إنفلونزا الطيور يثير قلق العالم..
أعاد فيروس أنفلونزا الطيور القلق للكثير من الدول حول العالم، من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية، وانضمت الأرجنتين إلى قائمة الدول التى اكتسبت فيها أنفلونزا الطيور وضعا وبائيا جديدا فى الأيام الأخيرة، حيث انتقلت من الطيور إلى الثدييات، ويشكل تصاعد المرض خطرا أكبر.
وأشارت صحيفة كلارين الأرجتنتينية، إلى أنه فى جميع الأحوال يعتبر أن العدوى قد نتجت عن ملامسة الثدييات للطيور المصابة، سواء عن طريق الغذاء أو التعرض البيئى، هى من اسباب انتقال الفيروس إلى الثدييات،خاصة اسود البحر والثعالب والقطط.
اتخذت عدة بلديات فى منطقة المحيط الأطلسى تدابيرا لتقييد الوصول إلى الشواطئ، خاصة فى الأرجنتين التى قررت إغلاق عدة شواطئ للحد من انتشار الفيروس، وفى إطار التدابير الرامية إلى الحد من تفشى أنفلونزا الطيور التى تؤثر بشكل رئيسى على أسود البحر.
وقام عمدة فييدما، بيدرو بيساتى، بتنفيذ اجراء اغلاق الشواطئ، البيسكاديرو، وباجادا إيريكا، وباجادا دى كايلوتو، والشاطئ المركزى، والشاطئ المتوسط، وباجادا الفارو، وباجادا دى بيكوتو، وكلها فى منطقة سبا إل كوندورـ بالإضافة إلى الإسبيجون وبلايا بونيتا ولوبيريا وباهيا روزاس وباهيا كريك، وذلك بعد نفوق أكثر من 230 أسد بحر.
ويسعى هذا القرار إلى منع انتشار أنفلونزا الطيور والأزمة التى تمر بها حياة الطيور فى المنطقة بسبب الحالات التى لا تزال تظهر على الساحل البحرى لجزيرة فيدمينس إيجيدو.
فى وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت الخدمة الوطنية للصحة والجودة الزراعية فى الأرجنتين (Senasa) ثلاث حالات أخرى لأنفلونزا الطيور فى أسود البحر فى كلاروميكو وسان بلاس، فى مقاطعة بوينس آيرس، وفى سان أنطونيو إستى، ريو نيحرو.
وتطلب السلطات فى جميع المناطق الساحلية المتضررة فى البلاد من السكان عدم الذهاب إلى الشواطئ التى ظهرت فيها أسود البحر الميتة، وخاصة عدم القيام بذلك مع الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب، لتجنب احتمال دخول شخص ما إليها، الاتصال بالفيروس من خلال أسد البحر أو الطيور المصابة
إن آخر رقم قياسى لوفيات أسود البحر على المستوى الوطنى وصل على الاقل إلى 134 أسد بحر، التنبيه عالمى بشكل متزايد. وقد أبلغت تشيلى وبيرو بالفعل عن إصابات فى أسود البحر، كما أن إسبانيا أبلغت عن حالات إصابة أنفلونزا الطيور فى المنك.
وفى اوروبا، أمرت فنلندا للتو بذبح 120 ألف ثعلب مصاب لمنع انتشار الفيروس. وفى بولندا، كان تفشى المرض بين القطط الذى تم اكتشافه منذ نهاية يونيو،وشهدت هولندا وألمانيا أيضًا تفشى العدوى فى الثعالب.
ويعتبر انتقال المرض إلى الثدييات من الأمور التى تثير القلق والجدل حيث أنه بذلك من الممكن أن ينتقل الفيروس إلى الانسان، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فى أنه مع انتقال الفيروس من نوع إلى آخر، تزداد فرص تحوره ويصبح أكثر خطورة على الناس، كما أبلغت بولندا عن إصابة أكثر من 40 قطة بأنفلونزا الطيور
حذر علماء بريطانيون، من انتشار أنفلونزا الطيور فى أوروبا، حيث أن المزارعين يسعون لمكافحة المرض، وأزالت السلطات منطقة الوقاية من أنفلونزا الطيور (AIPZ)، اعتبارًا من 4 يوليو 2023 فى ويلز واسكتلندا وإنجلترا، وتم التركيز بشكل كبير على تدابير الأمن البيولوجى على مستوى المزرعة.
ومع ذلك، وبعد أقل من شهرين من اتخاذ القرار، تشير الدلائل إلى أن أنفلونزا الطيور آخذة فى الارتفاع مرة أخرى، وتقع المملكة المتحدة مباشرة فى خط النار، ويبدو أن موجات أنفلونزا الطيور، تظهر بانتظام متزايد وتناقص فترات الراحة بينها.
وأكد العلماء أنه لا بد من تدمير ما يقرب من مليونين ونصف مليون من الطيور المصابة فى ألمانيا فى عام 2021، وهذه الخسائر لها تأثير كبير على التكلفة المالية والتأثير العاطفى على المزارعين.
وتكاليف التطهير والتنظيف بعد تفشى المرض تقع على عاتق المزارعين، ويتفاقم هذا بسبب متطلبات منعهم من الاحتفاظ بالحيوانات لأطر زمنية معينة بعد تفشى المرض، ومن الواضح أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تكون بسهولة المسمار الأخير فى نعش العديد من المزارعين الذين تعانى أعمالهم بالفعل من التضخم المتفشي.
وقال تقرير نشرته صحيفة لابانجورديا الاسبانية أن عدد البشر الذين يصابون بفيروس أنفلونزا الطيور حتى الآن ليس مرتفعًا، على الرغم من أن معدل الوفيات لا مثيل له من قبل أى فيروس أنفلونزا آخر. وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 868 حالة إصابة و457 حالة وفاة مسجلة فى الفترة ما بين يناير 2003 و23 يناير 2023. وبلغ معدل الوفيات 53 %.
منذ أكتوبر 2022، تم الإبلاغ عن ست حالات إصابة بشرية بفيروس H5N1: حالتان فى كمبوديا، وحالتان فى الصين، وواحدة فى الإكوادور، وواحدة فى فيتنام. كيف يبدو الأمر، فى اللحظة التى يصل فيها الفيروس إلى هذه الحالة تكون نادرة ومتفرقة، ولكن فى الوقت نفسه يكمن القلق الأكبر لمنظمة الصحة العالمية.
ووفقا للنشرة الوبائية الوطنية، تم تحديد 328 شخصا تعرضوا للاصابة بالفيروس فى الأرجنتين.
أما فى أمريكا، فقد أعلنت السلطات الأمريكية، أن هناك ارتفاعا كبيرا فى نفوق الدواجن، بسبب أنفلونزا الطيور فى واشنطن، حيث قتلت سلالة جديدة من أنفلونزا الطيور، عشرات الطيور فى جزيرة بوجيه ساوند الصغيرة، فيما ظهرت الحالات فى أماكن أخرى أيضًا.
ودفع انتشار أنفلونزا الطيور مسؤولى الحياة البرية فى واشنطن، إلى السعى لاختبار الحالات المشتبه فيها وتنظيف المئات من جثث طائر الخرشنة، والنورس على طول ساحل جزيرة فى شمال بوجيت ساوند.
وأثرت أنفلونزا الطيور على الدواجن فى الغالب، ولكن سلالة جديدة H5N1، أثبتت أنها مميتة للطيور البرية أيضًا.
ونفق أكثر من 75 ألف طائر برى على مستوى العالم بسبب السلالة الجديدة، على الرغم من أن العدوى البشرية نادرة، إلا أنها ليست مستحيلة، ومنذ أن وصل المرض إلى واشنطن لأول مرة فى مارس الماضى، تزايدت حالات الإصابة بالطيور البرية فى الولاية، لكن المسؤولين يقولون إنهم ما زالوا يحاولون قياس الآثار الكاملة.