فتحت سلطات هاواي تحقيقاً في ملابسات الاستجابة للحرائق التي أسفرت عن مقتل 89 شخصاً على الأقل في جزيرة ماوي بولاية هاواي الأميركية، ما شكل حصيلة ثقيلة جداً ترافقت أيضاً مع تدمير أو تضرر نحو 2207 مبان، معظمها سكنية.
ورجح حاكم ولاية هاواي جوش غرين أن ترتفع حصيلة القتلى، وقال: “نريد أن يستعد الناس لسماع هذه الأخبار”، فيما اعترفت النائبة الديمقراطية في الكونغرس عن هاواي جيل توكودا بأن “المسؤولين قللوا من تقدير خطر الحرائق”، بينما أكد سكان إنهم لم يتلقوا تحذيرات، ومنهم فيلما ريد التي قالت: “اشتعلت النيران في الجبل خلفنا، ولم يبلغنا أحد بضرورة إخلاء المنطقة. عرفنا بوجود حريق حين وصلت النيران إلى الجانب الآخر من شارعنا، وقد دمّر منزلي، ما أجبرني على الفرار مع عائلتي مع وضع بعض المقتنيات القليلة في سيارتي، ونحن نعتمد الآن على المساعدات”.
بيئة
80 قتيلاً على الأقل في أسوأ حريق يضرب هاواي الأميركية
وفي مدينة لاهاينا التي يسكنها 13 ألف شخص، ما زال الناس في حال صدمة من الحجم الكبير للأضرار، ومن تحوّل محال تجارية وفنادق ومبانٍ ومطاعم إلى رماد. وقال أنتوني غارسيا الذي يُقيم في المدينة منذ ثلاثة عقود: “أتى الحريق على كل شيء. هذا يفطر القلب”.
وخلال الكارثة، تناقل السكان الأخبار والشائعات من شخص إلى آخر. وعلّق أحدهم: “هذا أمر مزعج جداً، أين الحكومة؟”.
ووسط الخراب، يسعى السكان إلى فهم كيف بلغت المأساة هذا الحجم، وكذلك القضاء الذي فتح تحقيقاً في شأن طريقة إدارة السلطات للأزمة، علماً أن جزيرة ماوي شهدت انقطاعات عدة للتيار الكهربائي، وتوقف رقم الطوارئ عن الخدمة في أجزاء منها.
الصورة
لم يبقَ شيء (باتريك فالون/ فرانس برس)
لم يبقَ شيء (باتريك فالون/ فرانس برس)
وقالت توكودا: “لم تصل التنبيهات التي ترسل عادة عبر الهاتف بسبب انعدام التغطية، وواضح أننا لم نقدم حلولاً احتياطية لضمان سلامة السكان”.
وأضافت: “قللنا من خطورة الحرائق وسرعتها، ويجب أن نتحسن في مجال التحذيرات”. أما مدير عمليات الإطفاء جيريمي غرينبرغ فأكد أن درجة صعوبة السيطرة على الحرائق كانت استثنائية، لأن سرعة تقدّمها كانت بطول ملعب كرة قدم خلال عشرين ثانية أو أقل”.
وعموماً، كافح عناصر الإطفاء حرائق متزامنة عدة أججتها رياح عاتية جراء الإعصار “دورا”.
وفي مواجهة سرعة انتشار النيران، فرّ ناجون من لاهاينا من دون أن ينظروا خلفهم، ورمى بعضهم أنفسهم في المحيط للهرب من الحريق. وقال إيكولو برايدن هوبيلي: “النار كانت شديدة مثل الجحيم”. وتقدر تكلفة إعادة الإعمار بحوالى 5.52 مليارات دولار في لاهاينا وحدها.
الصورة
زادت موجات الحرّ الشديدة حجم الكارثة (يوكي إيوامورا/ فرانس برس)
زادت موجات الحرّ الشديدة حجم الكارثة (يوكي إيوامورا/ فرانس برس)
وتأتي هذه الحرائق المدمرة في منتصف صيف سجلت خلاله سلسلة أحداث مناخية قاسية في أنحاء الكوكب، بينها موجة حرّ شديدة جنوبي الولايات المتحدة، وهي ظاهرة مرتبطة بالاحترار العالمي وفق الخبراء.
وانتشرت الحرائق بسهولة أكبر في جزيرة ماوي لأن الأمطار أقل من المعتاد هذا العام. وحالياً، يعاني الجزء الغربي من الجزيرة، حيث تقع لاهاينا، من جفاف شديد إلى معتدل، بحسب مرصد الجفاف الأميركي.
ووصف الرئيس جو بايدن حرائق هاواي بأنها “كارثة طبيعية”، وأمر بإرسال مساعدات فيدرالية إلى جزيرة ماوي بهدف تمويل أعمال الإغاثة والإيواء الفوري وجهود إعادة الإعمار.