الهديل

خاص الهديل: باسيل دخل لحظة القبول بمعادلة نصر الله: الموافقة على دعم ترشيح فرنجية مقابل ثمن تحدده له حارة حريك!..

خاص الهديل:

صار واضحاً بالنسبة لمتابعي العلاقة بين جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وحزب الله، أن باسيل وصل لمرحلة استبدال مناورة الصمود وراء شعار لا لترشيح سليمان فرنجية، بمناورة رفع الثمن الذي يريده مقابل قبوله بترشيح سليمان فرنجية..

وبالمقابل، صار واضحاً لمتابعي سياق تطور الخلاف بين الحزب وباسيل، أن حارة حريك انتقلت من مرحلة احتواء باسيل إلى مرحلة تطويعه. 

ومنذ البداية وضعت حارة حريك – بحسب مطلعين على أجواء حزب الله – ثلاث ثوابت لإدارة العلاقة من خلالها مع باسيل، وذلك بخصوص موقفه من ترشيح سليمان فرنجية: 

المعيار الأول أو الثابتة الأولى تتمثل بقرار الحزب بعدم “الركض” وراء إقناع باسيل بتأييد ترشيح سليمان فرنجية، أو الإصرار عليه للبقاء على التزامه بتفاهم مار مخايل..

.. وهذا الأمر ردده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر من مرة، عندما قال أننا متمسكون بتفاهم مار مخايل، ولكن إذا أراد التيار الوطني الحر الخروج منه فإن حزب الله عليه أن يبقى فيه..

وهذه الرسالة كانت تريد القول بوضوح لباسيل أن حارة حريك، وتحديداً السيد نصر الله، لن يسمح بابتزازه بموضوع طرح معادلة: إما موافقة الحزب على ترك ترشيح فرنجية، وإما فإن التيار الوطني الحر سيترك تفاهم مار مخايل!! 

المعيار الثاني أو الثابتة الثانية التي حددها حزب الله للتعامل مع باسيل بموضوع ترشيح فرنجية، تنص على التوجه في المرحلة الأولى لاحتواء معارضة جبران باسيل ترشيح سليمان فرنجية، وذلك عبر تنشيط قنوات الحوار غير المباشرة معه.. كما أن الحزب أدار لعبة تجاه باسيل أوحى خلالها للأخير أن هناك جهات في الحزب تؤيد مواقف باسيل وتتفهمها، بمقابل أن هناك جهات في الحزب تعارضها وترفضها..

ولقد أرادت هذه اللعبة إبقاء باسيل موجوداً داخل مناخات حزب الله، والتدرج معه من “مرحلة رفض الابتزاز” إلى “مرحلة الاحتواء” وصولاً إلى “مرحلة” تطويعه، وهذه المرحلة الأخيرة (التطويع)، هي مضمون الثابتة الثالثة أو المعيار الثالث الذي حدده الحزب للتعامل على أساسه مع اعتراض باسيل على ترشيح فرنجية. 

ويقوم المعيار الثالث على موقف واضح من حارة حريك كان تم إبلاغ باسيل به منذ اللحظة الأولى لنشوب خلافه مع الحزب حول ترشيح فرنجية.. وينص هذا الموقف على أن الأمين العام لحزب الله لن يجتمع بباسيل إلا في حال وافق الأخير على ترشيح فرنجية؛ بمعنى أن لقاء باسيل مع نصر الله لن يبحث أمر ترشيح فرنجية من عدمه، بل سيبحث حصراً موضوع الثمن الذي يريده باسيل مقابل أنه وافق بالكامل على دعم ترشيح فرنجية.

وتقول أجواء حزب الله أن باسيل دخل حالياً المرحلة الثالثة من تطبيقات ثوابت حزب الله الخاصة بطريقة التعامل معه بخصوص موضوع ترشيح فرنجية.. فحالياً بات كل مضمون خطاب باسيل يركز على الثمن الذي يريد الحصول عليه مقابل تأييده ترشيح فرنجية.. ولكن حتى الآن لا يزال حزب الله يعتبر أن الكلام الذي صدر مؤخراً عن باسيل بخصوص قبوله بمبدأ أخذ ثمن مقابل دعمه ترشيح فرنجية، غير كاف لجعل نصر الله يقبل اللقاء به، وذلك لسببين إثنين: 

.. الأول لأن باسيل رفع سقف الثمن الذي يريده، ما جعل الحزب يعتبر أن باسيل يطبق المثل الشعبي القائل “من لا يريد زواج ابنته يرفع ثمن مهرها”..

والسبب الثاني يعود لكون باسيل لم ينطق بعد حتى الآن، بوضوح تام لا لبس فيه، عبارة أنه “يدعم ترشيح سليمان فرنجية”..

والواقع أن هذين السببين اللذين يضعهما حزب الله كمبرر لعدم دعوة باسيل للقاء نصر الله، إنما يعكسان إرسال رسالة لرئيس التيار البرتقالي تقول أن عليه أن يحدد ثمناً مقبولاً من حارة حريك، وأن عليه أيضاً أن ينطق بوضوح عبارة أنه يدعم ترشيح فرنجية؛ وحينها فقط ستفتح بوجهه أبواب حارة حريك، وسيحدد له موعداً للقاء السيد نصر الله.

Exit mobile version