خاص الهديل:
تناقلت أمس مواقع محلية داخل سورية معلومات عن تحركات أميركية لإغلاق معبر البوكمال؛ وقالت هذه المواقع الموجودة بالقرب من منطقة التواجد الأميركي على الحدود السورية العراقية أن القوات الأميركية حشدت ٣٠٠٠ جندي ضمن ما يسمى “بالقوات الجبلية الأميركية”، وذلك لتحقيق الخطة التالية:
أولاً- إغلاق معبر البوكمال، ما يعني فصل العراق عن سورية؛ وقطع خطوط إمداد إيران مع حلفائها في سورية ومع حزب الله في لبنان.
ثانياً- نشر القوات الأميركية بالتعاون مع حلفائها الأكراد والعشائر العربية (قسد)، من نقطة تواجدها في التنف حتى نقطة “عامودا” الواقعة في أقصى نقطة على الحدود السورية العراقية..
ثالثاً- وجميع هذه الاجراءات تهدف إلى السيطرة على كامل الحدود السورية من عامودا إلى قاعدة التنف بعمق ٥ كلم.
رابعاً- وتضيف معلومات من داخل مناطق الحدود السورية مع العراق؛ أن خطة واشنطن تريد تنفيذ عملية السيطرة على كامل الحدود السورية مع العراق، وذلك بواسطة ثلاثة آلاف جندي أميركي من قوات “الفرقة الجبلية الأميركية”، ومن خلال نصب أكثر من ٢٠ حاجز أميركي في تلك المنطقة، بتغطية من طائرات الاباتشي..
وفي حال نفذت إدارة بايدن هذه الخطة، فمعنى ذلك أنها انتقلت من مرحلة “احتواء إيران” إلى “مرحلة ممارسة الحد الأقصى من الضغوط عليها”؛ أي عودة الرئيس بايدن إلى سياسة ترامب مع إيران، مع فارق أن بايدن سيزاوج بين العقوبات الاقتصادية ضد طهران، وبين خلق مسرح جيو سياسي ملائم لتطبيق ليس فقط مندرجات الحصار الاقتصادي المباشر المتمثل بالعقوبات، بل عبر تنفيذ حصار عسكري غير مباشر يتمثل بإغلاق البوابات الإقليمية التي يؤدي سدها إلى عزل النفوذ الإيراني وتشتيته.
.. والواقع أن هناك انتظاراً قلقاً لما سيحدث في المقبل من الأيام؛ ففي حال ذهب بايدن لخيار “الضغط الأقصى” على إيران؛ فإن طهران ستبادر – بحسب معلومات – إلى الرد على إقفال معبر البوكمال والحدود السورية العراقية بوجهها، بتحريك “أوراق الضغط الأقصى الاستراتيجية” بوجه أميركا، وذلك لثني الأخيرة عن الإستمرار بسياسة” الضغط الأقصى” على إيران..
ومن أبرز هذه الأوراق التي تملكها طهران، هي إشعال الحرائق الأمنية في منطقة مضيق هرمز؛ وأخذ هرمز لمعادلة أن سلاسة تدفق التجارة العالمية فيه، مرتبطة باستمرار سلاسة مرور النفوذ الإيراني عبر بوابة البوكمال إلى حلفاء طهران في سورية ولبنان، وأيضاً إلى داخل الضفة الغربية..
والواقع أن انتقال انعكاسات إقفال واشنطن لبوابة البوكمال (في حال قام بادين بذلك)، إلى مضيق هرمز، سيعقد الوضع الجديد الهادئ في اليمن، وحينها سيتم طرح سؤال عن مصير أن يبقى هناك إمكانية عملية لحدوث تفاهم إيراني سعودي حول اليمن؟!..
ويبقى القول في هذا المجال أنه هناك حاجة للتدقيق بصحة المعلومات التي تقول أن بايدن يحضر لصدمة يوجه من خلالها رسالة تحذير ساخنة لكل الأطراف الدولية والإقليمية التي بدأت تتجرأ أكثر فأكثر على تحدي أميركا..
والسؤال الذي يشغل المراقبين حالياً هو عن ماهية هذه الصدمة(؟؟): هل هي إقفال معبر البوكمال وضرب الخط الاستراتيجي الإيراني المعروف “بالهلال الشيعي” من طهران إلى ساحل المتوسط عند منطقة الناقورة اللبنانية(؟؟)؛ أم سيكون من خلال توجيه ضربة أو ضربات أمنية في المنطقة(؟؟)..