نشرت لجنة متابعة أوضاع المعتقلين الإيرانيين أسماء 147 طالبا من 43 جامعة حرموا من حق الدراسة بسبب أحكام تأديبية لمشاركتهم في الانتفاضة الشعبية بإيران.
ومنذ بداية “انتفاضة مهسا أميني”، وضعت هذه اللجنة مشروعًا خاصًا على جدول أعمالها يهدف تسجيل ومتابعة القمع الذي حدث في الجامعات الإيرانية، وتمكنت حتى الآن من الحصول على أسماء عدد من الطلاب الذين طردوا من الجامعة أو منعوا من الدراسة لعدة فصول دراسية.
ويأتي نشر أحكام الحرمان من الدراسة والطرد الخاصة بهؤلاء الطلاب البالغ عددهم 147 طالبًا في وقت لم يُعلن فيه العديد من الطلاب الأحكام التأديبية الصادرة بحقهم.
ومن بين الأحكام التأديبية التي تم نشرها، والأكثر تكرارًا، هي “الحرمان من الدراسة لفصل دراسي” والذي صدر بحق 64 طالبًا محتجًا، يليه “الحرمان لفصلين دراسيين” بحق 52 طالباً.
كما حُكم على 8 طلاب “بالحرمان من الدراسة لمدة 3 فصول دراسية” و7 طلاب “بالحرمان لأربعة فصول دراسية”، و”طرد” 7 طلاب من جامعتهم.
ومن بين الجامعات التي أصدرت أحكاماً تأديبية ضد طلابها، حصلت “جامعة تبريز للعلوم الطبية”، و”جامعة طهران” و”جامعة العلامة طباطبائي” على أكبر عدد من الأحكام الصادرة.
في السابق، كانت الأحكام الصادرة بحق 6 على الأقل من الطلاب المحتجين من جامعة “تبريز للعلوم الطبية”، قد أثارت ضجة إعلامية، وقد شملت الحرمان من الدراسة لفصلين دراسيين إلى أربعة فصول دراسية و”النفي إلى جامعات أخرى”.
وبحسب التقرير الذي نشرته لجنة المتابعة، واجه 20 طالبًا من هذه الجامعة أوامر تأديبية شديدة.
في “جامعة طباطبائي” بطهران، صدرت أحكام تأديبية لما لا يقل عن 16 طالبًا بالحرمان من الدراسة لفصل إلى فصلين دراسيين.
كما أصدرت لجنة الانضباط بجامعة طهران أحكامًا مثل “المنع المؤقت من الدراسة لمدة عامين ونصف العام” و”التعليق لفصلين دراسيين”، وغيرها من العقوبات، لما لا يقل عن 12 طالبًا.
ولم تتوفر إحصاءات محددة عن عدد الطالبات اللواتي تم إيقافهن أو منعهن من دخول الجامعة العام الماضي بسبب عدم ارتداء الحجاب أو المشاركة في مسيرات احتجاجية، لكن وفقًا لما قاله لطلاب، تم منع مئات الطالبات من متابعة دراستهن.
وعليه، طلبت لجنة متابعة أوضاع الموقوفين من الطلاب استكمال هذه القائمة أو تصحيحها من خلال تقديم المزيد من المعلومات.
ولعبت الحركة الطلابية دورًا مهمًا في تشكيل واستمرار الانتفاضة الشعبية العام الماضي، وحاولت القوات القمعية السيطرة على هذه الموجة الاحتجاجية من خلال مهاجمة الجامعات والاعتداء على الطلاب واعتقالهم.
وأجرت “إيران إنترناشيونال”، في تقرير، مقابلات مع ما لا يقل عن 15 طالبًا أكدوا أن هذه المضايقات قد زادت بشكل كبير في الجامعات الحكومية والحرة وفي مدن مختلفة منذ حوالي 5 أشهر حتى الآن.
ويقول طلاب ونشطاء طلابيون إنه عشية ذكرى الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية في أيلول، تحاول قوات الأمن منع تشكيل موجة جديدة من الاحتجاجات الطلابية.
وفي مقابلة مع “إيران إنترناشيونال”، أكد هؤلاء الطلاب أن “القمع ليس إجراءً جديدًا”، وذكروا أن الجولة الجديدة من هذه الضغوط بعد الانتفاضة الشعبية تدل على يأس النظام، الذي يرى السبيل الوحيد للتعامل مع الطلاب المحتجين هو تلفيق الملفات القضائية لهم وطردهم من الجامعات.