كتب عوني الكعكي:
الزميل وئام وهّاب بدأ حياته بالعمل في إذاعة صوت الجبل، أيام الحرب الأهلية، وبرز كصحافي جريء ومميّز وصاحب رأي حرّ.
يقول كلّ شيء حتى لو كان ما يقوله يسبّب له عداوات، أو وجع رأس.. في فترة زمنية قصيرة، برز كمسؤول درزي مميّز، واستطاع أن يكون الرجل الثالث في الطائفة الدرزية الكريمة…
كثير من الناس يحبّونه وينتظرون ماذا سيقول، عند كل محطة حرجة سياسياً ووطنيّاً.
وكذلك هناك كثير من الناس يتضايقون من صراحته ولكنهم يأخذون ما يقوله على محمل الجد…
يحب الحقيقة ويحب أن يقول كل شيء عنده بشفافية ومن دون «كفوف» كما يُقال.
أختلف معه في كثير من الأمور، ولكنني أتفق معه أيضاً في كثير من الأمور، ولكن وعلى الرغم من هذا الاختلاف يبقى الاحترام وتبقى المحبة تطغى على كل الخلافات.
في مقابلة أجراها الزميل الزعيم الدرزي مع إحدى محطات التلفزة، أعجبت جداً بصراحته خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي تتطلب صراحة وصدقاً.
والذي زادني احتراماً له انه يقول الحقيقة التي يهرب منها الكثير من الناس، ولم يكونوا يتوقعون أن يقول وئام وهّاب ما قاله في هذه المقابلة.
ولكن يبدو أنّ ضميره وكلمة الحق عنده تغلبا على كل شيء، وما قاله في هذه المقابلة أعتبر انه من القلائل من البشر الذي لا يزال عنده ضمير ليقول كلمة الحق، وها أنذا أنشر مضمون المقابلة.
دافع الوزير السابق وئام وهّاب بقوة عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث متلفز قائلاً: إنّ رياض سلامة موّل الدولة لمدة 30 سنة، ولم تكن قراراته شخصية بل كانت كلها بموافقة المجلس المركزي للمصرف المركزي، فلا مخالفة فيها أبداً وهي لا تتناقض مع قانون النقد والتسليف.
القضية باختصار ان القاضية هيلانا اسكندر رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل خاصمت الدولة في قضية القاضي ابو سمرا، لكن محامي سلامة خاصم القاضية هيلانا اسكندر، فعمدت اتهامية بيروت برئاسة القاضي القبضاي ماهر شعيتو والذي لا يستمع للسفارات الى إيقاف المحاكمة عن سلامة وفاجأ رياض سلامة بعرض التنحّي.
هذه هي القضية.
وتعالوا نكون منصفين، كلنا نهبنا الدولة من 30 سنة ونحن نعيش مرتاحين بقرارات رياض سلامة. عشنا في بحبوحة رياض سلامة، ورفيق الحريري على سعر صرف الدولار 1500. اشترينا بيوتاً في بيروت لم يكن بمقدورنا شراءها.. أنا هذا بيتي سددته على الـ1500. علمنا أولادنا في الجامعة الاميركية واليسوعية وغيرهما ولم نكن قادرين على ذلك إلا بفضل الـ1500. سافرنا على سعر الصرف هذا وتنزهنا… استقدمنا عاملات سيرلانكيات ومن دول أخرى على سعر الصرف هذا. الآن نسينا كل هذا وصرنا نطالب بذبح رياض سلامة فلماذا، ولماذا هذا الحقد، وماذا فعل سلامة، ولماذا هذه الضجة؟
شركة «ألفاريز» دققت في الهندسات المالية، وهي شركة محترمة… فماذا كانت النتيجة؟ أطالب بقراءة التقرير قبل هذه الحملة غير المنطقية على حاكم مصرف لبنان السابق.. نحن نهبنا الدولة فأنرنا بيوتنا بكهرباء على الـ1500. عشنا ملوكاً واليوم حملنا سيوفنا لنحر رياض سلامة.
هناك حسب تدقيق «ألفاريز» 111 مليون دولار عمولات بموافقة المجلس المركزي لقاء عقارات اشتراها المصرف… هذه العقارات… هل أخذها رياض سلامة معه؟ وهذه لا يمكن أن تخسر فسوق العقارات مُرْبح جداً.
وأسأل: لماذا لم يعترض هؤلاء على سياسة الحريري وسلامة منذ 30 سنة؟ لأنهم كانوا يعيشون في بحبوحة..
أقول هذا لأنّ عندي ضمير… أما هم الذين يهاجمون سلامة اليوم فبلا ضمير وبلا أخلاق.
هناك جنرال في الجزائر اسمه خالد نزار، فرضت عليه سويسرا عقوبات وطالبت بمحاكمته… الجزائر طالبت بقطع العلاقات مع سويسرا. فلنتعلم الكرامة من الجزائر ولنتعلم منها.
لقد اتهم القضاء السويسري الجنرال الجزائري السابق خالد نزار بارتكاب جرائم حرب، حين أعلن مكتب المدعي العام السويسري تقديمه لائحة اتهام بحق وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزار للاشتباه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
لقد أبت الجزائر بكافة مؤسّساتها ومسؤوليها هذه التهم، وهددت كما أشرت بقطع العلاقات مع سويسرا…
أما نحن في لبنان، وللأسف الشديد، سمعنا ادعاءات دول خارجية عدة واتهاماتها الموجهة الى حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، وبدل أن نثور لكرامتنا هلّل البعض منا وكأنّ شيئاً لم يكن…
لذا أقول: «يا عيب الشوم».