نريدُ جوزيف عون رئيساً لأنه يشبه
فؤاد شهاب ولا يشبه ميشال عون
كتب عوني الكعكي:
كثير من اللبنانيين يتذكّرون عهد الرئيس اللواء فؤاد شهاب، والجميع يعرف أنّ أفضل حكم في تاريخ لبنان كان أيام حكم الرئيس فؤاد شهاب، إذ يكفي أنه الرئيس والقائد الوحيد الذي تجرّأ وقام بإصلاح الإدارة، وقام بحملة تطهير شملت أكبر وأصغر موظف في الدولة حتى وصل به الأمر الى سياسيين أصحاب مواقع حكومية.
تربطني بعهد الرئيس فؤاد شهاب أنّ والدي كان متحمّساً لعهده، وكان من أكثر الأشخاص التصاقاً به… وزادت العلاقة متانة بسبب المرحوم اللواء الركن سامي الخطيب ورفاقه: العميد غابي لحود، والعميد جان ناصيف، والعميد الركن سامي أحمد الشيخة والعميد نعيم فرح، الذين لم يعرفوا قيمته إلاّ في عهد الرئيس سليمان فرنجية.. كيف بدأت الدولة تنهار، وكيف كانت الدولة أيام الرئيس فؤاد شهاب وفي ظل «المكتب الثاني»؟
لا أُحَمّل الرئيس فرنجية ما حدث خصوصاً أنّ المؤامرة على لبنان بدأت عند توقيع «اتفاق القاهرة» عام 1969… والسماح للفلسطينيين بحمل السلاح لحماية المخيمات أولاً.. وثانياً القيام بعمليات فدائية ضد إسرائيل، وهذا ما أوصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم… إذ لولا السلاح الفلسطيني لما دخلت إسرائيل لبنان واحتلت جزءاً منه، ولولا الاحتلال الاسرائيلي لما جاءت إيران لتحكم لبنان من خلال دفع مليار دولار سنوياً لـ»الحزب» ومليار دولار سنوياً للسلاح.
اليوم نحن في عصر العماد جوزيف عون الذي يثبت يوماً بعد يوم، كم ان هذا القائد يشبه الرئيس فؤاد شهاب: الأخلاق نفسها، فهو مترفع عن كل ملذات الحياة لا بل زاهد، همّه الوحيد بناء الجيش وتأمين الرواتب والأكل والأدوية وطبابة العسكر… همّه الوحيد أن لا يحتاج العسكري الى أي كان… من هنا نرى انه استطاع أن يؤمّن مساعدات للرواتب ومصاريف العسكر من طبابة وأدوية وجميع ما يحتاج الجيش من مصاريف ولكن بتقشّف.
بالفعل، وفي ظل أزمة الانهيار المالي والاقتصادي، وتقلّص مداخيل رواتب العسكر والضباط، لا يزال القائد جوزيف عون حريصاً أن لا يترك أي ضابط أو عسكري يحتاج لأحد.
من ناحية ثانية، يكفي الحملة التي يقوم بها الجيش لمحاربة تجار المخدرات في كل لبنان، والحرب التي أعلنها على هؤلاء التجار من دون هوادة بالرغم مما يتعرّض له الجيش لكمائن من «الزعران» وتجار المخدرات، وتلك عصابة لم تستطع أي قوة أن تتصدّى لها، وهنا يسجّل للقائد جوزيف عون أنه الوحيد الذي استطاع أن يحد من نشاط تجار المخدرات لا بل إنّ حربه ضدّهم لم تتوقف.
من هنا، نريد أن يكون حظ اللبنانيين هذه المرّة جيداً بوصول رجل نظيف وقائد غير قابل لأي أطماع، بل همّه الوحيد بناء دولة، إذ ان هدفه الوحيد أن يبني وطناً كما يبني الجيش على أسس ثابتة وسليمة.
وما دمنا نتحدّث عن الجيش وعن بعض قادة هذا الجيش، فلا بد أن نحذر من ان الكابوس الذي مرّ في تاريخ لبنان كان بوصول قائد ميليشيا اسمها ميليشيا ميشال عون. وهنا نتذكر كيف هرب بالبيجاما عام 1990 يوم أعلن انه سيكسّر رأس حافظ الأسد قبل عام أي عام 1989، فكانت النتيجة انه كان أوّل انسان يهرب الى السفارة الفرنسية بالبيجاما يوم رأى طائرة «السوخوي» فوق قصر بعبدا.
أستطيع اليوم أن أقول إنّ كل من راهن على «رئيس جهنم» وعلى صهره الفاشل والذي دمّر الاقتصاد اللبناني من: الاتصالات الى الكهرباء والمليارات التي تكبّدها الاقتصاد اللبناني بسبب فشله في السدود التي كلفت الملايين. تجربة «رئيس جهنم» كانت كافية للقضاء على حلم الكذب، لأنه تبنّى مقولة «أنا أكذب إنسان في تاريخ لبنان»، فهو الذي وعد الناس بأنه سوف يحقق المعجزات، وتبيّـن انه حقق المعجزات المالية للطفل المدلّل، فكان يبْقي البلاد سنة كاملة من دون تشكيل حكومة حتى يحصل على الوزارات التي يرغب بها.
أخيراً، بمناسبة عيد الجيش، هذه المناسبة العزيزة على قلب اللبنانيين خصوصاً بعد تجربة «رئيس جهنم» أصبح اللبنانيون، لو ترك لهم الخيار لما اختاروا إلاّ الأفضل والأطهر والأقوى وصاحب قرار وغير قابل لأي تسوية على حساب الوطن.
أظن أنّ كل لبناني يعلم من أقصد.