الهديل

لودريان «تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي»

 

كتب عوني الكعكي:

هذا المثل «المهضوم» ينطبق مئة بالمئة على المساعي التي يقوم بها «المسيو جان إيف لودريان» مكلفاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ليس عندنا شيء ضد فرنسا أو ضد المسؤولين الفرنسيين، بل بالعكس… اللبنانيون يعتبرون فرنسا «الأم الحنون»، واللبنانيون كذلك يقيمون كل سنة قدّاساً مهم جداً تحية لفرنسا.

لكن المصيبة أنّ أميركا ألغت كل دول العالم… وباتت الدولة الوحيدة التي تتحكم بهذا العالم على صعيدين:

أولاً: على الصعيد المالي، خصوصاً ان الدولار أصبح العملة الوحيدة التي يتعامل بها العالم، بالرغم من محاولات روسيا والصين التهرّب من التعامل بالدولار ولكن عبثاً يحاولون.

ثانياً: على الصعيد العسكري، إذ لا يوجد في العالم بلد غير أميركا، جيشه منتشر في كل أصقاع الأرض.

بالعودة الى المهمة التي يقوم بها المسيو لودريان في بيروت، وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها الى لبنان… مع خيبة أمل أشعر بالتعاطف معه بعد فشله هذا، لكن كتبت سابقاً ومنذ الزيارة الأولى: إنّ مهمته لن تنجح وذلك لسبب بسيط… فبالعودة الى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جاء مباشرة بعد انفجار مرفأ بيروت، وهو الرئيس الوحيد في العالم الذي زار لبنان وأبدى تعاطفه معه.. يومذاك حاول الرئيس الفرنسي المساعدة على تشكيل حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، وعند مغادرته قال: اتفقنا خلال اجتماعنا مع جميع القيادات اللبنانية على تشكيل الحكومة ولم يبقَ عندنا إلاّ %10 فقط كما قال النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، والـ10% هذه هي ان هناك خلافاً على الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة…

وللأسف الشديد فإنّ الـ «%10» تغلبت على الـ %90، وفشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة… ثم عاد ثانية محاولاً ولكن الفشل مجدداً كان مصير زيارته الثانية أيضاً.

باختصار، الحل الوحيد في لبنان هو بيد أميركا وليس بيد أي بلد في العالم… لذلك عندما سمعت أنّ أحد السفراء دعا بعض النواب من طائفة معيّنة للاجتماع في منزل السفير مع المندوب الفرنسي، ضحكت على سذاجة السفير الذي يعرف أنّ رئيس جمهورية فرنسا فشل.. فهل يظن أنه سوف يحقق انتصاراً؟ والسؤال الثاني: ما هي أدوات الإقناع عنده؟!. الشاي والقهوة والتمر، وهل هذا يكفي؟

يا سعادة السفير إذا لم يكن عندك «جارور» فالأفضل لك أن تبقى جالساً في بيتك، وأنت لست بحاجة الى أن تسيء الى نفسك لأنك إنسان محترم.

أخيراً، نودّع المندوب الفرنسي ونقول له إننا فعلاً نشعر بحسرة لأنّ مهمته لم تنجح.. وذلك لعدم توافر أسباب النجاح.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version