيرنيوف “تواصل الولايات المتحدة تضليل المجتمع الدولي”.وذكر جنرال المارينز المتقاعد فرانك ماكينزي، والذي قاد القيادة المركزية في الشرق الأوسط ما بين 2019- 2022، إن “استراتيجية موسكو هي إخراج القوات الأميركية من سوريا في وقت باتت فيه البصمة العسكرية الأميركية بالمنطقة متواضعة”. وقال “يريدون جعل اللعبة غالية لنا لكي نلعبها بحيث نتراجع ولا نثبت في مواقعنا وعادة ما يصعد الروس ليخفضون التصعيد”.واوضحت الصحيفة إن الولايات المتحدة طالما أرسلت مسيرات إلى شمال- غرب سوريا واستطاع الجيشان إدارة الأمر وتجنب المواجهة من خلال قناة خفض الصدام والتي تربط قادة روسيا العسكريين في سوريا بالعسكريين الأميركيين بالمنطقة. وفي تشرين الثاني، قام الروس بإطلاق صواريخ أرض- جو ضد مسيرة أميركية في سوريا وفشلت في إسقاطها. وبداية الشهر الحالي، تحرشت طائرات روسية بمسيرة “أم كيو-9” ولعدة أيام وحلقت طائرة استطلاع إي أن فوق مواقع أميركية في جنوب- شرق سوريا، حسب المسؤولين الأميركيين. وذكرت الصحيفة إن هناك عدة عوامل أسهمت في زيادة التوتر، منها تصادم المهمات بين الجيشين، حيث أجبر الأميركيون على ملاحقة بقايا تنظيم “داعش” الذي اختبأ قادته في شمال- غرب سوريا وهي منطقة تسيطر على أجوائها روسيا.ولفتت الى ان هناك عامل آخر وهو أن ميزان القوة في المنطقة قد تغير مع تخفيض الولايات المتحدة بصماتها في المنطقة. فقد مضت الأيام عندما كانت أميركا تحلق طائراتها أف-22 فوق سوريا، بحيث لم يعد لدى الأميركيين سوى بضع مقاتلات لمحاولة منع الطائرات الروسية في سوريا. ولكن العامل الأهم، هو الموقف العدواني الروسي في سوريا، فقد كانت الطائرة الروسية التي خربت المسيرة الأميركية يوم الأربعاء تحمل علامة “زيد” والتي استخدمتها القوات الروسية في غزوها لأوكرانيا. وقال اندرو ويز، من وقفية كارنيغي للسلام العالمي، “يريد الروس أن يكونوا مستفزين ويخربوا إحساس أن أميركا لا يمكن تحديها وتحاول أميركا عدم الوقوع بالمصيدة وفي الوقت نفسع حماية جنودها أرضا وجوا”.