الهديل

عودة: البلد مفكّك… أفلم يحن الوقت بعد؟

 

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: “حبذا لو يتشبه مسؤولو هذه الأرض بخالقهم خصوصًا من ناحية محاربة الفساد”، مشيرًا الى أن هذا البلد يفتقر إلى أدنى مقومات العدل ولا يكترث لا لحقيقة ولا لعدالة.

وتساءل: “ماذا يمنع مسؤولي بلادي، وكل من بيدهم سلطة، بل ماذا يمنع كل إنسان عن قول الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، في كل ظرف وأمام أي كان؟ وإن نطق بالصدق وأعلن الحقيقة هل يلام أو يعاقب؟ وهل يجوز تخوينه أو ترهيبه؟ وهل تلام مؤسسة إعلامية إن هي نقلت الحقيقة؟ أليس هذا دورها، بل واجبها؟ وماذا يمنع القضاء عن تحقيق العدالة في كل قضية ترفع إليه لو لم يكن يرزح تحت ضغوط سياسية؟”.

وشدد على ان اللبناني بحاجة إلى صبر كبير وإلى صلاة مستمرة لكي يحتمل صعوبة العيش في هذا البلد المفكك الذي لا رأس يقوده، ولا حكومة تعمل من أجل إنقاذه، ولا مجلس نواب يعي مسؤوليته وواجبه في انتخاب رئيس من أجل بدء مسيرة الإنقاذ.

قائلًا: “الدولة التي تدرك دورها تحترم مواطنيها وتسعى جاهدة لتأمين الحياة الكريمة لهم عبر الخدمات الضرورية والأمان والاستقرار والعدالة، ثم بعد تأمين حقوقهم تطلب منهم القيام بواجباتهم. عندنا، لا يحصل المواطن على أدنى حقوقه وهو مطالب بأن يقوم بواجباته تجاه دولته التي لا تفوت فرصة دون تحميله أعباء إضافية فيما أمواله محجوزة وهو في الضيق.”

وتابع: “المضحك المبكي أن المواطن الراغب في القيام بواجبه كدفع ما يتوجب عليه مثلا من رسوم وضرائب لا يجد إدارة تعمل ولا موظفا يداوم، لكنه قد يفاجأ بحجز سيارته بحجة عدم دفع الرسوم المتوجبة عليها في الإدارة المغلقة الأبواب، أو بالغرامات تتراكم عليه بسبب التأخير. أليس هذا قهرا للمواطن؟”

وقال: “يلوحون بزيادة الرسوم والضرائب. ماذا قدموا للشعب؟ وأين الإصلاحات التي سئمنا تكرار الحديث عنها. أين الوعود؟ وكيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس، وبحكومة مستقيلة، وبمجلس نيابي مشرذم؟”

أردف: “السنة الدراسية على الأبواب، والأحمال على أكتاف الأهل ثقيلة، والوضع الإقتصادي ما زال مترديا، وقدرة اللبنانيين على التحمل أصبحت ضعيفة. هل فكر المسؤولون بهذا الوضع؟ ألم يحن الوقت بعد لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تتولى إيجاد الحلول؟”.

 

 

Exit mobile version