تكريم عبد الله الحمصي على مسرح الرابطة الثقافية
بدعوة من الرابطة الثقافية وجمعية الفنون وفرقة الفنون الشعبية اقيم حفل تكريم الفنان الكبير الراحل عبد الله الحمصي ( اسعد) على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس بحضور دولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الرزاق قرحاني ، معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى ممثلا بالمحامي شوقي ساسين، النائب طه ناجي، اللواء النائب اشرف ريفي منثلا بالاستاذ محمد زيادة، النائب طوني فرنجية ممثلا بالاستاذة فيرا يمين، النائب الدكتور ايهاب مطر ممثلا بالدكتور موسى العش، النائب كريم كبارة ممثلا بالدكتور سامي رضا، المطران ادوار ضاهر ممثلا بالمونسونيور الياس البستاني، نقيب المهندسين في الشمال منثلا بالمهندس زمريا عقل، نقيب معلمي المدارس الخاصة في لبنان الاستاذ نعمة محفوض، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، منثل نقابة الممثليين في لبنان الفنان جورج حران ، رئيس الاتحاد العمالي العام النقيب شادي السيد، نقيب الفنانيين في الشمال الاستاذ عبد الرحمن الشامي، مسوؤل المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري، رئيس جمعية اللجان الاهلية الاستاذ سمير الحج، ممثل جمعية الوفاق الثقافية الاستاذ سامر مولوي ، عائلة الفقيد وحشد من الشخصيات وابناء المدينة والفنانيين
بداية بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيبية من الاعلامية رندة توتنجي، تلاها كلمة جمعية الفنون التي القاها المخرج بشير الضيقة وجاء فيها الفنان اسعد الّي أسعد الناس بفَنّو
اليوم بحَرقة عَم نكَرمو ونحكي عَنّو
كان بس إيطِلّ يشَرقِط المَسرح
اليوم المَسرح حزين..
الضحكة ما عاد إلعا مَطرح..
مَكسور خاطرها..صارت يَتيمة
عَ غيابو حزينة.. وْحِزنها بيدِبَح
لكن البيعزينا ..برحيل المبدعين
والفنانين الكبار..ما بيخلص المشوار
لأنُهن ..لَو بالجِسم فَلّوا..
بالقَلب وبالفِكر بيضَلوا..
وكِلّ ما عَنّوا عالبال..
بيرَنّدِحُن مَوال..
ومِتِل عِطر الجَمال..
العابق بفَنُن..مِن البال بيطِلّوا..
كأنُّن ما فَلّو..
وعبدالله حمصي ..واحد منهُن
أبو رشيد واحد من هالكبار الّي شَمَّر عن زنود مِوهِبتو.الفَنية وبَلش المشوار عند ما إقتَحم
الساحة الفَنية بعد ما سَرَج
صَهوِة أحلامو الأشبهية
كأنها فَرس اصيلة..
صَهيلها موال..حَورَب هالخَيّال
وغَنّی موالو..ونَجم كبير ثَبت حالو..
بزَمن كانو ..النجوم قلال..
وتَرك بصمة بعالم الفِن والتمثيل
ما الها مَثيل..وكانت شخصية أسعد
الّي صار فلاح الضحكة الطيب…
إلّي بيزرَع الضِحكة بدون سماد كيماوي
فكانت الضحكة طاهرة نقية ذكية
بتطلع من القلب
غرقانة بدموع الفرح والحب..
وأسعد الّي عِشِق المَسرح والفَن بكِلّ أشكالو
تعاطاه لَحَد الإدمان…
وقَدَم للمَسرح كل أعمالو..وكان المِسرح
من فَرحتو يشهَق
للفِن العِم يخلَق مِن فِكر هالفنان..
ويقِلّو طلاع لَعندي طلاع..
بقِلبي إلك مَطرح
وأسعد ما كَذّب خَبر لبّی الدَعوة
وقال الّي لازم ينقال..بدون فَلسفة وتعقيد
كان السَهل الممتَنع إلّي لِعِب الكوميديا
والتراجيديا بمنتهی البراعة والإحساس
وفات عَ قلوب الناس..
وبيبقی أسغد نسمة عِطِر
باقة زَهِر..وسام عِزّ وفَخِر
مِعَلَق عَ صَدر وَطن كل رسمالو
هالفنانين المبدعين
المحلقين بسما الفن … ثم كانت كلمة معالي وزير الثقافية القاها المحامي شوقي ياسين وجاء فيها هكذا غنت فيروز من شعر جوزف حرب. لكن كلمات هذه الأغنية لم تنتبه إلى أن أُناسًا كثيرين صنعوا أسماءَهم بأتعابهم، لا بتعب أهلهم فقط. ولربّما استعملوا فيها كلماتٍ غيرَ تلكَ التي أدرجَها الوالدان على وثيقة الولادة وقيد النفوس، حتى غلبَ لسانُ التاريخِ في مناداتهم بها على لسان الدولة وقيودِها الرسمية. فيروز من هؤلاء، وأبو سليم، أطال الله عمريهما، وأسعدُ الطيِّبُ ضِحكةِ العينَيْن، وآخرون كثيرون من عباقرة لبنان الأحياء والراحلين، الذين سكنوا ما ابتدعوا، ونفَوا من أجسادهم أسماءَهم الأولى، فهم لا يرجعون إليها إلا على وثائق الوفاة وأوراقِ النَّعِيِّ المعلقةً فوق حيطان البيوت. ثم ما هو إلا القليل من الرحيل، حتى يستعيدَ الزمانُ فيهم سيرة ما ابتدعوا: تتهافتُ الورقة عن الجدار وتسقط باهتة الحبر من شمسٍ ومطر، ويذوي معها الاسم الرسمي، فيما يظلُّ يأتلقُ في ذاكرة الناس وعلى أفواههم الاسم الإبداعيُّ الذي درجوا على مناداة صاحبه به.
هكذا أيها الأصدقاء، رحل عبدالله الحمصي كأيٍّ من وُلْدِ آدم. مضى باسمه الأول الذي شاءه له والداه. أما “أسعد” الاسم الذي صنعه هو، فما زال ههنا، في حضرة العمر، معلَّقًا على حيطان الوجود، لا تأخذ منه الشمسُ في صيف ولا المطرُ في شتاء. ذلك أن هذه الحروف الأربعةُ (الألف والسين والعينُ والدال) توجزُ تاريخ جيلٍ من الفنِّ طويلًا عريضًا، مثلما توجِزُ قارورةُ عطرٍ روضةً فيحاء. وأسعد لم يكن في الحقيقة إلا نفحةً من أريج الليمون الطرابلسي، فاحت على الجهات الأربع، المسرح والسينما والتلفزيون، وحديثًا وسائل التواصل التي باتت تنشرُ له مقطعاتٍ رائعة. ولأنه لم يكن ينشرُ إلا الضحكةَ والأصالةَ والتميز في كلِّ دورٍ أداه، فلقد بات عن جدارةٍ ذاكرةَ الفرح اللبناني الأصيل. فهل نجتمع اليوم في ذكراه على حزن ودمع؟
أذكرُ حين كنا صغارًا أن أهلنا لم يكونوا يسمحون لنا بأن نشاهد على الشاشة الصغيرة إلا “أبو ملحم” و”أبو سليم”. الأول لتلقي الموعظة الاجتماعية، والثاني للموعظة والترفيه معًا. وكنا ننقّلُ دهشتَنا على الدوام ما بين غفلةِ أسعد ودهاء فهمان، ورصانة أبوسليم، وبخل شكري، وعنترية درباس… وسوى ذلك من طبائع أشخاص تلك الفرقة الجميلة. حتى إذا كبرنا أدركنا أنهم كانوا يقدمون لنا عبر الفكاهة صورًا صادقةً عن واقع الحياة، بالرغم من بعض المبالغات التي تقتضيها سيرورةُ النص التمثيلي. الآن لن أقول شيئًا عن الفكاهات المعاصرة، ففي السكوت بيان. لكنني أهيبُ بكم جميعًا ألا تذكروا أسعد إلا على ذروة الفرح، فإن هذا وحده به خليق.
تلاه كلمة المخرج والكاتب توفيق عوني المصري والتي اخذت طابع الحكواتي في سرده لمسيرة الفنان الراحل ومن ثم تم عرض فيلم عن اعمال الراحل وشهادات من زملاء له وفنانين وشخصيات وفي الختام كانت وقفة تحية من ابناءه في فرقة الفنون الشعبية على خشبة مسرح الرابطة التي كانت شاهدة على عشرات العروض المسرحية التي نفذها ولعبها الراحل الكبير