الهديل

شرف فرنسا مربوط بـ»مس ايليت» عمر حرفوش!

 

 

كتب عوني الكعكي:

كان لافتاً بزيارة الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان، وللمرة الثانية، انه لم يزر الرئيس نجيب ميقاتي، وقد صرّح انه متضامن مع «مس ايليت» عمر حرفوش..

فعلاً أن تصل الديبلوماسية الفرنسية التي جعلت من فرنسا في يوم من الأيام واحدة من الدول العظمى.. طبعاً أعني أيام الرئيس شارل ديغول، وأيام فاليري جيسكار ديستان، وأيام جاك شيراك، ولكن ماذا نفعل عندما يأتي الى الحكم في فرنسا الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون الذي كان يعمل في إحدى مؤسّسات «روتشلد» المالية… وبالتأكيد فإنّ «روتشلد» معروف بأنه يهودي صهيوني صاحب أكبر مؤسّسة مالية في العالم… ومعروف أيضاً بكرهه ومحاربته للعرب… وما دمنا نتحدث عن «القواد» عمر حرفوش، فلا بد من التذكير بملفه:

فهو شاب لبناني من طرابلس هرب مع أخيه الى أوكرانيا وعمل على إنشاء مؤسّسة يصطاد بواسطتها الفتيات بأعمار صغيرة، أي بين 14- 18 سنة، ويؤهلهن لدخول مسابقة «مس ايليت» أي «ملكة جمال المراهقات»، وطبعاً نجح نجاحاً كبيراً، خصوصاً أنّ الجمال الأوكراني يُشْهَد له في العالم… والمسألة الثانية هي الفقر الذي يَعُمّ معظم بلاد أوروبا الشرقية وهذا معروف أيضاً.

ومن هناك انطلق الى بلاد العالم كي ينشر هذه المسابقة.. والحقيقة لم تكن تلك المؤسّسة أي «مس ايليت» إلاّ غطاء لأعمال ترتيب الحفلات الخاصة، والتعرّف الى الأثرياء في العالم الذين يبحثون عن اللذّة مقابل المال.

وهكذا كانت فرنسا محطته الثانية.. ويبدو انه عمل مع عدد من مخابرات دول أوروبا لأنهم يحتاجون الى معلومات عن الأثرياء، يستطيع حرفوش أن يوفّرها لهم… وبخاصة ان الحفلات الخاصة التي يقيمها كانت لأشخاص يتعاطون المخدرات ويحتسون الكحول توفيراً لإعطاء معلومات هامة جداً.

قبل الانتخابات النيابية اللبنانية، ومن دون مقدمات فوجئ اللبنانيون بصوَر على طول الطريق من مطار بيروت الى وسط بيروت، كانت صوَر المرشح عن المقعد السنّي في طرابلس عمر حرفوش.

جاء الى لبنان وأقام مهرجاناً مدفوعاً، ولكنه هرب منذ بداية المهرجان كي لا دفع الأموال التي وعد بها الذين لبّوا دعوته على أساس انه سيدفع لهم أموالاً بدل حضورهم.

المفاجأة الثانية كانت زيارة مدّعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون الى باريس بدعوة من «اللورد» عمر حرفوش الذي استأجر غرفة في البرلمان الفرنسي ودعا الى المؤتمر بعض النواب العاطلين من العمل الذين يلبّون أي دعوة مقابل بعض الهدايا والقليل من المال.

العجيب الغريب ان القاضية غادة عون ذهبت الى فرنسا من دون اذن من وزير العدل ما دفع الوزير الى محاسبتها صورياً لأنّ «الطفل المعجزة» تدخل معه وطلب أن يعفو عنها.

من ناحية ثانية، كان يجب أن يوجّه وزير خارجية لبنان كتاباً الى الخارجية الفرنسية ومنها الى رئيس فرنسا بأنّ تصرّف موفد الرئيس مع رئيس وزراء لبنان ليس إساءة للرئيس نجيب ميقاتي بل هو إساءة بحق الدولة اللبنانية، المفروض أن تعتذر فرنسا عن هذا التصرّف… وإذا كانت فرنسا تريد أن تلعب دوراً في انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، كما قال لودريان، في أيلول نقول: يكفي ان فرنسا حصلت على عقد شركة «توتال» الفرنسية للتنقيب عن النفط، وحصلت أيضاً على عقد شحن في مرفأ بيروت، ألا يكفيها ذلك؟

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version