الهديل

خاص الهديل: إنتظار إعلان توتال عن غاز البلوك ٩.. وموت توقع الحل في أيلول(!!)..

خاص الهديل:

بات واضحاً أن حوار الأيام السبعة الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، أشعل من جهة اشتباك مسيحي – مسيحي داخل جبهة المعارضة المسيحية السياسية والمعارضة المسيحية الدينية. وأشعل من جهة ثانية سباقاً محموماً بين طرحي حوار السبعة أيام لبري وحوار السؤالين الاثنين للودريان. 

.. وبفعل هذه التطورات، صار من الصعب انتظار نتائج عملية إيجابية سواء من حوار بري أو من سؤالي لودريان.. وحتى لو اكتمل عقد تقديم الكتل النيابية لأجوبتها على السؤالين الفرنسيين، وأيضاً حتى لو تجاوز طرح بري حاجزي القوات اللبنانية والكتائب؛ وتم عقد حوار السبعة أيام؛ فإن ذلك لن يؤدي إلى حل، بل سيؤدي إلى عقد جلسات تكرر مسرحية جلسة التصويت الشهيرة على عدم انتخاب جهاد أزعور؛ بمقابل إبقاء “طبخة فرنجية” داخل “طنجرة ضغط” حزب الله..  

يمكن القول أن شهر أيلول لن يكون – أغلب الظن – “الشهر السابع” في عمر ولادة جنين فخامة الرئيس العتيد، بحسب التوقعات التي سادت منذ بداية هذا الصيف.. والبديل عن موعد الحل في أيلول، هو ترحيل توقعات إنتاج الحل إلى التواريخ التالية: 

– نهايات هذا العام، حيث تكون نتائج تنقيب توتال عن الغاز في البلوك ٩ قد اتضحت على نحو جلي؛ وعليه وحينها سيبنى سياسياً بخصوص الموقف من الاستحقاق الرئاسي، بمقتضى ما لدى لبنان فعلياً من كميات من الغاز في عمق البحر!!.  

وأصحاب هذا الرأي المقتنعون بأن كل الضحيج الصادر عن المشاركين في “حفلة السجال” الجارية حالياً حول الحوار وانتخاب فخامة الرئيس، هي عبارة عن “هوبرات دبكة” انتظار نتائج التنقيب عن الغاز.. 

وبحسب أصحاب هذا الرأي فإن كمية الغاز التجارية موجودة فعلياً في بلوك ٩، ولكن القرار الدولي بالإعلان عن وجود هذه الكمية التجارية في البلوك المذكور، لم يتم اتخاذه بعد؛ علماً أن بيروت سمعت رأيين اثنين حول هذه النقطة: رأي يقول أن واشنطن ستدعم وتؤيد الإعلان عن وجود كمية تجارية من الغاز في البلوك ٩، بدليل الايحاءات التي نطق بها اموس هوكشتاين خلال زيارته للبنان، وأيضاً بدليل – على ذمة القائلين- بأن اتفاق الإفراج عن المليارات الأخيرة لصالح إيران، لم تكن فقط مقابل إفراج إيران عن سجناء أميركيين من أصل إيراني، بل مقابل صفقة أكبر، تتضمن تفاهماً وتسوية بين واشنطن وطهران على أمن ومستقبل غاز لبنان(!!). 

أما الرأي الثاني الذي سمعته بيروت خلال الأيام الأخيرة، فيقول بعدم وجود رغبة لدى واشنطن بصدور إقرار من توتال بوجود كميات تجارية من الغاز في لبنان.. ودليل هؤلاء يتمثل بأن كميات الغاز الكبيرة موجودة في البلوك رقم ٨، وليس في البلوك رقم ٩؛ وتقصّد توتال أن تبدأ التنقيب في البلوك الذي يحتوي على غاز أقل؛ هو دليل على أن القرار الدولي بشأن غاز لبنان لا يزال في مربع شراء الوقت العالمي والإقليمي، وفي مربع تأجيل موعد دخول لبنان نادي الغاز الدولي إلى اللحظة المناسبة عالمياً(!!).   

– ترحيل الحل إلى ما بعد الشهر الأول من العام المقبل.. وهذا الموعد يقال أن جبران باسيل يسعى إليه، كي يضمن أن قائد الجيش جوزاف عون خرج من اليرزة، وخرج أيضاً من حلبة التنافس على رئاسة الجمهورية.. وهناك من يقول أيضاً – ودائماً على ذمة القائلين – أن حزب الله يساير باسيل سراً في هذه المناورة التي تقوم تحت ستار أن الحوار بينهما بحاجة لوقت إضافي، بصرف الوقت المتبقي لجوزاف عون في قيادة الجيش.. 

وأصحاب هذه النظرية يقولون أن حزب الله والتيار العوني يعتقدان بحزم أنه طالما أن جوزاف عون موجود في اليرزة، فإن موافقتهما على تسوية ترشيح إسم ثالث، ستؤدي لا محالة إلى انتخاب جوزاف عون.. وعليه فإن أفضل حل بالنسبة لميرنا الشالوحي ولحارة حريك، هو انتظار خروج القائد جوزاف عون من اليرزة، وحينها يمكن التفرغ للبحث عن حل للشغور الرئاسي لا يتم تحت ضغط صداع باسيل من فرص جوزاف عون الرئاسية.. 

وبمقابل هذا الرأي يوجد وجهة نظر أخرى تقول أنه ليس مضموناً النوم على وسادة أن حظوظ العماد جوزاف عون ستصبح أقل بعد خروجه من قيادة الجيش؛ لأن التبني الدولي الملحوظ لتبني ترشيح جوزاف عون لا ينطلق فقط من كونه قائداً للجيش؛ بل ينطلق بالأساس من كونه يملك كشخص المواصفات المطلوبة من الخماسية لرئيس الجمهورية، وكون الداخل والخارج اختبر عملياً وبالتجربة خلال تولي جوزاف عون قيادة الجيش، أنه فعلياً يملك المواصفات المطلوبة لفخامة الرئيس العتيد..  

.. وعليه فإن المجتمع الدولي والإقليمي مع جوزاف عون الذي ترشحه مواصفاته لرئاسة الجمهورية، وذلك قبل أن يكون المجتمع الدولي هو مع جوزاف عون الذي يرشحه منصبه في قيادة الجيش لرئاسة الجمهورية..

 

Exit mobile version